أكد نواف بن عطاف الصحاف المدير التنفيذي لبرنامج (بادر) لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن برنامج (بادر) نجح في الوصول إلى 7500 شاب وشابة من خلال الفعاليات والأنشطة الهادفة لتعزيز الأعمال التقنية، مشيرا إلى أنه قدم الدعم والمساعدة ل 11 حاضنة أعمال تقنية في ثماني مدن رئيسية. ووعد المسؤول الأول عن الحاضنات والذي يعد أحد برامج مدينة الملك عبدالعزيز، منذ تأسيسه في أواخر عام 2008م، بوصول (بادر) إلى كل المدن، حيث يهدف إلى تفعيل وتطوير حاضنات الأعمال التقنية لتسريع ونمو الأعمال التقنية الناشئة في المملكة، وتقديم مختلف أوجه الدعم والرعاية التي تساعد الشباب السعودي على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية ناجحة. وفيما يلي تفاصيل الحوار: ربما يجهل الكثيرون الخدمات التي يقدمها برنامج «بادر» لرواد الأعمال التقنية، فما هي ؟ انطلاقا من رؤية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الهادفة إلى تطوير وتوطين التقنية في المملكة، يدعم برنامج (بادر) ريادة الأعمال التقنية، وتحفيز روح الإبداع والابتكار لدى الشباب السعودي لإحداث تأثيرات إيجابية وابتكار تقنيات واعدة تسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مسيرة الاقتصادي الوطني، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب. هل الدعم ينحصر في الأفكار والمقترحات بشكل معنوي أم أنه يمتد للحيز العملي ؟ برنامج (بادر) يعمل على احتضان المشاريع التقنية التي يكون فيها مستوى الابتكار التقني عال جدا، سواء أكان ذلك اختراعا جديدا أو تطويرا لمنتج قائم يؤدي إلى حل لمشكلة معينة في مجال التقنية، بشرط أن يكون قابلا للتطبيق والتسويق، وأن يكون الرائد المطور للمشروع لديه معرفة بالسوق وفهم للمنافسة الموجودة، ويستطع أن يصف فرصة النجاح لمشروعه بوضوح، بالإضافة إلى وجود تجانس وتوافق بين أعضاء الفريق المنفذ للمشروع. وتشمل الخدمات التي يقدمها (بادر): المساعدة في تطوير خطط العمل للمشاريع المحتضنة، إعداد ورش عمل بمواضيع مختلفة لتطوير المهارات الفردية للمحتضنين، تقديم استشارات قانونية وإدارية وتسويقية للمحتضنين، تطوير مهارات بحوث التسويق والترويج للمشاريع المحتضنة، بناء علاقات مع الجهات التجارية في السوق التجاري السعودي والعالمي، بالإضافة إلى المساعدة في الحصول على تمويل مالي بتسهيل الوصول لمصادر الدعم المادي، وتقديم مختلف أوجه الدعم والمساعدة لتطوير وإنجاح المشروع المحتضن، وتوفير مقر للمشاريع المحتضنة بمقر برنامج (بادر). كيف تنظرون إلى نسبة النمو في المشاريع التقنية لدى المبتكرين السعوديين ؟ أعتقد أن نشر الوعي وتعريف المجتمع السعودي بثقافة الابتكار وحاضنات التقنية، وتشجيع الشباب السعودي ولا سيما طلاب الجامعات على الابتكار وريادة الأعمال التقنية وذلك من خلال العديد من البرامج والورش والمحاضرات والمؤتمرات التي تساعد على الابتكار وريادة الأعمال التقنية، كل ذلك ساهم ولله الحمد في زيادة نسبة نمو المشاريع الإبتكارية، منذ انطلاقة برنامج (بادر)، وظللنا نشهد نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة واهتماما ملحوظا من الشباب بثقافة العمل الحر وريادة الأعمال، حيث وصل عدد المحتضنين ببرنامج (بادر) حاليا ل 62 محتضنا، ونحن الآن في (بادر) نعلن دعمنا لكافة الجهود المبذولة لتطوير ريادة الأعمال التقنية في المملكة، ونبذل جهودا متواصلة لتطور بيئة نمو المشاريع الابتكارية ونشارك في بنائها من خلال مشاركتنا مع مختلف الجهات ذات العلاقة. ما هي المجالات التي ترتكز عليها المشاريع التقنية ؟ يضم برنامج (بادر) لحاضنات التقنية حاليا ثلاث حاضنات هي (حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات) التي تأسست في نهاية عام 2008م، وهي أول حاضنة يتم إنشاؤها بالبرنامج، وتهدف إلى تعزيز نمو المشاريع الحديثة داخل قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بالمملكة. وتشمل مجالات عمل الحاضنة: أجهزة الحاسبات والاتصالات، البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، البرمجيات والحلول، الوسائط المتعددة، وهناك (حاضنة بادر للتقنية الحيوية) التي أنشئت في نوفمبر عام 2009م، وتعمل على تشجيع ودعم تأسيس وتطوير قطاع الأعمال في مجال التقنية الحيوية. من خلال احتضان وتطوير مشاريع استراتيجية