عثرت فرق الدفاع المدني على جثة الجندي أول محمد أحمد الجابري الذي جرفته السيول أمس أثناء قيامه بمهام عمله معلقة على شجرة في منحدر خطر وفي موقع يصعب الوصول إليه سواء بالمعدات أو الأفراد، إلا أن الجهود الكبيرة التي بذلها رجال الدفاع المدني مكنتهم من الوصول للموقع ونقل الجثة على أكتافهم بمشاركة أفراد حرس الحدود. ويأتي العثور على الجثة بعد أن انتشرت صباح أمس، فرق الدفاع المدني من مركز العارضة ومراكز المنطقة بقيادة مساعد المدير العام بمنطقة جازان لشؤون العمليات العقيد سعد غرم الله الغامدي ومدير مركز العارضة النقيب عبدالله القحطاني والملازم أول إبراهيم خبراني مع فرق من حرس الحدود وعدد من المواطنين بمشاركة طيران الأمن للبحث عن المفقود في وادي عنا بجبال قيس. وتوزعت فرق البحث عن الجندي الجابري الذي يعمل بحرس الحدود (مركز الجملة) إلى مجموعات لتمشيط مجرى السيل من موقع الغرق حتى بحيرة سد وادي جازان وعلى جنبات الوادي وشارك ذوو المفقود وآخرون عمليات البحث وكاد أحد أقاربه أن يغرق بحفرة وسط الوادي مليئة بالمياه، وواصلت الفرق البحث حتى تم تحديد موقع الجثة بموقع وعر التضاريس ولا يمكن الوصول إليه بالسيارات، حتى مشيا على الأقدام كون الجثة بمرتفع ومنحدر ومعلقة على شجرة. وقد واصلت الفرق السير لموقع الجثة على حذر خشية تعرض أحد لخطر السقوط، وتم انتشال الجثة ونقلها على ظهور أفراد الدفاع المدني وحرس الحدود لمسافة 500 متر تقريبا. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، أن البحث أستمر لأكثر من 20 ساعة بالطيران العمودي وفرق من كافة مراكز المنطقة، وقامت بتمشيط امتداد وادي عنا من جبال قيس إلى بحيرة سد وادي جازان، مبينا أن فرقا ميدانية أرضية من حرس الحدود ومواطنين شاركوا في عملية البحث على امتداد الوادي ذي التضاريس الوعرة، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بأكثر من 23 منقذا أرضيا كدعم من الإدارات والمراكز، بالإضافة إلى عدد 18 منقذا من مركز الدفاع المدني بمحافظة العارضة لعملية التمشيط. وجدد تحذيرات المديرية لعموم المواطنين والمقيمين بعدم النزول للأودية أو التنزه في مجاري السيول وأخذ الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار ومتابعة الأطفال عند التنزه حفاظا على سلامتهم. من جهة أخرى، رصدت «عكاظ» مشاعر الحزن التي خيمت على أسرة الجندي الغريق محمد الجابري أحد أفراد حرس الحدود بالعارضة، وهو أب ل4 أبناء (ولدان وبنتان أصغرهم «لانا»)، والذي جرفته سيول وادي العناء بجبال قيس أثناء أدائه لعمله، ومايزال البحث جاريا عنه للعثور على جثته في مناطق وعرة بالوادي. يقول والده المقعد: «الحمد لله على قضائه، فلقد توفي ابني وهو في خدمة وطنه ودينه، وأتمنى أن يتقبله الله شهيدا». ووصف جد الأسرة أحمد علي عمر مطهري الفقيد بأنه كان ابنا بارا بوالديه، فيما ينتظر أفراد الأسرة العثور عليه في أقرب وقت. أما علي أحمد عمر فقد وصف الفقيد بأنه رجل صادق ومؤمن بربه، وقد وافته المنية وهو يحرس حدود الوطن الغالي.