إذا ذكرت اسم حي الحرس شرق المدينةالمنورة، فهذا يعني أنك ذكرت مثالا صارخا على غياب الخدمات الأساسية المهمة، فهذا الحي رغم قدمه وموقعه المميز إلا أنه تحول إلى مكان طارد للسكان الذين يهربون منه بحثا عن الخدمات التي تسهل حياتهم. وبجولة على الحي تستقبلك الحفر العميقة المنتشرة في الشوارع والتي تفاجئ السائقين الذين يضطرون للتوقف المفاجئ الأمر الذي يتسبب باصطدامات. وقال محمد المخلف من سكان الحي إن أكبر معضلة في الحي تتمثل في وجود الحفر العميقة التي تنتشر على طول الطرقات، وهذه الحفر أضرت بمركباتنا وجعلتنا زبائن دائمين للورش، كونها تبتلع السيارات إضافة إلى أنها تزداد عددا وعمقا يوما يعد يوم. وطالب بتغطية هذه الحفر التي حمل مسؤوليتها لإهمال أمانة المدينةالمنورة. ووافقه في ذلك عادل الحربي الذي قال إن الحفر تنتشر في الحي بشكل كبير لدرجة أصبحت علامة مميزة، فكل من يدخل الحي يعاني منها، خصوصا أنها تمثل صداعا دائما للسكان، مطالبا أمانة المدينةالمنورة بتسويتها على الفور قبل أن يستفحل ضررها على سكان الحي. أما محمد مسلم الصاعدي وهو من سكان حي الحرس أيضا، فقال إن الحي يضم كثافة سكانية عالية مقارنة ببعض الأحياء المجاورة، ولكنه ورغم ذلك يفتقر إلى عدد من الخدمات الأساسية، مثل مركز صحي كما في الأحياء الأخرى التي ظهرت مؤخرا وليس فيها كثافة سكانية. وأضاف أن أهالي الحي يضطرون للذهاب إلى مركز صحي المطار أو حي وعيرة والذي يبعد عنهم أكثر من 7 كلم، كما أنه بالكاد يلبي حاجة سكان الحي التابع له، مشيرا إلى أن ذلك دفع السكان إلى الإحجام عن الذهاب إلى هذه المراكز والتحول إلى المستوصفات والعيادات الخاصة التي تزيد الأعباء على كاهل رب الأسرة. وطالب إدارة الشؤون الصحية في المنطقة النظر في حاجة هذا الحي وأخذها في الاعتبار علما أن هناك أرضا مخصصة لبناء المركز الصحي عليها. من جانبه، قال محمد الحربي إن سكان الحي يريدون أن يكون حيهم مستقلا بخدماته، لكي لا يضطروا للذهاب إلى أحياء أخرى للحصول عليها. وأضاف أن معاناة الأهالي لا تقف عند الحفر والمركز الصحي، حيث إن حيهم يفتقد إلى وجود مدارس للمرحلة المتوسطة والثانوية للبنين الأمر الذي أجبر عددا منهم على اللجوء إلى أحياء أخرى لدراسة أبنائهم. وتساءل هل من المعقول أن يبقى حي متكامل وذو كثافة سكانية عالية حوالي عشرين عاما دون افتتاح أي مدرسة من المراحل المذكورة. وتحدث الحربي أيضا عن وجود أحواش مهجورة وأخرى للعزاب، معتبرا أنها تقلق سكان الحي وتشكل خطرا عليهم، خصوصا أنها يمكن أن تتحول إلى مأوى لمخالفي أنظمة الإقامة، مطالبا بسرعة تدخل الجهات المعنية للتخلص من هذه الأحواش قبل أن يزيد خطرها على السكان. تفهم الصحة «عكاظ» نقلت شكاوى ومطالب الأهالي إلى مدير عام الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي، الذي أبدى تفهمه لوضع سكان الحي. وأشار إلى أنه سيتم استحداث مركز صحي فيه قريبا.