من المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها بعض الرجال بعد سن الخمسين، تضخم البروستات الحميد الذي يؤدي إلى حدوث مشكلات في التبول وفي وظيفة ممارسة العلاقة الزوجية. وغدة البروستات هي غدة صغيرة تقع بين عنق المثانة والقناة البولية، ويحتوي 70 في المائة من البروستات على غدد تفرز مواد لزجة تساعد على لزوجة القناة البولية وتحتوي على بعض المواد الداعمة للحيوانات المنوية. وأعراض تضخم البروستات مختلفة ومتعددة، ومن الممكن أن يشعر المريض بأحدها دون الأخرى وهي بصفة عامة تتمثل في ضعف تدفق البول، زيادة عدد مرات التبول، القيام عدة مرات ليلا للتبول، إحساس بعدم إفراغ المثانة بعد التبول، صعوبة الانتظار بعد الإحساس بامتلاء المثانة والرغبة في التبول وتأخر بداية خروج البول وبالذات صباحا. وبالطبع تتفاوت درجة شدة هذه الأعراض من مريض إلى آخر، لذلك يقوم طبيب المسالك البولية بتحديد درجة شدة هذه الأعراض. ولأن غدة البروستاتا هي الغدة التي تفرز السائل المنوي وهو السائل الذي تحيا فيه الحيوانات المنوية وتنتقل من خلاله، فإن إهمال علاج التهابات هذه الغدة قد يؤثر على الخصوبة والقذف، كما أن إهمال أو عدم علاج الالتهابات البكتيرية لهذه الغدة بالمضادات الحيوية المناسبة قد يتسبب في صعوبة التبول على المدى الطويل، وفي حالات الالتهاب الشديد غير المعالجة بكفاءة قد يحدث انتشار للبكتيريا عبر الدم إلى سائر الجسم. ويجب التأكيد على أن تضخم غدة البروستات ليس نوعا من الأورام الخبيثة ولذلك يسمى «بتضخم البروستاتا الحميد» ولا يعتبر أيضا من الأمراض التي تسبق الأورام الخبيثة أو تسببها، لذا فإنه لا داعي للقلق حين يعلم الرجل أن لديه تضخما حميدا بالبروستاتا، ولكن يلزمه متابعة طبيب المسالك البولية لعلاج أعراض تضخم البروستاتا ومنع مضاعفاته المستقبلية لا سمح الله. أما فيما يتعلق علاج البروستات، فإن الأمر يتوقف على التشخيص ودراسة الحالة، وهناك عدة خيارات للعلاجات حسب معطيات الحالة تبدأ بالمضادات الحيوية، المسكنات، مرخيات العضلات، العلاج الطبيعي حيث تفيد بعض التمارين الرياضية في إحداث نوع من الارتخاء والراحة عند بعض المرضى والعلاج بالنبضات الكهربائية والجراحة. وسلامة صحتكم. * استشاري الجراحة، رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة.