قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس مواقع داخل الأراضي السورية في هجوم هو الثاني خلال 48 ساعة معللة ذلك بأنه لمنع وصول أسلحة إلى حزب الله اللبناني، بينما حذرت دمشق من أن هذه الاعتداءات تجعل الوضع الإقليمي «أكثر خطورة» وسط مخاوف أممية من تصاعد الصراع في المنطقة. مصدر استخباري غربي أكد أن الضربة استهدفت صواريخ مقدمة من حزب إيران إلى حزب الله اللبناني إضافة إلى مخزن للأسلحة وفرقة للدفاع الجوي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت. ودوت انفجارات ليلا قبل أن تعلن وكالة سانا السورية أن «المعلومات تشير إلى أن الانفجارات في مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق ناجمة عن اعتداء إسرائيلي بالصواريخ». وأوضح الجيش السوري الحر أمس أن سورية تقصف «على يد بشار الأسد وإسرائيل»، وذلك تعليقا على القصف الإسرائيلي للأراضي السورية مرتين خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد «نحن بالتأكيد يزعجنا ويزعج أي إنسان سوري أن تقصف سوريا، لكن سوريا اليوم تقصف على يد (الرئيس السوري) بشار الأسد وإسرائيل». وتساءل «ماذا تفعل كل هذه التشكيلات العسكرية وهذه الصواريخ في محيط دمشق، في حين أنها من المفترض أن تنشر على الجبهة في الجولان». من جهتها، حذرت الحكومة السورية إثر اجتماع استثنائي عقدته الأحد من أن «على المجتمع الدولي أن يدرك أن تعقيدات ما يجري في المنطقة باتت أكثر خطورة، وأن على الدول الداعمة لإسرائيل أن تعي أن شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان»، وذلك في بيان تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي. من جهتها دانت مصر وجامعة الدول العربية الهجوم الإسرائيلي، ودعتا مجلس الأمن إلى «التحرك فورا». كما حذرت الجامعة من التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية. فيما اعتبرت لندن على لسان وزير الخارجية وليام هيغ أن «هذه الأحداث (الغارات) وغيرها من الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية تظهر ازدياد الخطر على السلام في المنطقة»، معتبرا أنه «كلما طالت (الأزمة) كلما ازدادت ضرورة رفع حظر وصول الأسلحة» إلى مقاتلي المعارضة السورية. ميدانيا، وبعد أيام على «مجزرتين» ذات طبيعة طائفية في منطقة بانياس الساحلية أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس تعرضت أمس لقصف متقطع. وفي شمال البلاد، قال المرصد إن مقاتلي المعارضة يتقدمون في مطار منغ العسكري في محافظة حلب، بعد مقتل قائده العميد علي محمود في اشتباكات أمس الأول. وفي محافظة حمص، تدور اشتباكات على أطراف مدينة القصير في محافظة حمص بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة، وعناصر القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد.