حي البادية واحد من أقدم أحياء حائل وأكثرها كثافة سكانية، وأقلها نظافة وتنظيما وجمالا، حيث تتشكل معظم مبانيه من البيوت الشعبية القديمة التي بنيت منذ ثلاثة عقود، وفيه تنتشر البيوت المهجورة والخرائب التي تقف شاهدا على سوء التخطيط والتدبير، فمع ظهور صندوق التنمية العقاري، تقدم المئات من المواطنين بحائل للاستفادة من تلك القروض السكنية التي يمنحها الصندوق، ونتيجة لسوء التدبير نشأ حي كامل من البيوت الشعبية المتواضعة البناء، رديئة التنفيذ، والتي ما لبث اكثرها ان تحول الى بيوت آيلة للسقوط. واكتشف المواطنون أنهم مدينون لصندوق التنمية العقاري بمئات الآلاف من الريالات، لم يتبق لهم منها سوى بيوت لا تساوي حتى قيمة الاراضي التي اقيمت عليها، ومع مرور الوقت تحول الكثير من البيوت من مساكن الى مستودعات، او اطلال تسكنها الاشباح. يقول سعد الشمري من سكان الحي القدامى ان الاوضاع في حي البادية اصبحت مزرية للغاية، خاصة ان نسبة كبيرة من بيوت الحي مهجورة لعدم صلاحيتها للسكن. وأضاف: لك ان تتصور الحال عندما يكون المنزل المجاور والملاصق لمنزلك مهجورا منذ سنوات، وفي احسن الاحوال يكون مسكونا بعمالة آسيوية، وهذه لا تخلو من السلبيات، فوجود العمال الوافدين وسط سكان الحي من المواطنين صار مصدر ازعاج لا يحتمل. أما فهد الشمري فيبين ان الخطورة من وجود هؤلاء الاجانب بكثافة بيننا تكمن في البعد الأمني، مشيرا إلى أنهم باتوا يخشون على أبنائهم من جيوش العمال الوافدة كونها أصبحت جزءا من نسيج الحي. وأضاف: نحن لا نلومهم فهم وجدوا هذه المساكن مناسبة لهم بسبب رخص ايجاراتها، ولكننا نلوم اصحابها الذين لم يراعوا حق الجيرة، فجلبوا هؤلاء الى منازلهم وأسكنوهم بها مقابل مبالغ زهيدة، دون التفكير بما سيشكلونه من ازعاج وقلق على جيرانهم من المواطنين. ويلاحظ الشاب عمر الاسمر ان النظافة في الحي تتراجع بشكل مخيف، مؤكدا ان النفايات تنتشر في اماكن متفرقة من الحي خاصة مخلفات البناء التي تترك لشهور دون ان تقوم البلدية برفعها، أو ان تلزم اصحابها برفعها، وهو ما يساعد على تجمع النفايات الاخرى بجانبها، كما ان السيارات الخربة المتعطلة تنتشر في شوارع وميادين الحي منذ امد بعيد. وأضاف الاسمر قائلا: النظافة تدهورت في الحي خاصة بعد ارتفاع نسبة السكان من العمالة الوافدة الذين لا يعتنون بنظافة مساكنهم وما حولها، كما انهم حولوا مساكنهم الى مستودعات لتخزين ادواتهم المختلفة، مستغلين المساحات المجاورة لمساكنهم كمستودعات مكشوفة شوهت الحي اكثر مما هو مشوه. لجنة للمساكن المهجورة ويطالب نومان الشمري بتشكيل لجنة من الجهات المسؤولة لدراسة وضع مئات البيوت المهجورة بالحي التي يرتفع عددها عاما بعد آخر بسبب تدهور حالة البيوت الأخرى بالحي، واضطرار سكانها سواء من الاهالي او من العمالة الى هجرها وإغلاقها لأنها لم تعد صالحة للسكن. وقال إنه من الضروري ان تنظر هذه اللجنة في اوضاع هذه البيوت. واستغرب الشمري صمت الجهات المسؤولة على المأزق الذي يواجهه مئات المواطنين في هذا الحي، فتجاهل المشكلة لن يحلها، والعكس صحيح، إذ إن المشكلة تتفاقم عاما بعد آخر، وعلى الجهات المسؤولة ان تبادر للتحرك لمعالجة الوضع.