بعد أن تم التوافق على اختيار «تمام سلام» لترؤس الحكومة اللبنانية القادمة.. نقول له اليوم.. بالتوفيق يا تمام.. كما نقول لجميع الفرقاء اللبنانيين.. بأن لبنان أشد ما يكون حاجة إلى «إعلاء» مصالحه.. بالمزيد من الدعم والمؤازرة للرجل.. وبالتخلي عن سياسات عقيمة عطلت حياة لبنان.. وأوشكت أن تدخله في حرب أهلية مدمرة.. بسبب تجاهل تلك المصلحة .. «واللعب بورقة الأغلبية تحكم.. والأقلية تسقط من كل حسابات الدولة.. وحتى هذا المفهوم القاصر.. كان في التجربة الماضية تعبيرا عن تغليب توجه أو معادلة خاسرة.. أضعفت قدرة الدولة اللبنانية على السيطرة على الأوضاع كافة ونازعت الجيش في أداء مهامه الوطنية.. ومكنت لطائفة.. أو حزب.. أو طرف دون الأطراف الأخرى في توجيه الدفة العامة وجهة خطيرة وقذفت به في مواجهة خاسرة.. عندما أقحم لبنان في الوضع السوري وظهر وكأنه أقرب إلى النظام من الشعب المذبوح على غير قبلة.. وعندما يتم التصحيح اليوم.. فإن الفرصة تصبح سانحة أمام لبنان لكي يسترد توازنه في ظل حكومة عاقلة نتمنى أن يساعد الجميع سلام على تشكيلها بعيدا عن منطق التكتلات الحزبية.. وتعارض المصالح المحدودة مع المصلحة اللبنانية العليا.. بدءا بالتخلي عن شعار «الشعب.. والجيش.. والمقاومة» لأن لبنان شبع من علة تنازع السلطة (أولا) ولأن مسؤولية الدولة تظل هي الأعلى وأنه لا منازع لها في كل الأحوال.. وأن لبنان هو لكل اللبنانيين وليس لفئة دون أخرى.. لأنه لا يحتمل أن تكون به دولة داخل الدولة بعد اليوم..