للباحثين والأطباء، بهدف توفير خدمات طبية متطورة تدعم توطين التقنية وتسهم في النهوض بالقطاع الصحي في المملكة. ومجالات عمل الحاضنة هي: الصحة والطب والصيدلة، القطاع البيئي، القطاع الزراعي، الصناعات المتعلقة بالتقنية الحيوية، (حاضنة بادر للتصنيع المتقدم) التي تأسست في مايو 2010م، وتخدم رواد الأعمال المهتمين بتأسيس شركات جديدة تعمل في مجال تقنية التصنيع المتقدمة لتحقيق نهضة صناعية تقنية متطورة في المملكة. وتشمل مجالات عمل الحاضنة، عمليات التصنيع المتقدمة، إنتاج المواد الصناعية المتقدمة، المنتجات الجديدة والمبتكرة. وتجري الاستعدادات حاليا لإطلاق حاضنة بادر للطاقة. ويجري العمل على إنشاء المزيد من الحاضنات في عدد من المجالات. نظم برنامج «بادر» مؤخرا لقاء «ستارت آب ويكند» بجدة .. ماذا يعني لكم هذا اللقاء ؟ ينظم برنامج (بادر) باستمرار العديد من الفعاليات الهادفة إلى دعم رواد ورائدات الأعمال السعوديين. ويعد لقاء (ستارت آب ويكند Startup Weekend) أحد هذه الفعاليات المهمة لتحفيز الشباب على الابتكار وتحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية ناجحة. ويعد تنظيم اللقاء بجدة أواخر مارس الماضي الثالث من نوعه بعد تنظيمه مرتين في الرياض، حيث حققت جميع هذه اللقاءات أهدافها المنشودة في تقديم مشاريع تقنية متميزة، وكان اللقاء شهد مشاركة فاعلة ضمت أكثر من 200 شاب وشابة من المبرمجين، ومهندسي الكمبيوتر، والمطورين، ومصممي الجرافيكس، والمهتمين بريادة الأعمال التقنية والمستثمرين ورجال الأعمال. وجرى خلال اللقاء بحث 45 فكرة تقنية واعدة لتطبيقات تقنية قابلة للعمل، وذلك خلال 54 ساعة عمل موزعة على ثلاثة أيام هي عطلة نهاية الأسبوع تأكيدا لفكرة منظمة (Startup Weekend أطلق عملك) في إجازة نهاية الأسبوع، وفاز في اللقاء ثلاثة مشاريع، ولقد شجعنا أسلوب (ستارت آب ويكند) المحفز في عملية تنمية الأفكار، على تبني هذا الأسلوب وتنظيم هذه اللقاءات في كل من الرياضوجدة، وقريبا إن شاء الله في مدن أخرى بهدف تنمية قدرات ومهارات رواد ورائدات الأعمال التقنية بالمملكة ومساعدتهم على تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع تقنية استثمارية ناجحة. ما هي خططكم المستقبلية له لمواصلة مسيرة العطاء ؟ نعتبر أنفسنا في بداية الطريق ونبذل قصارى جهدنا لمواصلة المسيرة، ونأمل أن يكون ما تحقق من إنجازات دافعا لنا لبذل المزيد من العمل الدؤوب والجهود المتواصلة لتعزيز ريادة الأعمال التقنية وتشجيع ثقافة العمل الحر لدى الشباب، لإعداد جيل متميز من رواد الأعمال التقني في المملكة. وأؤكد هنا أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن خلال برنامج (بادر) نجحت في إيجاد حل مهم لتوفير تمويل المشاريع المحتضنة، يكمن فيما يسمى بصناعة المستثمرين الأفراد، أي ما يعرف ب (Angel Investors) لتوفير حلول تمويلية مبتكرة لسد فجوة التمويل والاستثمار في المراحل الأولى من عمر المشروع، وبفضل من الله تم تأسيس شبكة المستثمرين الأفراد (سرب) لسد الفجوات التمويلية من خلال تشكيل شبكة تجمع عدد من رجال الأعمال المتميزين والمستثمرين الأفراد الراغبين في دعم المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة ماديا وإداريا للمساهمة في زيادة نسبة نجاحها ونموها وضمان استمراريتها، وكذلك قامت المدينة ممثلة في (بادر) بتأسيس الشبكة السعودية لحاضنات الأعمال (SBIN) بهدف توحيد وتضافر جهود كافة القطاعات السعودية لتطوير ودعم صناعة حاضنات التقنية في المملكة. كما نعمل على إكمال دراسات الجدوى لإطلاق حاضنة (بادر) للطاقة، وإطلاق برنامج لدعم الابتكار، وزيادة برامج التوعية لرواد الأعمال، ودعم نشاط الاحتضان في المملكة من خلال الشبكة السعودية لحاضنات الأعمال (SBIN). ونشير هنا إلى نجاح (بادر) في تقديم الدعم والمساعدة ل 11 حاضنة أعمال تقنية بالمملكة في كل من الرياض، وجدة، مكةالمكرمة، المنطقة الشرقية، والقصيم، الخرج، المدينةالمنورة، الباحة، وذلك من خلال تقديم دراسات جدوى خاصة بحاضنات التقنية، والتخطيط لها وإدارتها التشغيلية، وتدريب وتطوير قدرات العاملين فيها. كما نجح البرنامج أيضا في تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز ريادة الأعمال التقنية استفاد منها أكثر من 7500 من أبناء وبنات الوطن المهتمين بريادة الأعمال.