يعيش سكان مخطط البدراني وحي فيصل الفيصل في المدينةالمنورة حالة من القلق الشديد نتيجة هبوط أرضيات منازلهم بعد مرور أشهر معدودة على إقامتهم فيها. وأكدوا أنهم ورغم أن المباني حديثة البناء إلا أن عددا كبيرا من المنازل الموجودة تعرضت للهبوط، الأمر الذي يعرضهم للمخاطر. «عكاظ» رصدت المشكلة والتقت بالسكان والمختصين الذين شخصوا المشكلة وأسبابها. بداية قالت أم أيمن إحدى الساكنات في المخطط إنها اشترت منزلها الذي يتكون من دورين وملحق قبل تسعة أشهر وفوجئت بعد مرور ثلاثة أشهر على سكنهم فيه بانهيار حاد في أرضيات فناء المنزل وبتشققات في جدران المنزل الداخلية، مشيرة إلى أنهم على الفور أحضروا عمال بناء عملوا على دفن الأرض بكميات كبيرة من الرمل وإعادة بناء الفناء من جديد. أما أم أحمد من سكان جدة تقول، فقالت لقد اخترت أنا وزوجي بعد تقاعده أن نسكن بمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، واشترينا منزلا في مخطط البدراني، وبعد مضي عدة أشهر على إقامتنا في المنزل وجدنا أن الجهة الخلفية من الفناء سقطت كذلك سيراميك المطبخ هبط وتشققت جدران المنزل وأسقفه. وأضافت اندهشت من الغش الحاصل في مدينة المصطفى عليه السلام الأمر الذي يجب الا يحصل في المدينةالمنورة خصوصا أن منزلنا ليس الوحيد الذي تعرضت أرضياته وأسقفه للهبوط والتشققات. من جانبه قال علي كردي لم يمض عام واحد على شرائنا منزلنا في مخطط فيصل الفيصل وسكننا فيه حتى فوجئنا بانهيار الارضيات وتشقق الأسقف وخروج السيراميك من أرضياته في الدور الثاني، وميلان سور الحوش. وأضاف أن المبنى يهتز بكامله في حال مرت سيارة كبيرة بجانبه، ما جعلنا نخاف من أن يهبط المنزل على رؤسنا. إلى ذلك أوضح المهندس أيمن عبدالمعين حسوبة رئيس شركة مقاولات، أن الكثير من الناس يعانون من هبوط التربة تحت منازلهم الأمر الذي يتسبب في تصدعات وتشققات في جدران وسور المنزل وكذلك هبوط أرضية الدور الأرضي وفناء المنزل (الحوش). وقال إن من أسباب الهبوط وجود تجويف داخل الأرض نتيجة ارفاع منسوب المياه الجوفية أو تسرب للمياه السطحية إلى الداخل مثل مياه الأمطار أو الصرف الصحي الذي يؤدي إلى ضعف الطبقة السطحية وبالتالي للهبوط. كما تتكون كهوف نتيجة ذوبان أحجار جيرية بفعل المياه والأحمال غير المدروسة للمباني، إضافة إلى سوء تنفيذ الأعمال الانشائية. وأضاف لذلك يجب عمل تحليل للتربة عن طريق مختبر معتمد ذو خبرة للتعرف على طبيعة ونوعية تربة الموقع المزمع الإنشاء عليه لتفادي أي هبوط مستقبلي. وأشار إلى أنه وللأسف فإن كثيرا من الناس عند بناء منزل صغير أو عمارة تجارية يعملون على اختزال الكثير من الأعمال اللازمة اعتقادا منهم أنهم يقلصون تكاليف البناء ولا يعلمون أنهم سيدفعون مستقبلا أضعاف ما وفروه. لا توضيح «عكاظ» خاطبت أمانة منطقة المدينةالمنورة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، حول شكاوي الأهالي ودورها في مراقبة المباني قبل وأثناء إنشائها، ولكن لم يردنا حتى إعداد هذا التقرير أي توضيح أو إجابة.