جاء صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لوزارة البترول والثروة المعدنية إسناد تنفيذ أعمال البنية التحتية لمدينة جازان الاقتصادية في المرحلة الأولى إلى شركة أرامكو السعودية التي تقوم حاليا بتنفيذ مشروع مصفاة جازان، ومحطة التوليد الكهربائي في المدينة، ليترجم مدى الاهتمام الذي توليه القيادة بالحركة الاقتصادية بشكل عام، وفي منطقة جازان بشكل خاص، خاصة أنها تشهد نهضة تنموية في جميع المجالات. ولعل إسناد أعمال البنية التحتية لشركة أرامكو أمر محفز على الانتهاء من هذه الأعمال في المواعيد المحددة، ووفق مواصفات عالمية عالية، لإضافة لبنات قوية في المجال الاقتصادي الذي بدأ النهوض في المنطقة قبل سنوات قليلة. ويعتبر الموقع المقترح لمدينة جازان الاقتصادية من المواقع الاستراتيجية، حيث يطل على شواطئ البحر الأحمر من ناحية الغرب، ويحده الطريق الجديد المقترح من ناحية الشرق، ويؤدي هذا الطريق إلى مدينة جازان، ويحده من الشمال الطريق المؤدي إلى بيش، وفي أقصى الشمال توجد المحمية الطبيعية بيش بارك التي تتميز بطبيعتها الريفية الخضراء المناقضة وسط البيئة الصحراوية اليابسة، وتتميز هذه الحديقة الجميلة الخضراء الممتدة على طول الساحل بأهميتها البالغة كمنطقة محمية للحفاظ على الأحياء البرية والنباتات، والحيوانات، والصناعات المتقدمة. تم تخصيص ثلثي مساحة المدينة الاقتصادية لتطوير المنطقة الصناعية المتقدمة، وتجهيزها بأحدث تجهيزات الشبكات اللازمة لمشروعات الصناعات الثقيلة بصفة خاصة، بالإضافة إلى الصناعات الثانوية (المعالجة) وتشكل مدينة جازان الاقتصادية محطة من أهم المحطات الرئيسية على شواطئ البحر الأحمر، حيث تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من الأسواق المحلية والعالمية، وهو الأمر الذي يوفر فرصا متميزة لإقامة علاقات تجارية بين آسيا وأفريقيا فضلا عن توفير فرص استثمارية، وتسهيلات الملاحة والشحن البحري. وسيكون الميناء البحري في المدينة الاقتصادية بفضل موقعه الاستراتيجي بالقرب من مضيق باب المندب، وإمكانياته الضخمة أحد أكبر الموانئ في المنطقة، وسيلحق بالميناء الرئيسي ميناء جاف لإصلاح وصيانة وتقديم الخدمات لقوارب وسفن الصيد، وتم تخصيص ثلثي مساحة المدينة للتطوير الصناعي تفصلها عن المنطقة السكنية منطقة عازلة بعرض 500 م، وسيتم توفير أحدث التجهيزات الأساسية اللازمة للتطوير الصناعي من شبكات مياه التبريد، والمياه المحلاة، ومياه الصرف الصناعي والصحي، وشبكات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى تجهيز الأراضي، وشبكات الطرق، وشبكات تصريف مياه الأمطار، ومياه مكافحة الحريق. وتتميز هذه التجهيزات بحداثتها وجودتها العالية، ما يساهم في استقطاب العديد من الاستثمارات الصناعية في القطاعات المستهدفة: كالصناعات البترولية، والصناعات التعدينية ذات الاستخدام الكثيف للطاقة، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى كالصناعات الدوائية، والصناعات الغذائية، ومناطق تجارة الخامات المعدنية، كما سيتم تطوير مناطق مخصصة للصناعات الخفيفة والمساندة. الخدمات اللوجستية وتضم مدينة جازان الاقتصادية مركزا للخدمات اللوجستية لتجارة وتخزين ونقل وتوزيع المنتجات الزراعية والسمكية والحيوانية لمنتجات المنطقة والدول المجاورة. ويشتمل المركز على مناطق توزيع ومستودعات بمختلف أنواعها لتخزين المنتجات، تنفذ على أعلى المستويات الفنية. كما يشتمل على مراكز للتجميع والتغليف والخدمات المساندة، يضاف إلى ذلك محطة الطاقة والتحلية والتبريد، والتي تعتبر مجمعا متكاملا لإنتاج 4000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، كمرحلة أولى، وإنتاج المياه المحلاة بالإضافة إلى تزويد شبكة مياه التبريد بمياه البحر، وإنتاج مياه المعالجة الصناعية. وستوفر مدينة جازان الاقتصادية للآلاف ممن يعملون فيها أنماطا معيشية مختلفة المستويات، ما يهيئ فرصا مميزة للتطوير العقاري والسكني والترفيهي والتجاري، وتتوزع المساحات المخصصة للسكن في المدينة على الأحياء الرئيسية، بالإضافة إلى الأحياء الخاصة بسكن العمال، وتتباين أنواع وأحجام المنشآت السكنية والتجارية التي سوف تقام في المنطقة السكنية. ومن المتوقع أن يسكن المدينة حوالى 250 ألف نسمة علاوة على حركة كثيفة من المستفيدين اقتصاديا من المدينة والذين يقطنون المدن والقرى المجاورة، وتضم جزيرة مركز الأعمال التي تقع في قلب المنطقة السكنية وهي منطقة متعددة الاستخدامات، وسوف تتضمن الجزيرة منشآت وتسهيلات متعددة ومتنوعة، وتلعب دورا رئيسا في رسم معالم الحياة العصرية التي سيتمتع بها قاطنو المنطقة الاقتصادية من السكان، مثل الساحات والميادين، وشبكات الطرق، ومعابر المشاة، وأماكن التنزه، والمركز الحضاري الذي يضم جميع الأنشطة والمنشآت ذات الطابع الثقافي، ويتميز المركز بوقوعه بين المنطقة التعليمية، ومنطقة الخدمات الصحية مما يعزز دوره في خدمة هذه المنشآت، ويجعل للمنطقة الاقتصادية دورا رئيسا في تعزيز النشاط الثقافي في منطقة جازان. الكورنيش والسكن يقع جزء كبير من المنطقة السكنية على محيط الكورنيش لمنطقة الخليج، كما تم تصميم منطقة سكنية تتخللها المياه (Marina Housing) مجاورة لنادي القوارب، ما يساهم في تعزيز الفرص المميزة للتطوير العقاري والسكني في المدينة الاقتصادية، وحي الواجهة البحرية الذي يتصف بوجود المرافق الترفيهية الشاطئية، بالإضافة إلى الفندق والمنتجع البحري، كما يتيح هذا الحي إمكانية إنشاء فلل بمراس خاصة للقوارب واليخوت يمكن الوصول إليها عبر البحر مباشرة، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء شقق سكنية فاخرة، ومنطقة للخدمات الصحية مخصصة لجميع المرافق الصحية التي ستخدم قاطني المنطقة السكنية، كما تتيح هذه المنطقة إمكانية إنشاء المستوصفات والمستشفيات الخاصة، وأخرى تعليمية تتيح المنطقة إمكانية إقامة المدارس لمختلف المراحل التعليمية إلى جانب الكليات، ومعاهد التدريب لتطوير الكوادر السعودية من أبناء المنطقة.