تعد مدينة جازان الاقتصادية المدينة الاقتصادية المتكاملة الرابعة التي تعلن عنها الهيئة العامة للاستثمار التي تتولى الإشراف على المدن الاقتصادية في المملكة . وقد تم تخصيص ما نسبته 2.5% من أسهم الشركة المطورة للمدينة لذوي الدخل المحدود من أهالي جازان ويدفع المطورون للمدينة جميع تكاليف إنشاء البنية التحتية في المدينة دون أن تتحمل الدولة أية مبالغ مالية باستثناء التسهيلات التي تقدمها الجهات الحكومية ذات العلاقة . وقد تبرع الشريك الماليزي المطور لمدينة جازان الاقتصادية بتقديم ألف منحة دراسية لأبناء وبنات منطقة جازان موزعة على أربع سنوات وتم اختيار الدفعة الأولى ضمن برنامج ابتعاث طلاب مدينة جازان إلى الجامعات الماليزية . ويوضح الجدول الزمني لتنفيذ المرحلة الأولى من مدينة جازان الاقتصادية أن بداية أعمال التربة وشبكات الطرق في شهر نوفمبر من عام 2008 وتكتمل في شهر أكتوبر عام 2010م فيما سيبدأ تنفيذ محطات الطاقة وخطوط النقل في شهر نوفمبر من العام المقبل ويكتمل بناؤها في شهر مايو من عام 2013 م . وسيبدأ العمل على إنشاء محطة تحلية ومعالجة المياه في أكتوبر عام 2009 م وينتهي في سبتمبر عام 2011 م كما سيقام ميناء مدينة جازان الاقتصادية في أبريل من العام المقبل ومن المقرر اكتمال بنائه في يونيو عام 2013م . وأظهر الجدول الزمني الذي وضعه القائمون على بناء مدينة جازان الاقتصادية أن مصاهر الألمونيوم التي تشمل محطات حفظ الطاقة سيبدأ العمل في تنفيذها في شهر يوليو من عام 2009 م ويكتمل في ديسمبر عام 2013م فيما سيكون بناء مصفاة النفط في سبتمبر 2009م وينتهى من إنشائها في سبتمبر 2012م وستكون بداية إقامة المنطقة السكنية والتجارية في مدينة جازان الاقتصادية في شهر يونيو من عام 2009, ويكتمل بناؤها في شهر ديسمبر من عام 2013م . وكشف الجدول الزمني لتنفيذ المرحلة الأولى من مدينة جازان الاقتصادية أن بناء المرافق والخدمات العامة للمدينة سيبدأ من شهر سبتمبر من عام 2009م وتشمل هذه المرافق خدمات الرعاية الصحية ومراكز التعليم والمساجد إضافة إلى المرافق الرياضية والترفيهية . كما يجري العمل بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية لبناء مصفاة نفط داخل المدينة حيث تم الإعلان عن طلب العروض من قبل الوزارة وإعداد وثائق مواصفات المشروع كما تم تسليم الأرض للوزارة والاتفاق مع وزارة النقل على تغيير موقع الطريق السريع الذي كان يقطع المدينة . وخلال الفترة الماضية شهدت مدينة جازان الاقتصادية البدء في إنشاء أول مرحلة من مشروع ( عبر المملكة) وهو مصنع حديد الجنوب الذي يهدف إلى إنتاج الكتل الحديدية ( البليت) بطاقة إنتاجية قدرها مليون طن سنوياً وبتكلفة تقدر ب 1350مليون ريال ويوفر حوالي 400 فرصة عمل . كما تم الاتفاق على إنشاء مصهر الألمنيوم بقيمة 5 مليارات دولار وهو استثمار صيني دولي مشترك ( شالكو) الذي يمثل أكبر استثمار صيني خارج الصين وتم الانتهاء من تصميم المخطط الرئيسي التفصيلي لمدينة جازان