وأنت في حي السبهاني في مكةالمكرمة تبحث عن حديقة، لتضع عليها رحال مشوار التعب والبعد عن ضجيج المراكز التجارية وأبواق السيارات، غير أن المشهد الصادم لبعض الحدائق في الحي يجعلك تطلق ساقيك للريح وتبحث عن رئات خضراء في أحياء أخرى، وهكذا حال أهالي حي السبهاني والذين أجمعوا أن بساتين الحي تحولت إلى مواقع مهجورة وفضاءات للقطط والكلاب الضالة والتي تطارد الأطفال وتمنعهم من الاقتراب من هذه المواقع الخضراء، فضلا إلى وجود نباتات غير معروفة ربما تكون سامة وتتسبب في إيذاء الأطفال. وأضافوا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب بل أن بعض الحدائق تحولت إلى استراحات للعمالة المتخلفة بسبب سوء أوضاعها وتهالك مرافقها وتدني مستوى النظافة والصيانة فيها. وتابع عدد من أهالي الحي أن بعض الحدائق تحولت نتيجة للإهمال إلى مرامي تستقبل النفايات والسيارات القديمة، وبدلا من أن تكون تلك الحدائق مصدرا للراحة النفسية تحولت إلى بؤرة للقلق. يقول محمد خالد من سكان حي السبهاني أن أمانة العاصمة المقدسة قامت بتدشين الحدائق والمتنزهات إيماناً منها بأهمية الترفيه ولتكن متنفسا للمواطنين الذين سرهم هذا الاهتمام، لكن مع مرور السنين وتركيز الأمانة على الحديقة النموذجية، أصبحت هذه الحدائق والمتنزهات مرتعا للمواشي وتحولت من مواقع ترفيه للأطفال إلى مصدر قلق وخطر عليهم لأنها مهجورة ومليئة بالنفايات. وأضاف أن بعض حدائق الحي مهجورة ولم يطرأ عليها أي تطوير منذ سنوات طويلة، وزاد في القول وإذا لم تتدارك أمانة العاصمة المقدسة الوضع سيكون مصير الحدائق الجديدة مصير تلك الحدائق، فلابد من إجراء عمليات الصيانة الدروية لهذه الحدائق وتطوير مرافقها. وقال يعقوب الهوساوي أن ألعاب الأطفال والجلسات بدأت تختفي من بعض الحدائق شيئاً فشيئاً، حتى تحولت إلى أرض جرداء لا نفع منها، واقترح هوساوي على أمانة العاصمة المقدسة إغلاق تلك الحدائق بدلا من تركها بهذه الصورة وتخصيص الأراضي التي تقام عليها هذه الحدائق إلى إدارات حكومية. وقال الهوساوي: هذه الحدائق تشكل خطورة ناهيك على مرتاديها وبالذات صغار السن الذين لا يدركون مخاطر الألعاب المتهالكة. من جانبه تساءل حسن الهذلي وقال: هل يفكر مسؤولي أمانة العاصمة المقدسة في علاج مشكلة تلك الحدائق في الوضع الراهن وعدم تركها بهذا الشكل، أما إذا تجاهلت الأمانة صيانة هذه الحدائق فمن الأفضل إزالتها وتحويل الأرض المقام عليها الحديقة إلى مباني مدرسية أو صحية. ومن جانبه قال أحمد المالكي من الواضح للجميع أن العديد من الحدائق داخل أحياء مكةالمكرمة تفتقر لأعمال الصيانة والنظافة، بالإضافة إلى تلف الألعاب وخلوها من النظافة بشكل ملفت وحدائق السبهاني غير مهيأة لاستقبال المتنزهين والأسر، بسبب الإهمال وانتشار نباتات شوكية مؤذية وبعض النباتات غير المعروفة التي قد تشكل خطرا على الأطفال، وقال الحدائق بحاجة إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين في الأمانة وإلى توفير عدد كاف من الألعاب الآمنة التي تحقق السلامة لأطفالنا أثناء استخدامها مع المحافظة على الصيانة الدورية لها واقترح وضع سياج على محيط كل حديقة ماعدا مدخلها وذلك لمنع تسلل الأطفال والخروج إلى الشارع مباشرة في غفلة من ذويهم فقد يتعرضون للدهس أو السرقة كما أن السياج أيضاً سيساعد على منع دخول الدرجات النارية إلى داخل المنتزهات والتي أصبحت تعكر صفو المتنزهين. ملاعب خضراء أمانة العاصمة المقدسة أكدت تلقي شكوى أهالي الأحياء، وجرت إحالة الشكوى إلى القسم المختص في الأمانة، هذا وقد شرعت الأمانة في تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالحدائق وإنشاء ملاعب مزروعة لكرة القدم وتخصيص مسار لرياضة المشي.