رغم أن منطقة نجران منطقة تاريخية وفيها آثار عدة ومميزة بدءا من الأخدود وليس انتهاء بآبار حمى، إلا أن قرية آل منجم التراثية ظهرت إلى الواجهة مؤخرا بعدما أولاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، اهتماما خاصا من خلال توجيه كريم بإعادة تأهيلها وترميمها بالكامل، خصوصا أنها كانت في الماضي محطة وصول الكثير من المسافرين الحجاج والتجار من اليمن، ورغم أن العمل فيها على قدم وساق، فإن أهالي القرية والأحياء المجاورة لها يأملون في فتح طريق يربط طريق الملك عبدالعزيز بطريق الملك عبدالله. وفي هذا الإطار تقدموا إلى أمانة المنطقة بخطاب موقع منهم جميعا، يؤكدون فيه عدم الممانعة باستحداث شارع بعد حصر أملاكهم وتعويضهم لاحقا، حتى يتمكن الزوار والمقيمون في الأحياء المجاورة للقرية من الوصول اليها بيسر وسهولة، مشددين على أن هذا الشارع ستكون له انعكاسات اقتصادية وجمالية على المنطقة برمتها. «عكاظ» التقت عددا من أهالي القرية والأحياء المجاورة لها، خصوصا قبيلة آل منجم، حيث تحدث باسمهم محمد بن عومان آل منجم الذي أكد أن أمانة المنطقة تتجاوب مشكورة مع طلباتهم وهي ماضية في تطوير القرية وإعادة تأهيلها بالشراكة مع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران، ولكن الأمل يحدوهم في الإسراع باستحداث طريق وشريان رئيسي يضفي على القرية بعدا جماليا واقتصاديا آخر، خصوصا أن موقع القرية الاستراتيجي يجعل منها قبلة للزوار ومحبي الآثار، ولتصبح قرية تراثية متكاملة في المستقبل القريب. وأضاف أن السكان يتطلعون للحفاظ على القرية وإعادة ترميمها وبناء ما تهدم منها من أجزاء، مشيرا إلى أن هذه القرية كانت محطة وصول الكثير من المسافرين من اليمن والحجاج والتجار، مشيرا إلى أن القرية الأثرية تضم عددا من المباني الطينية شيدها أبناء قبيلة آل منجم في الماضي. وتمنى الأهالي أن تصبح قريتهم في القريب العاجل مزارا لكل السياح ومحبي الآثار وأن تعرض فيها كل أنواع الحرف اليدوية التي كانت مستخدمة في الماضي في المنطقة، وكذلك المهارات التقليدية كصناعة الأدوات المعدنية، والأواني الفخارية وأن يكون هناك متحف كبير يضم المعروضات الأثرية، وكذلك مواقع لعرض اللوحات التشكيلية والفوتوغرافية والألعاب الشعبية، مشددين على أن قريتهم ستكون محطة مهمة لعشاق البرامج الشعبية للقنوات الفضائية التي تهتم بالموروث الشعبي والحفاظ عليه. (عكاظ) التقت المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار صالح محمد آل مريح ونقلت إليه مطالب الأهالي، حيث أكد أن مشروع تهيئة قرية آل منجم التراثية عبارة عن مشروع تحفيزي للمجتمع المحلي، مشيرا إلى أن العمل الآن قائم على النظافة للقرية التراثية والرصف بالحجر الطبيعي حول المباني الطينية المرممة، ولفت إلى أن ما يقدم الآن هو بداية لمشروع القرية التراثية المتكاملة، معربا عن تطلعه إلى تفاعل أمانة المنطقة مع المشروع واستكماله ليتمكن الملاك من المجتمع المحلي من تشغيله كمشروع سياحي يحقق لهم الفائدة الاقتصادية والإعلامية ولتكون رافدا آخر من روافد السياحة في المنطقة. مواكبة النهضة الشاملة أشار آل مريح إلى أن هذه الأعمال تأتي بناء على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وتوجيهات صاحب السمو الملكي أمير المنطقة بالاهتمام بالمقومات السياحية في منطقة نجران لتواكب النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة.