(باقدو)، (الفيصل) و(الدويخلة) ثلاثة أحياء معروفة في شرق المدينةالمنورة لا تبعد عن المسجد النبوي الشريف إلا مسافة قصيرة جدا، وتقع ضمن النطاق العمراني للمدينة وفيها كثافة سكانية كبيرة ويقدر عدد سكانها بأكثر من سبعين ألف نسمة، ولكن كل هذا لم يشفع لسكانها بوجود مراكز صحية فيها تريحهم من عناء الانتقال إلى الأحياء الأخرى أو اللجوء إلى المستشفيات البعيدة والتي تشكو من الزحام أصلا ما يفاقم الحالات المريضة ويزيدها خطورة. وناشد الأهالي وزارة الصحة ممثلة بالشؤون الصحية في المدينةالمنورة الالتفات إلى هذه الأحياء وإنشاء مراكز صحية فيها أسوة بأحياء المدينة الأخرى. وقال محمد المسعدي: «إن حي باقدو من الأحياء الحديثة التي أنشئت خلال السنوات العشر الماضية، ورغم ذلك يفتقد إلى الخدمات الصحية، ما يضطر الأهالي للذهاب أما إلى صحي حي المطار أو حي الحرة الشرقية»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يزيد من معاناة الأهالي. أما سليمان الجهني فقال: «إن مخطط الدويخلة يعاني أيضا من عدم وجود مركز صحي»، مشيرا إلى أنه اضطر إلى نقل ابنه المريض إلى مركز صحي في أحد الأحياء البعيدة، ما أدى إلى تفاقم حالته. وطالب الشؤون الصحية بأن تساوي الأحياء التي لا توجد فيها مراكز صحية بالأحياء الأخرى التي تتمتع بهذه الخدمة. وأضاف أن الحي فيه عجائز ومرضى ويحتاجون إلى مركز صحي قريب منهم يريحهم من الانتقال إلى المراكز الصحية في الأحياء الأخرى أو إلى المستشفيات البعيدة. من جانبه، استغرب سعود الحربي وهو من حي الفيصل، كيف أن حيا كبيرا مثل حي الفيصل يقع على طريق المدينةالقصيم ويقطنه أكثر من عشرة آلاف نسمة لا يوجد فيه مركز صحي، مضيفا أن أهالي الحي يضطرون للذهاب بمرضاهم إلى مراكز صحية أخرى متحملين مشقة الانتقال والانتظار على أبواب المراكز الصحية والمستشفيات. وطالب منصور العمري وهو من سكان حي باقدو، الشؤون الصحية بأن تلتفت إلى هذه الأحياء من خلال إنشاء مراكز صحية فيها، متسائلا أين يذهب الأهالي وخصوصا العجزة منهم للعلاج ؟، مشيرا إلى أن الذهاب إلى المستشفيات المراكز الصحية البعيدة يزيد من التكدس فيها ويجعل الأمر صعبا للجميع. إلى ذلك اشتكى عدد من الأهالي أيضا من أن صحة المدينة وعدتهم كثيرا ولكن لم ينفذ شيء على الأرض، مشيرين إلى أن المشكلة في الإجراءات الروتينية التي تتبعها وزارة الصحة، معتبرين أنه كان من المفترض إنشاء مراكز صحية على الفور في الأحياء الكبيرة ولكن ذلك لم يحصل. وقال عبدالعزيز طاهر إنه اضطر للانتقال من حي الفيصل إلى حي آخر بسبب عدم وجود مركز صحي، مشيرا إلى أنه لا يملك سيارة وبالتالي عندما يمرض أحد أبنائه يضطر إلى استئجار سيارة للذهاب والإياب وهذا يشكل عليه عبئا كبيرا لا يستطيع تحمله. من جانبه، ناشد مروان سليماني مدير الشؤون الصحية في المدينة التدخل العاجل لحل هذه الإشكالية التي تعاني منها الأحياء التي لا توجد فيها مراكز صحية. وأكد أن وجود مثل هذه المراكز داخل الأحياء له فائدة عظيمة مثل معالجة مرضى الحي ومتابعة تطعيم أبنائهم، ومتابعة حالات الأهالي الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما أنها توفر عليهم التعب في البحث عن مراكز بعيدة أو مستشفيات خاصة قد لا تساعد حالة البعض المادية على الذهاب إليها. استخراج التصاريح أوضح الدكتور عبدالله الطائفي مدير عام الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة أن الموضوع في رعاية سمو أمير المنطقة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستطرح بعد استكمال إجراءات استخراج التصاريح من الإدارات الحكومية المعنية واعتمادها من الوزارة، مبشرا بأن ذلك سيكون قريبا.