الاقتصادية وتمت مراجعته ودراسته . ويمثل هذا الاستثمار الصينيى الاهتمام الكبير الذي تبديه الشركات الصينية بالاستثمار في مدينة جازان الاقتصادية . ورحبت الهيئة العامة للاستثمار بهذا الاهتمام مبينةً أن حجم الاستثمارات التي تم استقطابها للمدينة وتشارك فيها شركات صينية حتى الآن بلغ 25 مليار ريال سعودي حيث من المتوقع أن تؤدي مدينة جازان الاقتصادية دوراً رئيساً في مستقبل العلاقات الاستثمارية بين السعودية والصين يدعم ذلك توفر الطاقة والموقع الاستراتيجي لمنطقة جازان بالإضافة إلى الخبرات الكبيرة التي يتميز بها الصينيون في مختلف المجالات الصناعية ووجود الحاجة لدى الصينيين لبعض الصناعات المعتمدة للطاقة كالألمنيوم والحديد . وتركز مدينة جازان الاقتصادية على الصناعات الثقيلة ذات الاستخدام الكثيف للطاقة التي تعد الميزة النسبية الأولى للمملكة ومستفيدة كذلك من موقعها الاستراتيجي قرب أهم خطوط الملاحة الدولية على البحر الأحمر والمحيط الهندي الذي من شأنه أن يهيئ تلك الصناعات للتواجد في أوربا وآسيا وأفريقيا , كما توفر المدينة بتكامل مرافقها كافة الاحتياجات اللازمة لإقامة صناعات ثانوية مختلفة وخاصة في مجالات الزراعية والسمكية التي تتوافق مع الميزة النسبية للمنطقة , إضافة إلى توفير أعداد كبيرة من فرص العمل لأبناء المنطقة , حيث شملت المدينة عدة مناطق مخصصة لتدعم وتفعل الأنشطة ذات العلاقة ومن ذلك الأبحاث والتطوير التي خصصت لها مساحة مليوني متر مربع للقيام بأعمال الأبحاث والتطوير والمساندة وتقديم الخدمات المتخصصة للمنتجات المساندة . ويأتي إنشاء مدينة جازان الاقتصادية إيماناً من الدولة بأهمية التنمية الإقليمية المتوازنة لجميع مناطق المملكة وتنفيذاً لإستراتيجية الهيئة العامة للاستثمار التي تعتمد على إنشاء مدن اقتصادية متكاملة موزعة على مناطق المملكة في الشمال والجنوب والشرق والغرب حيث تنص استراتيجيتها في هذا الشأن على اختيار عدد من المواقع من بينها جازان لتكون نقطة انطلاق لصناعات تصديرية من المملكة كما يأتي كقرار استراتيجي لخدمة قطاع الأعمال المحلي والأجنبي في المملكة . وتتيح المدينة مجالاً كبيراً للشراكات الفاعلة بين المستثمرين السعوديين والأجانب وبخاصة في الصناعات المرتبطة بالطاقة حيث تعنى هذه الصناعة بزيادة الفعالية بالتوظيف الأمثل للموارد العالمية بما يوفر جميع الاحتياجات البشرية . وترتكز مدينة جازان الاقتصادية على الصناعات الثقيلة ذات الاستخدام الكثيف للطاقة التي تعد الميزة النسبية الأولى للمملكة مستفيدة من موقعها الاستراتيجي قرب أهم خطوط الملاحة الدولية على البحر الأحمر وقرب المحيط الهندي كما توفر المدينة بتكامل مرافقها كافة الاحتياجات اللازمة لإقامة الصناعات الثانوية المختلفة . وتقع مدينة جازان الاقتصادية على بعد نحو 50 كيلو متراً مربعاً شمال مدينة جازان بمساحة تبلغ أكثر (100) مليون متر مربع بطول 12 كيلو متراً مربعاً بمحاذاة الشريط الساحلي وعمق 8 كيلو متر . ومن المتوقع أن تستقطب