يطل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة على الساحة الفكرية والثقافية بديوانه الجديد «سبحان من خلق»، الذي نوع فيه القصائد بأسلوب عرض محمل بالكثير من التشويق والجمال، من حيث الشكل والمضمون. وجاء الديوان مختلفا في طرحه وإخراجه، موشى بأجمل الخطوط العربية (خط الثلث)، حيث ارتبط جمال خط العنوان بسائر القصائد الاستثنائية التي تربطنا بخالقنا، من خلال تجليات الشاعر في قصائده التي ناوب فيها بين شعر التفعيلة والشعر التقليدي. لقد زاوج الشاعر بين جمال المفردة وجمال العرض؛ ليخرج لنا بديوان شعر في 300 صفحة من الحجم المتوسط، و27 قصيدة تفردت بالاختيار الجميل لعناوينها، التي تترك أثرا وانطباعا جميلا في نفس القارئ لتمنحه الكثير من الاستمتاع، وهو يتجول بين تلك القصائد الروحانية المتناثرة على صفحات الديوان بشكل منظم، وفي ترتيب نسقي يمتع المتلقي ويدخله في عبق النص وروحانياته وجمالياته. حوى الديوان مجموعة من القصائد كان أجملها «سبحان من خلق» التي حملت اسم الديوان، وقدم فيها الشاعر خوجة صورا بلاغية غاية في الجمال، واصفا القلوب المتعلقة بخالقها بأجمل الألفاظ وأبلغها تأثيرا في النفس البشرية، ومنها: سبحان من خلق القلوب.. لكي تؤانسنا بآه وتذوب من وجد، على ألف ولام.. ثم لام ثم آه سبحان ربي في علاه وفي سناه أسرى بقلبي من ثراه إلى مداه إلى رؤاه وأذابه وجدا.. فهذا منتهاه لمنتهاه سبحانه نور تسربل بالحجاب فلا تراه وهدى ترجع وحيه كل الشفاه لكنني شوق يظل مسافرا لا ينتهي أبدا سراه! ثم جاءت قصيدة «سبعون» التي وصف بها الشاعر حاله عند بلوغه السبعين من عمره، طالبا من ربه العفو والرحمة قائلا: إني لقيتك يا سبعون مبتسما راض بما قد مضى راض بما قسما لم أشك من نصب قد مر بي حقبا وما بكيت على عمر قد انصرما لم يبق لي غير عفو الله أطلبه ورحمة منه أرجوها ومعتصما كلما لاح لي كرب على أفقي أدعوه يذهب عني الكرب والسقما أواه كم تحمل السبعون من زلل ويصفح الله عن ذنب وإن عظما رباه إني على الأبواب ملتجئ ما لي سواك تقبل عبدك الهرما لم يبق في القلب لا ليلى ولا رغد أما روان فما راعت لي الذمما وتعاقبت جمال القصائد في الديوان، ومنها: إلى من أهواه، غيب البقاء، أمتي، المرفأ الأخير، رحلة الشوق، وهل لي سواك، سفر المناجاة.