يسدل الستار على جولة الذهاب لربع نهائي دوري أبطال أوروبا الليلة بلقاءي ريال مدريد الإسباني وغلطة سراي التركي على ملعب سانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، بينما يجمع اللقاء الثاني مفاجأة البطولة ملقا الإسباني وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني على ملعب لا روزاليدا معقل الأول. تأتي المواجهة الأولى بين الريال وغلطة سراي هي الثالثة في البطولة وفي ذات الدور بالتحديد عندما التقيا في ربع نهائي نسخة 2001م، وتغلب حينها غلطة ذهابا (3/2) على أرضه قبل أن يسقط في مدريد بثلاية نظيفة ويودع البطولة، فيما التقيا مرة واحدة في كأس السوبر الأوروبية عام 2000م وكانت الغلبة لمصلحة الأتراك (2/1) على ملعب لويس الثاني في مدينة موناكو الفرنسية، وتتباين حظوظ الفريقين ونتائجهما في مختلف مشاركاتهما، حيث يدخل ريال مدريد الباحث عن لقبه العاشر اللقاء تحت ضغوط تحقيق نتيجة إيجابية تفاديا للمفاجأة التي يحدثها خصمه، وتعويضا لفقدان فرصته في اللحاق ببرشلونة في صدارة الليجا إذ يتخلف بفارق 13 نقطة إلا أن الفرص لا تزال أمامه لتحقيق تتويج ثنائي في دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا الذي بلغ فيه المباراة النهائية أمام جاره أتلتيكو مدريد، وجاء وصول الملكي لهذا الدور بعد تجاوزه مانسشتر يونايتد في ثمن النهائي. في المقابل، سيخوض غلطة سراي المباراة دون ضغوط ويمني النفس بتحقيق الوصول لنصف النهائي للمرة الثانية بعد الأول نسخة 88م عندما التقى ستيوا بوخارست الروماني وخسر ذهابا خارج قواعده برباعية نظيفة واكتفى بالتعادل الإيجابي (1/1) إيابا مودعا البطولة بمظهر مشرف، وجاء وصول غلطة لهذا الدور باستحقاق بتجاوزه شالكه الألماني في ثمن النهائي حيث تعادل مع في اسطنبول ذهابا (1/1) قبل أن يكتسحه بثلاثية مقابل هدفين في ألمانيا بعد مباراة ماراثونية. وفي المباراة الثانية، يستضيف ملقا نظيره بوروسيا دورتموند في مواجهة تعد خارج نطاق التوقعات، في ظل رغبة الفريقين في الوصول للدور المقبل للمرة الأولى بالنسبة لصاحب الأرض والمرة الرابعة لضيفه الذي يحمل لقبا وحيدا للبطولة نسخة 96 بتغلبه على السيدة العجوز في المباراة الختامية (3/1). ويدخل الفريق الأندلسي المواجهة بمعنويات مرتفعة بعد فوزه الأخير على رايو فاليكانو (3/1) والذي أبقاه في دائرة المنافسة على المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وهو خالف كل التوقعات عندما أطاح ببورتو البرتغالي من دور الستة عشر وصعد على حسابه لدور الثمانية بتغلبه عليه في لقاء الإياب بهدفين نظيفين بعد خسارته ذهابا بهدف وحيد، لتكون المرة الأولى منذ عشرة أعوام التي يشهد فيها دور الثمانية بالبطولة الأوروبية مشاركة ثلاثة فرق من أسبانيا، وليواصل بذلك عروضه المميزة في المسابقة التي تصدر فيها الدور التمهيدي على حساب ميلان الإيطالي ب12 نقطة من 3 انتصارات و3 تعادلات فيما يحمل سجله خسارة واحدة أمام بورتو لم تعقه عن مواصلة مشواره. في الجهة الأخرى، سيحذر دورتموند من قوة خصمه على أرضه وبين جماهيره والعمل على تأجيل الحسم إلى مباراة الإياب التي ستقام في معقله، كما يسعى لتعويض خروجه من كأس ألمانيا وخروجه من إطار المنافسة للحفاظ على لقب البوندسليجا، من خلال الوصول لأبعد مرحلة في البطولة الأوروبية تحت قيادة مديره الفني يورجن كلوب.