نصب مرشحون في مقارهم الانتخابية سبعة مخيمات على مساحة 20 ألف متر مربع في المنطقة المجاورة لمبنى غرفة مكةالمكرمة بمخطط التخصصي، في طريق الناخبين القاصدين مقر الاقتراع، في محاولة لاستمالة قلوبهم وعقولهم، ببرامج تباينت بين الواقعية والخيال. وتنوعت البرامج والأنشطة داخل مقار المرشحين، وكأن كل مرشح يغني على ليلاه كما يقال. ولم يكن تباين البرامج الانتخابية هو الفارق بين تلك المخيمات، بل تكوين تلك المخيمات التي كانت مشهدا حاضرا حيث فضل المرشحون زياد فارسي ومازن درار وسعد جميل القرشي وطلعت سابق وعبدالله السفياني نصب مقار فردية خاصة بهم. بينما قرر المرشحون المنتمون للمجموعتين المتنافستين نصب مخيمين آخرين، يضم المرشحين المنتمين لمدرسة واحدة فأقاما مخيمين كبيرين يشترك فيهما زهاء 15 مرشحا. بينما لم يبد مرشحون آخرون أي اهتمام بإقامة مقار انتخابية لهم واكتفوا بعرض برامجهم الانتخابية في مواقع التواصل الاجتماعي. «عكاظ» تجولت في تلك المخيمات التي لم تعرف الهدوء طوال ال 48 ساعة الماضية، حيث اجتمع على طاولة واحدة المرشحون طلال مرزا وسعد القرشي وسعود الصاعدي وهشام السيد ونبيل دهلوي ومحمد مليباري لتبادل أطراف الحديث عن هوية المجلس المقبل الذي لم تتشكل ملامحه، ليقول رئيس فريق الطاولة طلال مرزا: «هدفنا الثابت خدمة مكةالمكرمة بعيدا عن كل الأجواء المشحونة، سنفتح صفحة بيضاء في حالة فوزنا ونتناسى كل الأخطاء، سنعمل على تنفيذ البرامج الانتخابية ونقدم عملا حضاريا لا يشوبه شيء ولن نلتفت لكل من يشكك في القدرات والعطاءات والعمل الجماعي المتكامل». وفي المخيم المجاور كان المرشح الأبرز في فئة الصناع عادل كعكي يتحرك في المكان، مستقبلا كل من يأتي إليه، قائلا: «الانتخابات الفردية لن تسهم في خدمة المجلس المقبل، لكن سنحاول التكيف مع هذا التوجه الوزاري، سنعمل جميعا في خدمة تجارة مكة ومنتسبي الغرفة في حالة الترشح». وعلى الجوار من تلك المخيمات المشتركة بين مجموعات المرشحين، يصر المرشحان طلعت سابق وعبدالله السفياني على الاستقلال في مخيماتهما حيث يرون أن الانتخابات تنطلق من مفهوم الفردية، لذا فلا حاجة للتكتل المبكر، وهذا ما يخالفهم فيه المرشح سعد جميل القرشي الذي يعيش جلباب الفردية والاشتراكية في وقت واحد بعد أن اختار لمقره الانتخابي موقعا وسيطا بين مجموعتي التنافس الكبيرتين. وفي ركن هادئ تفوح منه رائحة الماضي وعبق الأصالة المكية كان المرشحان زياد فارسي ومازن درار، حيث حاكيا الماضي بإقامة مركاز عمدة الحي القديم بكل تفاصيله. وحال المخيمات التي نصبها نحو سبعة من المرشحين في المنطقة المحيطة بمقر غرفة مكة الجديد يعكس مدى التنافس المحمود بين تجار وصناع مكةالمكرمة، للوصول إلى مقاعد الغرفة المقبلة، فيما ظلت الوعود الانتخابية تراوح بين واقعية التنفيذ وخيالية التحقيق، وهي وعود دفعت ببعض المراقبين إلى المطالبة بإيجاد آلية تضمن تنفيذ المرشحين لوعودهم الانتخابية، التي يقوم كثير من الناخبين بانتخابهم بناء عليها، مبينين أن كثيرا من الناخبين قد يحجمون عن الانتخاب بسبب فقدانهم الثقة في مصداقية الوعود التي يطلقها بعض المرشحين. فيما تميزت تلك المقار بولائم دسمة خلال اليومين الماضيين. ووقفت «عكاظ» أمس على أداء اللجنة الإشرافية على انتخابات الغرفة التجارية الصناعية، حيث بدأت وتيرة العمل منذ ساعات الصباح الأولى وتباين أعداد الناخبين فيما سمحت اللجنة لكل مرشح أن يكون قريبا من موقع الاقتراع الإلكتروني. وأكد مصدر في اللجنة الإشرافية أن لائحة الوزارة الانتخابية تمنع عمليات الإعلانات في الشوارع والميادين والصحف والمجلات، وتقر لكل مرشح عرض برنامجه الانتخابي للمرشحين في مقر انتخابي يقوم باختياره، مشيرا إلى أن هناك 21 مراقبا ومراقبة إضافة إلى أعضاء اللجنة.