أكد نائب محافظ عدن الدكتور عبدالكريم الشايف أن الجنوبيين يعيشون ظروفا صعبة من الإقصاء والتهميش، رافضا في حوار أجرته «عكاظ» للمسكنات لحل قضية الجنوب. وأضاف «نحن حريصون على حل مشكلات الجنوبيين بشكل عادل وليس وفق إرضاء فئة على فئة. وفيما يلي نص الحوار: كيف تقرؤون مجريات الحوار ووجهته المستقبلية؟. في الواقع لقد أجمع اليمنيون دون استثناء أنه ليس أمامهم خيار إلا الحوار وبعد تحضيرات مكثفة نعيش واقع الحوار الوطني الذي يهدف للخروج من المشكلات الحالية، ولعلنا شاهدنا ما حدث في الصومال والعراق وما يحدث في سورية، ومن خلال جلسات الحوار الجميع يتعامل بمسؤولية لكي يساهم في صنع يمن المستقبل. ونحن متفائلون وسنبذل قصارى جهدنا ونوايانا الصادقة لكي نحمل المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقنا لكي نسهم في صناعة الدولة الجديدة التي تكفل للمواطن اليمني الحقوق والمساواة والعدل. هل تعتقدون أن فك الارتباط هو الحل الأمثل للقضية الجنوبية؟. نحن مع إخواننا الجنوبيين في كل ما يعانونه، فهم يعيشون ظروفا صعبة، فهناك من أقصي وهمش. ونحن حريصون على حل مشكلاتهم بشكل عادل وليس بما يرضي فئة على فئة بل ما يرضي غالبية الجنوبيين، فهناك الكثير من المخاوف من أي شكل من أشكال الانفصال؛ لأن بهكذا حل لن تستقر الأوضاع في اليمن. ولهذا نحن حريصون على بقاء اليمن تحت سقف واحد وبما يشبه الاستقلالية المقننة التي هي في إطار الفيدرالية والحلول التي تحافظ على الجسد اليمني موحدا وأن يخرج الجنوب من واقعه الحالي إلى واقع أفضل، ويشعر الجنوبيون أنهم يساهمون في صنع القرار وفي أشكال نظام الحكم، فليس هناك مجال لإيجاد مسكنات لقضيتهم، وعلينا أن نعترف أن هناك مشكلة ولا بد من معالجتها وسنكون داعمين للحلول العادلة بعيدا عن العواطف. لكن هناك من يتخوف من حدوث أعمال العنف والعصيان المدني في عدن.. ما تعليقكم؟. لا وجود لحراك مسلح في عدن ولكن هناك عناصر مسلحة لا نعرف مصدرها، وهناك احتجاجات سلمية تتم وهذا شيء طبيعي وصحي وهناك عناصر تعمل على قطع الطرقات. ونحن ندعو الحراك للقيام بدوره والمكافحة من أجل قضيته بصورة سلمية وحضارية بعيدا عن العنف، وستكون عدن مفتوحة للجميع، ومن حق أي إنسان أن يعبر فيها عما يريد ولا بد أن يتعايش الحراك مع كل القوى السياسية وكذلك العكس حتى يعرف الجميع أن لديهم حقوقا وأنهم مشاركون في بناء الوطن. لكن هناك أطرافا يتم تغذيتها من الخارج.. هل أنتم متنبهون لذلك؟. نحن نرفض بقوة أي شكل من أشكال التدخلات الخارجية، وهؤلاء تحت رقابة الأجهزة ومن يتورط سيحال إليها والنيابة العامة والمحكمة هي الفيصل في قول كلمتها في حق أي إنسان يسلك الطريق الخاطئ المدمر وربما هناك أطراف خارجية لا تريد استقرار اليمن أو المنطقة وتزرع الخلافات هناك وهناك. ما موقفكم من التدخل الإيراني وخاصة بعد ضبط أسلحة؟. # نحن متنبهون لتلك التدخلات ونرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التدخلات الإيرانية ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة بكاملها، وندعو الإيرانيين أن يتركوا اليمن ودول المنطقة، فاليمن بتاريخها لن تقبل أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، ونحن حريصون على تطوير وتعزيز علاقاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، فهي الحصن الصامد والحضن الدافئ في مختلف الظروف، ونقول لهم الشكر لكم موصول من كل طفل ومن كل أم وشيخ في اليمن شماله وجنوبه لوقوفكم معنا في أحلك الظروف وسنكون مدافعين عن بعضنا البعض في مختلف الظروف في مواجهة أي تدخلات خارجية. لكن هناك أطرافا جنوبية ذهبت وعقدت اتفاقيات مع إيران.. ألا ترون أن مثل هذه الاتفاقيات ستزيد من الجرح اليمني؟. نحن نقول لهؤلاء القادة إنهم يسيرون في الطريق الخطأ مع أنهم يعلمون حساسية العلاقة ليس مع إيران فقط بل بين إيران ودول مجلس التعاون واليمن، فنحن نرى أن اليمن لن يكون مستقرا ولن يتقدم إلا في إطار علاقة قوية مع دول الخليج العربي، أما أن يذهبوا إلى إيران التي لديها تدخلات في لبنان وسورية والعراق ولم تأت بأي إيجابية لهذه الشعوب، فهذا خطأ وندعوهم إلى أن يكونوا في إطار الأسرة اليمنية وأن يشاركوا في الحوار الوطني.