تتميز جبال فيفاء جنوب المملكة بمقومات سياحية فريدة تؤهلها للتربع على عرش السياحة السعودية، إلا أن ذلك مؤجل بانتظار تنفيذ بنية تحتية تساعدها في ذلك، وتتمثل في مشاريع طرق حديثة وصيانة وسفلتة طرقاتها المتهالكة وشبكات مياه وصرف صحي، إضافة إلى تلفريك يسهل وصول الأهالي والزوار والسياح إلى قممها، وغير ذلك من الخدمات التي تفتقر إليها. «عكاظ» التقت عددا من أبناء فيفاء الذين شخصوا العلة التي تحول دون تحويل منطقتهم إلى وجهة سياحية جاذبة رغم المقومات الطبيعية التي تمتلكها، معتبرين أن جبال فيفاء تمثل منجما للذهب فيما لو استثمرت سياحيا بالشكل الصحيح. وأشار محمد الفيفي إلى أن معظم الخدمات تغيب عن عن فيفاء، معتبرا أن أكثر ما ينفر السواح منها هو طرقها الوعرة والضيقة ذات المسار الواحد وذات المنعطفات والمنحدرات الحادة والخطرة، معتبرا أنها تمثل العائق الأول أمام استثمار هذه المنطقة سياحيا. وأضاف أن مطالبات الأهالي المستمرة بصيانة طرق فيفاء وتنفيذ مشاريع طرق جديدة تحدث نقله تنموية وسياحية، لا تجد حتى اليوم آذانا صاغية من إدارة الطرق في جازان، مشددا على أن الأهالي فقدوا الأمل وهم يشاهدون طريق خادم الحرمين الذي تم التوجيه بتنفيذه في فيفاء من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ينفذ خلاف ذلك في قفار بعيدة عن فيفاء ويتحول إلى طريق حدودي لا يخدم المحافظة. من جانبه، قال عبدالله الفيفي إن الأهالي يشتكون من عدم وجود شبكة للصرف الصحي، وكذلك صهاريج لشفط البيارات، مشيرا إلى أن مشكلة الصرف تفاقمت بسبب حركة التنمية والتوسع العمراني السريع الذي تشهده جبال فيفاء وازدياد أعداد السكان، حتى أصبحت تقلق السكان وتقض مضاجعهم، إذ إنهم يقفون عاجزين عن تصريف مياه «البيارات» التي أصبحت تهدد صحتهم وتدمر مزارعهم وتفتت المدرجات وتنشر الحشرات والروائح الكريهة وتشوه جمال جبال فيفاء. وقال إن ما يزيد الطين بلة أن بيارات الصرف تتدفق إلى الشوارع لتشكل مستنقعات للمياه الآسنة التي تهدد صحة السكان، موضحا أن الأهالي لا يعرفون إلى أين يتوجهون ومن يشتكون بعدما أخلت بلدية فيفاء مسؤوليتها عن الصرف الصحي، حيث نفى مدير إدارة المياه في جازان المهندس حمزه قناعي مسؤولية إدارته عن بيارات الصرف. أما إبراهيم محمد فطالب بكراسي وجلسات على الشوارع والمطلات يستطيع السواح النزول فيها والاستمتاع بالمناظر والأجواء الخلابة، مشيرا إلى أن الزوار لا ينزلون من سيارتهم لأنهم لا يجدون مكانا على الشوارع لذلك يواصلون جولتهم بالسيارات ثم يعودون إلى حيث كانوا. من جانبه، قال عادل إبراهيم إن فيفاء تحتاج إلى زيادة عدد أبراج الاتصالات وإلى تشغيل خدمات البيانات السريعة وفتح فروع للبنوك المحلية وصرافات لخدمة المواطنين والسياح الذين يقصدون المحافظات المجاورة للتزود بالنقود من الصرافات أو تخليص معاملاتهم من فروع البنوك. وطالب باستكمال إنارة الشوارع وصيانة الشبكة الحالية التي تعطلت أجزاء كثيرة منها وبنقل الاعمدة التي تم تركيبها بشكل خاطئ وتعيق حركة المرور. كما طالب بإقامة متحف يضم شتات آثار فيفاء المتناثرة في متاحف المواطنين الخاصة، والبدء في تنفيذ مشروع مستشفى فيفاء الذي تعثر إنشاؤه منذ أكثر من ست سنوات وتقديم قروض ودعم زراعيين ومعدات تناسب بيئة فيفاء الجبلية الوعرة وتسهيل إجراءات المواطنين في الاستفادة من قروض البنك العقاري التي حرمتهم منها تضاريس بيئتهم الجبلية الوعرة وتوزيع منح أراض على المواطنين تخرجهم من وعورة منطقتهم وعزلتهم وإنشاء شبكة تلفريك تربط قمم جبال فيفاء وتخدم السياحة في المنطقة. مشاريع قريبة أكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة جازان الدكتور حمد الأكشم، أن محافظة فيفاء ستنال نصيبها من المشاريع الصحية التي ستنفذ قريبا، مبينا أن تأخر بعض المشاريع جاء بسبب تقاعس بعض المقاولين، الأمر الذي تسعى الوزارة بالتنسيق مع صحة جازان إلى وضع حد نهائي لعدم تكراره مستقبلا.