شهدت أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 28) كثافة كبيرة من الجنسيات الأجنبية الذين حضروا للجنادرية متعطشين لمعرفة تراث المملكة، وموروثها الشعبي الذي تميزت به كل منطقة من مناطق المملكة. وخطفت سفينة الغوص الرابضة في وسط السوق الشعبي أنظار العوائل الأجنبية التي كان على متنها النوخذة وصانعو الشباك من جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية، حيث جذبتهم إيقاعات النهام البحرية التي تعبر عن أهازيج رحلة البحر. هذا المشهد الجميل، قاد طفلة بريطانية إلى الصعود لسفينة الغوص رغبة منها في التقاط صورة تذكارية مع طاقم السفينة، وسط فرحة الأبوين اللذين عبرا عن إعجابهما بهذا التراث العريق. وببراءة الطفولة، قالت الطفلة بربرا،: «هذه السفينة جميلة والذين يعملون بها رائعون»، معبرة عن سعادتها وهي تمتطي الجمل، وتتجول داخل القرية التراثية على عربة القارة التي يجرها الحمار برفقة والديها. وقال والد الطفلة أرثر، من المملكة المتحدة ويعمل في المملكة العربية السعودية منذ سنوات،: «لقد حضرت مع عائلتي لمهرجان الجنادرية 28، لأول مرة في حياتي منذ أن وصلت إلى المملكة للعمل فيها، حيث سمعت عن المهرجان الكثير، ولكن لم أتوقعه بهذه الروعة، وبهذا الجمال التاريخي العريق». وبجانب أرثر، وقفت زوجته مبتسمة قائلة: إنها تعرفت من خلال هذا المهرجان على كل شيء قديم يحكي ويصف تاريخ المملكة، من حياة الغوص، وحياة الفلاحين، وحياة الصحراء، وهذا التجمع الجميل في هذه القرية يعد روعة في الإعداد، والتصميم، والبناء. وفي ركن آخر من أركان الجنادرية، جذب انتباه زائرتين نيوزلنديتين، ما ضمت القرية التراثية بالجنادرية من الحرف اليدوية، والمنسوجات، والصناعات التقليدية، والإنتاج النسائي المتواضع في تصميمه والكبير في فائدته. وقالت أليتا: «إنها المرة الثانية التي تزور فيها قرية الجنادرية التراثية، وتحرص في كل زيارة على اقتناء التحف التراثية من مختلف المناطق السعودية والدول المشاركة»، بينما أفادت صديقتها آنا إنها تستمتع بمشاهدة كل شيء قديم في الجنادرية، ويعجبها الأهازيج الشعبية التي تملأ المكان.