تواصل سفارة المملكة في أثينا اتصالاتها مع الحكومتين اليونانية والقبرصية للكشف عن هوية عناصر عصابات استهدفت سعوديين بعمليات نصب واحتيال، من خلال عمليات وهمية لشراء السيارات، لكن الجهات المعنية في الدولتين لم تتوصل لأية نتيجة حتى حينه، وكان جوابها رسميا «وجدنا أن هذه العصابات تتعامل بهويات مزورة، وجميع أرقام الهواتف المعلنة تبين أنها بأسماء وهمية» .. مشيرين إلى احتمالية تخفي بعض العناصر في الجزر المتنازع عليها بين الدولتين. وكشف ل «عكاظ» صاحب السمو الأمير نايف بن مشاري آل سعود مسؤول العلاقات العامة وشؤون السعوديين في السفارة عن تفاصيل هذه العمليات، حيث راح ضحيتها 12 مواطنا، في صفقات وهمية لشراء سيارات، بلغت قيمة أعلاها 300 ألف ريال، نزولا إلى 60 ألف ريال. وأوضح الأمير نايف بن مشاري أن العصابات عمدت إلى عرض سيارات عبر الإنترنت بأسعار مغرية، ومن ثم تبعث حزمة من الرسائل الإلكترونية إلى المواطنين أو تجري اتصالات بهم، تدعوهم فيها إلى مشاهدة العروض في الموقع الإلكتروني، وعندما يبدي المواطن رغبته في شراء إحدى السيارات، ترسل له معلومات عن آلية تحويل المبالغ، وهي تعتمد على التحويل السريع التي تتساهل البنوك اليونانية والقبرصية في التعامل معه، حيث تقبل بالاسم ورقم سند التحويل، بجانب سهولة تمرير بطاقات مزورة للهوية الشخصية. وقال الأمير نايف بن مشاري حول آخر مراحل إنجاز العملية الوهمية: ترسل العصابة للمواطن نسخة من عقد مع شركة وهمية للشحن البحري، ومن قبيل التفنن في أساليب الاحتيال، تحيل العصابة المواطن إلى متابعة شحن سيارته الوهمية عبر موقع إلكتروني آخر يحمل اسم شركة الشحن هذه، وعند زيارته الموقع يجد خارطة تبين المسار البحري للباخرة التي تقل هذه السيارة، كأن تكون في البحر المتوسط، أو وصلت إلى البحر الأحمر، وذلك لكسب ثقته بأية طريقة كانت. وأشار إلى رصد حالتي نصب تعرض لها مواطنان قبل عام واحد، وحذرت السفارة عموم المواطنين من عدم الانجراف وراء هذه العروض، إلا أنه وبالرغم من تعميم التحذير أربع مرات إلا أن بعض المواطنين لا زال يصدق هذه العروض، داعيا عموم المواطنين بالتواصل مع السفارة عبر الأرقام المعلنة في الموقع الإلكتروني، على مدار الساعة حالما يلاحظ أنه هدفا لعصابات مشابهة. وكانت سفارة المملكة في أثينا حذرت أمس الأول المواطنين من الاستجابة أو التعامل مع اتصالات هاتفية وعبر شبكة الانترنت عن عروض لبيع السيارات الفارهة في اليونان وقبرص وبأسعار رخيصة.