تعلن توصيات المؤتمر العالمي الثاني للقرآن الكريم «المنهج النبوي في تعليم القرآن» اليوم في المنامة بعد أربعة أيام شهد فيها المؤتمر مناقشة أربعة محاور برعاية ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وشهد مجلس الملك حمد آل خليفة تداولات لوقائع المؤتمر البارحة الأولى، بحضور الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ووزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة، والأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر، والمشاركين في المؤتمر من وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية والعلماء والمفكرين ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم. وعبر الدكتور عبدالله التركي أمام الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن مشاعر المشاركين وشكرهم واعتزازهم باستضافة مملكة البحرين للمؤتمر، فتاريخها عريق في مجالات عديدة، مشيرا إلى أن ذلك ليس بغريب على أسرة آل خليفة، ومبينا أن البحرين تاريخها عريق في مجالات عديدة. وأوضح الدكتور التركي، أن الرابطة ومنظماتها حريصة على التواصل مع قيادات الأمة الإسلامية والقيادات الرسمية والشعبية من أجل تعزيز مصالح المسلمين ومن أجل وحدة الهدف والكلمة. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعا في أكثر من مناسبة إلى إجماع ووحدة الكلمة والابتعاد عن النزاع والفرقة والطائفية التي تحدث آثارا سيئة في بلاد المسلمين. وقال الدكتور التركي موجها حديثه لملك البحرين: «من هنا، هؤلاء الوزراء والعلماء الذي يتشرفون بالسلام على جلالتكم، يشكرون ويقدرون هذه الجهود، ونحن معهم في الرابطة حريصون كل الحرص على التعاون مع البحرين، ومع جلالتكم، ومع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، لأننا نعرف حرصكم على وحدة كلمة المسلمين والتعاون فيما بينهم، والبحرين لها تاريخ إسلامي عريق من الناحية الإسلامية والعربية والتعاون الكبير بين الدول الخليجية والعربية، ولا شك أن الجمعيات الإسلامية والمراكز، وإن كانت جهودها جهودا شعبية، لكن لا بد أن يتكامل الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي لهدف واحد، وكما هي توجيهات خادم الحرمين الشريفين لنا في المناسبات العديدة يقول: هذه المؤسسات أو العلماء أو الجهود الشعبية لها تأثير كبير في حياة الناس وهو جهد ينبغي تحمل مسؤوليته». وأضاف الدكتور التركي: «نحن على استعداد للتعاون مع البحرين لإبعادها عن أي نزاع أو خلاف أو تدخلات أجنبية أو طائفية، نحن في بلدنا سنة وشيعة وعدة طوائف، عشنا تاريخا طويلا متعاونين متكاملين من مئات السنين وفق أنظمة الدول والقوانين ورعاية المصلحة العامة، نعرف أن أصول الدين أصول واحدة حتى وإن اختلفوا بعض الناس في بعض الجزئيات، فأساس الدين الإسلامي واحد، والأمة الاسلامية واحدة، لذلك أي دعوة أو تصرف يريد أن يحدث فرقة داخل المجتمع ينغي أن نواجهه مواجهة حادة حتى نبين رسالة الإسلام المبنية على الوسطية والاعتدال ضد الإرهاب والتطرف، ونحرص كل الحرص على الحوار سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وأن مبادرة خادم الحرمين للحوار تهدف لإظهار حقيقة الإسلام، وأن الدين منفتح على العالم». وحدة الكلمة وقال ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمام علماء الأمة ومفكريها: «إن قوتنا وأساس وحدتنا تجمعنا على الخير، وجودكم الذي هو تشجيع للكملة الطيبة والموعظة الحسنة، ونحن متأكدون بأن هذه هي المدرسة الصحيحة في دين الاسلام، مع بداية الرسالة وإلى يومنا هذا وبلدكم البحرين كونها جزراً كانت عبر التاريخ معبرا لجميع الحضارات، لكن أهلها مسلمون، عبروا بجميع ما لديهم من تجارة وعلوم ومبادئ وعادات، لكن أهل البحرين استقبلوهم وتعايشوا معهم ولكنهم ظلوا على دينهم ومحافظين عليه». وأضاف الملك حمد في كلمته للعلماء: «البحرين كما تعلمون لما وصلتها رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم دخلت في دين الإسلام من دون قتال أو جدال عن اقتناع وقناعة بأن هذه الرسالة الكريمة التي تؤدي