عبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة عن سعادته الكبيرة بحضور حفل تخريج 3500 مبتعث يمثلون الدفعة الثالثة من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للابتعاث الخارجي، الذين أنهوا دراستهم، وتخرجوا في جامعات المملكة المتحدة وأيرلندا ومعاهدهما البحثية، بنجاح وتميز. وأضاف سموه يقول: إننا جميعا نعلم أن أهل الجزيرة العربية كانوا في حالة من التفرق وشظف العيش وانعدام الأمن؛ إلى أن أنعم الله عليهم بتوحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومعه أبناء هذه البلاد المخلصون، من آبائكم وأجدادكم، الذين آمنوا بمشروعه وساندوه. وقال سموه مخاطبا الطلبة والطالبات في الحفل الذي أقيم أمس في القاعة الملكية للاحتفالات في لندن: إنني عندما أنظر إليكم اليوم أرى ثمار هذه الوحدة والأمن ورغد العيش، فهنا اجتمعنا من كل مناطق المملكة، من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها، تجمعنا راية التوحيد تحت اسم المملكة العربية السعودية. وأوضح سموه أن الملك عبدالعزيز بذل ومعه المخلصون من أبناء هذه البلاد الغالي والنفيس في سبيل جمع الكلمة وتوحيد الشمل، فكانت النتيجة وحدة العقيدة والمشروع والمصير المشترك في هذا الكيان العظيم. وأردف يقول: إنها لم تكن وحدة مفروضة على طرف أو جماعة، كما لم تكن لمصلحة طرف أو جماعة على حساب الآخرين، بل كانت وحدة شاملة صادقة منبثقة من داخل قلوب وعقول أبناء هذا البلد، ولذا فقد صمدت أمام تحديات عظمى عصفت بكثير من الدول ومزقتها. وأوضح سموه أن المملكة واجهت عددا من الأخطار الخارجية في أوائل هذا القرن هجمة إرهابية متطرفة قامت بالتفجير وقتل الأبرياء، وفي السنوات الأخيرة تعرض العالم لأزمة اقتصادية خانقة عصفت ببعض الاقتصادات الكبرى وتركت آثارا عميقة في الاقتصادات المهمة الأخرى، وتلتها اضطرابات سياسية في بعض الدول، إلا أنه وبحمد الله وتوفيقه ثم بفضل السياسة السديدة لقيادتنا الرشيدة تخرج المملكة من كل أزمة وهي أشد قوة وشعبها أكثر تلاحما. وأضاف سموه: إن المملكة واجهت بحزم وإيمان وثقة الهجمات التي استهدفتها، مؤكدة حزمها في ضبط الأمن، وصدقها في التزامها بالعقيدة الإسلامية النقية وانتمائها العربي الأصيل ومصالحها الوطنية المستقلة، لا تقبل مزايدة ولا ترضى ابتزازا. وقال سمو السفير مخاطبا الخريجين والخريجات: إنكم تمثلون الدفعة الثالثة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وأريد أن استغل هذه الفرصة لتهنئتكم وأسركم بهذا الإنجاز العلمي الكبير، متمنيا لكم المزيد من التوفيق والنجاح، داعيا إياكم إلى العمل الجاد والدؤوب في سبيل خدمة الوطن والمليك. وتابع سمو السفير قائلا: لقد قام أجدادكم بجهد جبار في سبيل توحيد هذه البلاد، وواجبكم اليوم هو العمل على حماية هذا الوطن والرقي به في شتى المجالات، وأنتم ولله الحمد خير من يقوم بهذا الواجب، ولم يكن لأجدادكم أن يحققوا هذه الوحدة إلا بالاستعانة بالله تعالى أولا، ثم بالتعاضد والتعاون والتكاتف، وأنتم لن تكونوا قادرين على حماية الوطن والرقي به إلا بالتعاضد والتعاون والتكاتف وتوحيد الصف والكلمة بعد الاستعانة بالله، واحذروا من التنازع وتمزيق الوحدة وتفريق الصف فإنها بداية الفشل والانهيار. وأكد سموه أن سعادته وفخره اليوم لا يقلان عما شعر به وهو يشارك في الاحتفال بتخريج الدفعتين الأولى والثانية من هذا البرنامج المستقبلي الطموح وبخاصة أن عدد الخريجين والخريجات في هذه الدفعة قد بلغ الآلاف من أبناء وبنات المملكة الذين حازوا الدرجات العلمية الجامعية، في تخصصات ومجالات كثيرة. وقال سموه : كما أود أن أقرن، مع تهنئتي الصادقة للخريجين والخريجات بتخرجهم، تهنئة إضافية خاصة لتميز العديد منهم تميزا باهرا تمثل في درجات الشرف والامتياز وبراءات الاختراع التي أحرزوها في مجالات عديدة.فلا شك أن ما حققوه من إنجازات وتميز ليس محل الابتهاج فحسب، وإنما هو سبب يضاف إلى أسباب فخر وطنهم وقيادتهم وذويهم بهم. ودعا الأمير محمد بن نواف الخريجين والخريجات إلى الاستفادة من النشاطات التي ينطوي عليها برنامج يوم المهنة، والمعرض المصاحب له، والتي تجري مع الاحتفال. وعبر سموه عن شكره لمنسوبي الملحقية الثقافية السعودية، والجهات المشاركة في تنظيم وتنفيذ يوم ومعرض المهنة، مشيرا إلى أنه وبجهودهم، في هذا المجال، أتاحوا الفرصة للجمع بين الخريجين وبين مجالات العمل الأكثر ملائمة لهم ولمجالات تخصصهم العلمية. كما عبر سموه عن شكره وتقديره للمسؤولين والأكاديميين في جامعات المملكة المتحدة وأيرلندا ومعاهدهما العلمية، على ما قدموه لأبنائنا وبناتنا من دعم ومساندة، وما زودوهم به من علم ومعرفة، مؤكدا لهم أن ثمار جهودهم، التي ستتجلى فيما سينجزه أبناؤنا وبناتنا، مستفيدين مما اكتسبوه من علوم ومعارف، لن تقتصر على المملكة العربية السعودية وشعبها فحسب، بل سيعم خيرها، بإذن الله، الإنسانية في أصقاع الأرض.