نورة الصفيري إحدى رائدت الإبداع الأسري والنسوي عرضت على «عكاظ» تجربتها في تنمية الأفكار وتفعيل ثقافة الحوار، إذ أدارت بمهارة وفن عددا من حلقات التدريب في فنون الحياة ومواجهة تعقيداتها. الصفيري التي وجدت ثناء مطلقا من المتدربات عزمت على المضي في برامجها لتحقيق هدفها في خلق أسر متماسكة وعائلات بعيدة عن الأزمات والمشاكل وما زالت تقدم استشارتها بأريحية وسعادة غامرة. ما طبيعة العمل الذي تقدمة نورة الصفيري للمجتمع ولماذا اخترت هذا التوجه؟ - أعمل كمرشدة نفسية وزوجية ومعالجة بتقنيات الطاقة ومدربة في الحياة الزوجية وتطوير الذات ومقر عملي مركز الإبداع الأسري. ما سبب اختيارك لهذا العمل؟ - لا أعرف ولا أجيد ولا أتخيل نفسي إلا بهذا العمل فاخترت التخصص في هذا القسم لأن ذلك ما أحب أن أعمله، ليس هناك أسمى وأعظم من مهنة تمكنك وتؤهلك لمساعدة الناس.. مجال الإرشاد النفسي والأسري رائع وثري يساعدك على النمو الذاتي والرقي بنوعية حياتك وعلاقاتك. كما أنه يساعدك على إشباع الجانب الموجود لدينا جميعاً وهو مساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم وقت الأزمات. الإرشاد النفسي والجنون هل واجهت صعوبات.. ما الذي تتوقعينه من إنجازات.. ما الذي حققته في الفترة الحالية؟ - لم أواجه أي صعوبات إطلاقاً، وربما يعود ذلك للوعي المتزايد لدى المجتمع بأهمية الإرشاد النفسي والأسري وإقبالهم عليه، في السابق كان كل ما يمت للإرشاد النفسي بصلة يعني الجنون وفقدان العقل والاعتقاد السائد بأن أفضل شخص لحل المشكلة هو صاحبها أو من حوله. أما الآن ومع تزايد وعي وثقافة أفراد المجتمع وبنفس الوقت تزايد تعقيدات الحياة وضغوطاتها بدأ الفرد يشعر بأنه من وقت لآخر يحتاج إلى اللجوء للمختصين لمساعدته للتغلب على مشاكله وإحباطاته ومعرفة مصادر قلقه والتعامل مع تحديات الحياة ومتطلباتها وأن هناك من هو مؤهل أفضل منه لتدريبه على إدارة مشاكله والتعامل معها أفضل منه. أما ما حققته من إنجازات فقمت بتدريب أكثر من 5000 سيدة من خلال الدورات التي أقدمها في مجال تطوير الذات والعلاقات الزوجية.. فمثلاً قدمت دورة «ثقي بنفسك وما تريدين» لأكثر من 27 مرة وكذلك دورة تغيير العادات، وأسرار الأنوثة، ومغناطيسية المشاعر والانجذاب، وأخطاء في التعامل مع الرجال، كما كنت من أوائل الأخصائيات في المملكة اللاتي دربن على العلاج بحقول التفكير TEFT والعلاج بتقنيات الطاقة وقمت من خلال عيادتي بعلاج العديد من المشاكل النفسية والجسدية والعلاقات الزوجية.. واستطعت بنجاح كبير الدمج بين خلفيتي الأكاديمية والعلوم الحديثة لتقديم دورات تدريبية واستشارات فردية مميزة وعلاج المئات من الحالات مثل (الحزن، الرهاب الاجتماعي، الآلام الجسدية، الاكتئاب، القلق، الضغوطات، المواقف المؤلمة). كما تعاملت مع جهات حكومية وخاصة عديدة في مجال إلقاء المحاضرات والدورات التدريبية، منها وزارة الدفاع والطيران، جامعة الملك سعود، مستشفى الحرس الوطني، مستشفى التخصصي، جمعية كفيف، جامعة الأمير سلمان، جامعة دار العلوم ومجموعة من المدارس الخاصة والحكومية في الرياض الى جانب جمعية مودة الخيرية، البنك السعودي للاستثمار، سجن الملز للنساء، مدينة الملك سعود الطبية، جمعية زهرة لسرطان الثدي الخيرية، وزارة الصحة، الدفاع المدني، مركز حياة للتدريب، دار رعاية الفتيات وجمعية الأيتام «إنسان». الطلاق وإيذاء الأطفال كيف ترون الحاجة إلى إقامة مثل هذه المراكز، لاسيما أنها تهتم بالجانب الفكري والعقلي؟ - المراكز التي تعنى بالتنمية الفكرية والنفسية والسلوكية تعتبر ضرورة يتوجب توفرها في كل مدينة وقرية. فكل المشاكل التي يواجهها مجتمعنا من معدلات طلاق مرتفعة وعنف أسري وإيذاء الأطفال جسديا ونفسياً وتدني مستوى الإنتاجية الوظيفية ما هي إلا مشاكل يمكن العمل على التخفيف من حدتها وإدارتها من خلال توعية وتثقيف أفراد المجتمع بعقد دورات متخصصة بهذا المجال تزودهم بالتقنيات المفقودة لديهم مع تقديم الخدمات الإرشادية. أحب الناس وأنفعهم ما هي الأهداف التي وضعتموها عند الإنشاء، وكيف برزت الفكرة؟ - أهم الأهداف هو التطبيق والامتثال للحديث القدسي (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة....)، فكلنا نسعى إلى النهوض بمجتمعنا من خلال الفرد وكنا نأمل تحقيق التنمية الفكرية والنفسية في الأفراد للرفع من مستوى حياتهم ونوعية علاقاتهم من خلال الحرص على تقديم دورات جودة وإتقان تحدث تغيرا ملموسا في الحياة وهذا ما نجحنا في تحقيقه وهذا ما نسمعه ونلمسه من عملائنا. ثناء من المتدربات من خلال الآراء التي تصلكم.. كيف تلمسون حجم الاستفادة من الدورات؟ - أكبر منفذ تسويقي لدوراتنا واستشاراتنا حسب الاستبيانات هو صديق، وهذا أكبر دليل على ثقة عملائنا وفي جودة الخدمات المقدمة لهم وهذه الثقة نتيجة لتجربة العملاء مع دوراتنا وخدماتنا الاستشارية وحصولهم على فائدة كبيرة منها، بالنسبة لتجربتي مع دوراتي فأنا دائما أقابل بالشكر والتقدير والدعاء من المتدربات بسبب التغييرات الرائعة التي شعرنا بها بعد حضورهن دوراتي. كما أني دائما أفاجأ بالتأثير الكبير الذي أحدثته في نفوس المتدربات وهذا حقيقة الشيء الوحيد الذي يشجعني على الاستمرار والعطاء. نصيحتي .. اقرأ أخيرا نصيحة للشباب وللأفراد عامة؟ - أنصح الجميع أن يجعل قاعدة (القراءة عادة) فنحن للأسف أمة اقرأ.. لا تقرأ.. ومن خلال عملي أجد أن معظم المشاكل الذاتية والأسرية وحتى المهنية سببها قلة الوعي.. للأسف نقضي سنوات في الدراسة نتعلم الحساب والعلوم والقواعد، لكننا لا نتعلم فن الحوار مع الآخر.. ولا نتعلم كيف نفهم أنفسنا.. اجعل الكتاب رفيقك الدائم.