أسراب من البعوض، وروائح كريهة لا تطاق، وبيئة خصبة لنمو الحشرات والأوبئة بل والأفاعي توفرها بحيرة مرمى الصرف الصحي التي تبعد ما يقارب كيلو متر واحد عن ضاحية قارة وسط الكثبان الرملية ما أزعج سكان الضاحية التي تقع جنوب مدينة سكاكا في منطقة الجوف، وجعل زوار منتزه قارة الذي يعد متنفسا عائليا للمدينة والمحافظات القريبة يفرون خوفا على صحتهم وعائلاتهم. ولا يخفى على أحد أن البحيرة تتسع بشكل مستمر وعشوائي، حيث يصل طولها إلى ما يقارب ثلاثة كيلومترات ونصف، فيما يقرب عرضها من الكيلومتر ونصف، وتقع في منطقة رملية سريعة الانهيارات، ما يشكل خطرا على المياه الجوفية بتسريها إلى الآبار الارتوازية، وما يزيد من خطرها قربها من الأحياء السكنية، حيث تسببت في إزعاج الأهالي من جراء انتشار الحشرات والبعوض، فيما يخشى أن تتسبب في كارثة صحية وبيئية في المستقبل القريب. عدد من الأهالي تحدثوا ل«عكاظ» عن معاناة الأهالي، حيث أوضح محمد حمادن البنية من سكان ضاحية قارة أن الأهالي يفكرون بشكل جدي في هجرة منازلهم للهروب من الهجمات الجوية التي تنظهما أسراب البعوض، بخلاف الروائح الكريهة التي تنبعث من البحيرة ما يهدد بمخاطر صحية على الضاحية المكتظة بالسكان، مناشدا الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل لإيجاد حلول جذرية تخلص الأهالي من هذه البحيرة والروائح والبعوض الذي يفقدهم لذة النوم -على حد قوله-. وأشار سلمان عبدالله الدرزي أن أسراب البعوض الناقلة للأوبئه والأمراض تظل الخطر الأكبر الذي يتهدد السكان مؤملا من مديرية المياه بإيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة. ومن جهته أوضح ل«عكاظ» المتحدث باسم فرع وزارة المياه والكهرباء بالجوف أن الفرع نسق مع أمانة الجوف لمكافحة البعوض من خلال رش البحيرة بالمبيدات لمرتين يومياً، الأولى وقت المغرب، والثانية في الواحدة ليلا. وأضاف أن العمل جار لتفادي الروائح الكريهة، مبيناً أن المعالجة الحالية ثنائية «حقن وكلور»، وجار تحويلها إلى معالجة ثلاثية، لافتا إلى أن المعالجة الحالية سليمة.