في الوقت الذي تسعى فيه الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارتا العمل والخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة إلى توظيف الشباب وتوطين الوظائف، طفت على السطح ظاهرة اجتماعية جديدة قد تعيق مسيرة هذه الجهات بتحقيق هدفها المنشود وتتمثل في سباق المتقاعدين للحصول على الوظائف، وإخراجهم للشباب من منافسات هذا الماراثون. وأجمع عدد من الشباب العاطلين عن العمل أن فئة من المتقاعدين باتو يسابقونهم على كرسي الوظيفة ويأكلون كعكة الوظائف، مناشدين الجهات المعنية بدراسة هذه المشكلة الاجتماعية الجديدة والعمل على حلها وبشكل عاجل. وأوضح كل من طارق الشمري وسعود الجهني أن الآونة الأخيرة شهدت تكالب عدد من المتقاعدين على الوظائف ما أدى إلى أكلهم الكعكة الخاصة بالشباب. وأضاف أن هذه الفئة لم تكن في الحسبان، لذا فإنه يتوجب على الجهات المختصة دراسة ظاهرة تكالب المتقاعدين على الوظائف المخصصة للشباب . وقال كل من أحمد أبو صالح وخالد العمري وماهر البلوي بصوت واحد لايمكن أن نمنع من هو محتاج من حقه في السعي وراء رزقه حتى لو بلغ من العمر عتيا واشتعل رأسه شيبا ولكن المشكلة الحقيقية تكمن بأن الكثير من هؤلاء المتقاعدين من يسابقوننا على الوظيفة تجد القاسم المشترك فيما بينهم أنهم ميسوري الحال وهدفهم من العمل ليس الحاجة وتحسين الدخل وإنما من أجل التسلية والتباهي الاجتماعي. وأضافوا أن هذه الظاهرة الاجتماعية مازالت تتزايد يوما بعد الآخر، مناشدا الجهات المعنية ببحث هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة والعمل على حلها ومحاصرتها بالأنظمة والقوانين خاصة أن أعداد قوائم انتظار الشباب الباحثين عن فرصة عمل طويلة جدا. وقال خالد الشمري إن الكثير من الشركات العاملة بالقطاع الخاص و خاصة تلك العاملة في مجال التسويق والمبيعات تفضل المتقاعدين لخبرتهم الطويلة ولعلاقاتهم العامة بحيث تضرب عصفورين بحجر على حد قوله لأن توظيف المتقاعد الذي سبق أن شغل منصبا مرموقا يسهل للشركة تخليص معاملاتها وإجراءاتها بالدوائر الحكومية ويسهم برفع نسبة السعودة لديها للهروب من النطاق الأحمر. وأضاف أن هناك بعض الدوائر التي تقوم بتوظيف متقاعديها بعقود داخلية بعد التقاعد. "عكاظ" جالت على عدد كبير من الشركات والمؤسسات الكبرى العاملة في مدينة تبوك ورصدت ما لا يقل عن 40 شركة كبرى يديرها مدير متقاعد. وفي موازاة ذلك أوضح مدير فرع وزارة الخدمة المدنية بمنطقة تبوك محمد النحاس أن هذه الظاهرة الاجتماعية يشارك في دراستها وحلها عدة جهات ومنها العمل والعمال والمؤسسة العامة للتقاعد بجانب وزراة الخدمة المدنية خاصة أن المشكلة متفرعة ويجب دراستها من عدة جهات. وبين النحاس أن نظام الخدمة المدنية لايسمح للمتقاعد الذي أكمل السن القانوني للتقاعد بالعمل بوظيفة حكومية أخرى، ويضيف نوافقكم الرأي بأن المشكلة خطيرة وسوف تعرقل من مسيرة توطين الوظائف وسرعة إنهاء مشكلة البطالة بالمملكة.