إلى الخير، وهكذا استمرينا وحمينا مجتمعنا، وجاءت فئات كثيرة تدعو إلى غير ذلك، ولكن الجواب كان واحدا، نحن نسمع ما يقولون ولكن نحن على ما عليه». وأضاف ملك البحرين مرحبا بالعلماء: «أهلا وسهلا بكم في بلدكم وبين أخوه لكم يضمرون لكم كل خير وكل تعاون، وأنا أعتقد بهذا الأسلوب ودعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار وإلى إنشاء المركز المهم للأديان، ونحن كذلك في البحرين انطلقنا ودعونا إلى هذا التجمع، وحضر الكثير من مختلف الثقافات والأديان، واجتمعت كلها، وكان هدفها خدمة الإنسان، وأن يعيش حياة كريمة آمنة مستقرة يهنأ بعيشه ويعيش أبنائه من بعده». وقال الملك حمد بن عيسى معقبا: «هذه الرسالة هي بلا شك هي مسؤوليتنا الأولى كمسؤولين، ونحن كمسؤولين منكم، ولسنا من الخارج، ولسنا بالقوة القادمة من وراء البحار، نحن مسؤولون من نفس مجتمعنا، وكل ما تعلمناه من مجالسنا أو عند أهلنا، نحن لا نبحث في الأمور السيئة، كنا نركز في بحوثنا على الأمور الطيبة، فالأبناء الصغار والشباب يتعلمون ما سمعوه من أهلهم، وهذا يمكن هو السر الكلام الشديد، الكلام الضد، الكلام المعادي». لا معاداة لأحد وأوضح الملك حمد بن عيسى أن البحرين لا تعادي أحدا، ولا تتحدى ولا تتدخل في شأن الناس إذا أرادوا حياة ما، ولكنها تسعى مع الأشقاء والأصدقاء إلى الخير «هذا ما أكرره لأنه أصعب من الانزلاق في طريق التطرف لا سمح الله والعنف والمشادات والعداوات التي طبعا تستمر جيلا بعد جيل». وقال الملك حمد بن عيسى: «ولله الحمد المجتمع البحريني مجتمع طيب، مجتمع خير ولا شك في ذلك، لا بد من بعض النواقص ولا بد من بعض المشاكل، ولكن هذه كلها في طريقها إلى الحل، يبقى هذا على أهل البحرين إذا اجتمعوا وقرروا أن يسيروا في هذا الطريق، فالأمور ستسلك بلاشك مسلكا طيبا، ونحن نشجعه ولا نقف في وجهه». التربية القرآنية وأضاف للعلماء والمفكرين: «نحن نسمع كلام أهلنا أهل البحرين، ونسمع كل كلمة يقولونها، البحرين صغيرة في الواقع ونحن على صلة، وإننا نسمع أي شخص يبدي رأيا أو نصيحة تكون للخير، وقيل إن هناك من يتحدث بغير ذلك، حاولنا أن نسمعه الكلمة الطيبة كنصيحة لا أكثر ولا أقل، فهذا التوجه الذي مشينا عليه أبا عن جد، واستقرت البحرين وكانت مركزا مهما للتعليم والتطوير وأثنى على البحرين القاصي والداني، بأن إمكاناتها هي في شعبها في العلوم وفي الاطلاع، واليوم نستفيد منكم ومن الكثير من علومكم، وأن التقدم الهائل الذي حدث في الجزيرة العربية والعالم العربي أوجد المراكز والبحوث والأساتذة، هذا كله نعتبره قوة لنا في البحرين، والناس بطبيعتهم وعلمهم يميزون بين الصح والخطأ». وقال ملك البحرين: «نحن في الحقيقة حفظنا القران والإسلام، وكان هذا أساس تعلمناه وتربينا عليه، وكل المناسبات الدينية منذ أن خلقنا الله إلى اليوم نشارك فيها ونشعر بها، ولدينا إجازات لها، والأمور تسير بشكل طيب، ولم نقم فجأة بتغيير نمط الحياة، وهذا الذي نفتخر به في بلدكم البحرين وتفتخر به كل الدول العربية والإسلامية». وأضاف الملك حمد قائلا: «نحن اليوم لا نطلب إلا شيئا واحدا، يجب أن نبعد المنابر غير المتكاملة عن السياسة، أما المنابر التي تدعوا إلى الخير والعمل المشترك والتطور، هذه بلا شك نؤيدها فليس هناك فصل، كيف نمنع إنسانا مؤمنا برب العالمين عن العمل في السياسة، بالعكس، فالرجل المؤمن في السياسة يكون أوسع أفقا، أوسع صدرا، أطيب خلقا، قراراته تكون صائبة ودائمة ومنصفة، أما الإنسان الذي ليس لديه ذمة كيف يؤتمن على المال والحلال والبشر». وقال مختتما كلمته: «الحمدلله أهلنا في البحرين كانت لهم مواقف مشرفة مع أمتهم العربية والإسلامية ومشهود لهم بالتفاعل في الجوانب الطيبة والصحيحة ولا يرضون بالظلم؛ لأنه مجتمع متماسك ويخاف على نفسه، والكل يعرف الآخر والجار ويحرص على أن لا يخطئ ولا جاره يخطئ عليه»، مضيفا «نحن ولله الحمد مجتمعنا في الخليج والعالم العربي أساسا مجتمع طيب وقنوع ويرفع يده إلى رب العالمين وقت المحن، ويطلب الفرج ولا يلجأ إلى الآخرين ويضايقهم بمشاكله ويعتمد على الله سبحانه وتعالى».