المدينة استثمارات تزيد على ( 100 ) مليار ريال من الاستثمارات الصناعية والتجارية والسكنية وذلك بعد اكتمال إنشاء البنية التحتية في المدينة الأمر الذي سوف يساهم في توفير نحو 500 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة . وتحتوي المدينة على عدة أجزاء رئيسة منها الميناء الذي يتميز بموقعه الإستراتيجي بالقرب من مضيق باب المندب وإمكانياته الضخمة حيث سيكون الميناء البحري في مدينة جازان الاقتصادية والذي يحتل مساحة 3.3 ملايين متراً مربعاً أحد أكبر الموانئ في المنطقة . كما تحوي المدينة على منطقة الصناعات وقد تم تخصيص ثلثي مساحة المدينة للتطوير الصناعي تفصلها عن المنطقة السكنية منطقة عازلة بعرض 500 م وسيتم توفير أحدث التجهيزات الأساسية اللازمة للتطوير الصناعي من شبكات مياه التبريد والمياه المحلاة ومياه الصرف الصناعي والصحي وشبكات الطاقة الكهربائية بالإضافة لتجهيز الأراضي وشبكات الطرق وشبكات تصريف مياه الأمطار ومياه مكافحة الحريق . وتضم مدينة جازان الاقتصادية أيضاً مركزاً للخدمات اللوجستية وهو مركز إقليمي لتجارة وتخزين ونقل وتوزيع المنتجات الزراعية والسمكية والحيوانية لمنتجات المنطقة والدول المجاورة . ويشتمل المركز على مناطق توزيع ومستودعات بمختلف أنواعها لتخزين المنتجات تنفذ على أعلى المستويات الفنية . ومن أجزاء المدينة أيضاً تبرز محطة الطاقة والتحلية والتبريد التي تعتبر مجمعاً متكاملاً لإنتاج (4000) ميجاوات من الطاقة الكهربائية كمرحلة أولى وإنتاج المياه المحلاة بالإضافة إلى تزويد شبكة مياه التبريد بمياه البحر وإنتاج مياه المعالجة الصناعية . وستوفر مدينة جازان الاقتصادية من خلال المنطقة السكنية فيها أنماطاً معيشية مختلفة المستويات للآلاف ممن يعملون بها مما يهيئ فرصاً مميزة للتطوير العقاري والسكني والترفيهي والتجاري وتتوزع المساحات المخصصة للسكن في المدينة على الأحياء الرئيسة بالإضافة إلى الأحياء الخاصة بسكن العمال . وتتباين أنواع وأحجام المنشآت السكنية والتجارية التي سوف تقام في المنطقة السكنية حيث من المتوقع أن يسكن المدينة حوالي 250 ألف نسمة علاوة على حركة كثيفة من المستفيدين اقتصادياً من المدينة والذين يقطنون المدن والقرى المجاورة . وتقع في قلب المنطقة السكنية جزيرة مركز الأعمال وهي منطقة متعددة الاستخدامات تتضمن منشآت وتسهيلات متعددة ومتنوعة وتلعب دوراً رئيساً في رسم معالم الحياة العصرية التي سيتمتع بها قاطنو المنطقة الاقتصادية من السكان مثل الساحات والميادين وشبكات الطرق ومعابر المشاة وأماكن التنزه إضافة إلى المركز الحضاري الذي يضم جميع الأنشطة والمنشآت ذات الطابع الثقافي . ويتميز المركز بوقوعه بين المنطقة التعليمية ومنطقة الخدمات الصحية مما يعزز دوره في خدمة هذه المنشآت ويجعل للمنطقة الاقتصادية دوراً رئيساً في تعزيز النشاط الثقافي في منطقة جازان يضاف إلى ذلك احتواء المدينة على الكورنيش وحي الواجهة البحرية والمنطقة التعليمية والمنطقة الصحية .