تمثل كلية الطب في جامعة الباحة إحدى أهم الكليات العلمية التي تأتي ضمن سلسلة كليات في منظومة التعليم الجامعي، وهذه الكلية كانت يوما حلما يراود أبناء المنطقة، وهذه الكلية الحلم الذي أصبح اليوم واقعا ملموسا، يقصدها الدارسون من الطلاب والطالبات من مختلف أرجاء المنطقة. ولا يخفى على أحد أن إنشاء الجامعة في المنطقة، أحدث نقلة نوعية على مختلف المستويات العلمية والفكرية والثقافية، إذ أصبحت الأبواب مشرعة أمام أبناء المنطقة وبناتها، لتلقي العلم في مختلف التخصصات العلمية، وعلى أعلى المستويات، كما أسهمت الجامعة، إلى حد كبير، في تحقيق تطلعات أبناء وبنات المنطقة في تعليم جامعي نوعي ومتميز. عميد كلية الطب الدكتور عماد كوشك تحدث ل«عكاظ» عن دور هذه الكلية وأهدافها ورسالتها والهيئة التدريسية فيها، فقال بداية إن الكلية تعد من الكليات ذات النوعية المهمة التي تضمها الجامعة، وقد كانت مطلبا ملحا لأهالي المنطقة، مشيرا إلى أن الجامعة بادرت فور صدور الموافقة السامية، بإحداثها العام 1427 بالتهيئة لافتتاح كلية الطب، ضمن منظومة الكليات النوعية فيها، وبعد صدور قرار وزير التعليم العالي رقم (1357 / أ) بتاريخ 11/7/1429 المبني على توصية مجلس التعليم العالي في جلسته ال49 في تاريخ 2/4/1429 بالموافقة على إنشاء كلية الطب في جامعة الباحة، وبعد موافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي على ذلك، بدأ العمل على التهيئة لإنشاء هذه الكلية، التي تقرر أن تتكون من أقسام التشريح والكيمياء الحيوية ووظائف الأعضاء والكائنات الدقيقة والأدوية والأمراض والجراحة والباطنة والنساء والولادة والأطفال والأسرة والمجتمع. وأوضح أنه بعد ذلك، صدر قرار مدير جامعة الباحة بتاريخ 9/9/1429 بتشكيل لجنة تأسيسية لكلية الطب، التي عملت على التهيئة للبدء في الدراسة في الكلية، مشيرا إلى أنه من خلال اللجنة ثم مجلس الكلية، جرى رسم الخطط والأهداف والمنهج التي ستسير عليها الكلية، في أسلوب الدراسة وفي استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين في مختلف التخصصات المتاحة، وفي علاقاتها بالكليات المماثلة داخل المملكة وخارجها. وأضاف: عملت اللجنة على اختيار المبنى، وتوقيع اتفاقية تعاون مشترك مع جامعة الملك عبدالعزيز للاستفادة من خبراتها في مجال الاستشارات الاكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس، حيث تم اختياري للعمل عميدا للكلية، وعلى الفور باشرت عملي، بمتابعة توفير التجهيزات والامكانيات التي تتطلبها الكلية، التي بدأت الدراسة فيها مع بداية العام الجامعي 1430 / 1431ه، ليتحقق بذلك حلم الأهالي ويتحول حقيقة ملموسة. وقال إن رسالة الكلية تتمثل في مراجعة صياغة رسالة ورؤية كلية الطب، بما يتفق مع أهدافها الحاضرة والمستقبلية، وبما يتفق مع الأسس العالمية للرؤية والرسالة، لتكون خير معبر عن الكلية وأهدافها وموضحة بشكل مناسب وواضح لأهداف البرنامج وأولوياته، مشيرا إلى أنه تمت مراجعتها من قبل أعضاء هيئة التدريس في الكلية والإداريين وأساتذة خارجيين وذوي خبرة أكاديمية، كما تم تعريف الطلاب بها. وأوضح كوشك أن الخطة الاستراتيجية للكلية تهدف إلى ترسيخ مفهوم ومنهجية التطوير الأكاديمي والجودة الشاملة في الأجنحة الأكاديمية والإدارية والبحثية للكلية، ما يساهم في الوصول إلى نوعية متميزة من المخرجات في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وذلك من أجل الحصول على الاعتماد الأكاديمي الوطني ومن ثم العالمي. 23 عضواً لفت الدكتور كوشك إلى أن عدد أعضاء هيئة التدريس يبلغ 17 عضوا من القدامى، كما تم التعاقد هذا العام مع 7 من أعضاء هيئة التدريس الجدد ليصبح العدد 23 عضوا، إضافة لثلاثة محاضرين مبتعثين، اثنان منهم مبتعثان في مرحلة الدكتوراه في تخصصات دقيقة، فيما يبلغ عدد المعيدين 25 معيداً في تخصصات مختلفة، منهم 21 مبتعثاً إلى خارج المملكة للحصول على الزمالة في تخصصات مختلفة.