تمتد شواطئ تبوك البكر على امتداد ساحل البحر الأحمر حتى خليج العقبة، لتشكل وجهة ومقصدا سياحيا لعدد من هواة البحر لقضاء إجازتهم الصيفية، ومن هذه الشواطئ (شرما، مقنا، قيال، ورأس الشيخ حميد)، وكلها تتميز بصفاء مائها وتنوع بيئتها البحرية وملاءمتها للتنزه والتخييم. عدد من المهتمين برياضة الغوص أعربوا ل(عكاظ) عن أملهم في استحداث متنفس لاحتضان هواياتهم بالإضافة إلى استثمار الشواطئ البحرية كسياحة اقتصادية تمثل عائدا كبيرا وتخلق العديد من فرص العمل والاستثمار ليس على صعيد المال فحسب بل لاستثمار الشباب بالطريقة الأنجع والأكثر فائدة. يقول مدرب الغوص محمد عبدالمجيد: كمحترفين لرياضة الغوص نطمح في أن تكون لنا بصمة ودور فعال بالمساهمة في إنعاش المنطقة اقتصاديا وسياحياً من خلال عمل عدد من البرامج السياحية وإطلاع السائحين على الكنوز التي تحتضنها شواطئنا البكر. ويطالب الغواصان نايل ساير وعاطف العنزي هيئة السياحة بإدراج مهرجان بحري سنوي ضمن باكورة مهرجاناتها السنوية ويكون ضمن روزمانة الفعاليات، وأشارا إلى أن الرياضات البحرية متعددة وجميلة ولا تختزل بالغوص والسباحة فهنالك العديد منها نأمل استحداثه وتوفيره كالتزلج على الماء والدبابات البحرية المحظورة دون أسباب مقنعة. وشاطرهما الرأي محمد العمراني، إلا أنه رفض أن يسند تنظيم المهرجان السنوي إلى منظم محلي أو أشخاص محدودين، مؤملا أن يكون ضمن اختصاص هيئة السياحة بالكامل مراعاة للصالح العام, مطالباً بفتح المجال أمام الغواصين الراغبين في منح عضويات في هيئة السياحة كمرشدين بالمنطقة. ومن جانبه يرى مؤلف كتاب مملكة الغوص في تبوك المدرب محمد العقبي أن على الهيئة تخصيص بوابة متكاملة عن الرياضة البحرية وتوليها اهتماماً أسوة بالآثار, ففي أعماق البحر كنوز وعالم من السحر والجمال, مؤكدا على إلزامها -والحديث للعقبي- بتخصيص خرائط خاصة بكل سواحل المملكة للتعريف بأهم المواقع الملائمة للتنزه والتخييم البحري. ومن جانبه أوضح رئيس المجلس البلدي جمال الفاخري أن فكرة إقامة مهرجان بحري جديرة بالاهتمام، إلا أنها تحتاج إلى تهيئة وبنية تحتية متكاملة بالمدن الساحلية, التي تفتقر إلى فنادق على مستوى من الرفاهية والخدمات عالية الجودة. وألمح الفاخري إلى افتتاح منتجع سياحي في شرما قريبا سيساهم في انتعاش المنطقة مؤكداً اجتماعه مع رابطة غواصي البحر الأحمر والتباحث في تفعيل رياضة الغوص ودور الرابطة في ذلك. وفي نفس السياق أوضح رئيس هيئة السياحة والآثار في تبوك ناصر الخريصي أن الهيئة ساهمت وحفزت في إقامة مهرجان مخصص لرياضة الغوص الذي نفذ بالتعاون مع كافة الشركاء المعنيين من القطاعين العام والخاص وبتنظيم من قبل منظم فعاليات محلي من أبناء منطقة تبوك المهندس مروان الجهني مطلع شهر شوال من العام الماضي 1433ه على شواطئ مقنا ليكون نواة لمهرجان متخصص في الرياضات البحرية يقام بشكل سنوي في المنطقة، وبين أن المهرجان خضع للتقييم من خلال مجلس التنمية السياحية في المنطقة، والعمل ما زال جاريا لبحث سبل تطويره من حيث الموقع والفعاليات والأنشطة المقامة لتنفيذه بالشكل المأمول خلال هذا العام. وأكد الخريصي على التعاون مع الغواصين من خلال برنامج الترخيص للمرشدين السياحيين الذي تقدمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بهدف تفعيل دور المرشد السياحي بشكل عام، ودفعه ليكون أكثر حرفية وتنظيما، حيث يمكن للراغبين التقدم بطلب الرخصة من خلال موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار الالكتروني، والاختيار من بين ثلاث فئات: مرشد عام على المستوى الوطني، ومرشد منطقة، ومرشد موقع. المرشد السياحي تهدف الهيئة إلى دور المرشد السياحي ودفعه ليكون أكثر حرفية وتنظيما حيث يمكن للراغبين التقدم بطلب رخصة من خلال موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار الإلكتروني.