كشف الاتفاق الأمريكي الروسي الثلاثاء الماضي المتضمن عقد مؤتمر دولي نهاية الشهر الحالي تجاه الأزمة السورية، غياب النوايا الحقيقية والجادة في حل الأزمة السورية. وتأتي تلك الرؤية في ظل تمسك الطرفين الأمريكي والروسي بمواقفهما تجاه القضية، وبما يتماشى مع مصالحها. ففي المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الأول في موسكو أكدا على التمسك بمذكرة جنيف كونها مخرجا مهما لسفك الدماء في سورية، والحل الوحيد لإخراج الأزمة السورية من عنق الزجاجة عبر الحوار السياسي على طاولة الحوار. ويبدو أن الأزمة السورية لازالت تسير في طريق مجهول، في ظل استمرار الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية، في ظل وجود مصالح استراتيجية من جهة، وغياب التحرك الحقيقي لإنهاء الأزمة السورية من جهة أخرى في وقت لا يزال الشعب السوري يدفع فاتورة الأزمة القائمة أمام تعنت قوات الأسد باستخدام أسلحة محظورة ضد الأبرياء، فضلا عن تشريد مئات الألوف إلى خارج حدود الخارطة السورية. والحل الحقيقي يحتم الخروج من حالة الصمت والقرارات المؤجلة، إلى التحرك المأمول والفعلي من قبل الدول الكبرى إنهاء الأزمة السورية من جذورها.