كشف ل«عكاظ» وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري تطبيق نظام لمعالجة قصور خدمات النظافة في العاصمة المقدسة قريبا، يعتمد على تقسيمها لأربع مناطق تسند لعدد من المقاولين، يمكن محاسبتهم ومراقبة أدائهم بدقة، موضحا أن أزمة النظافة التي شهدتها مكةالمكرمة أخيرا تسببت في تغيير عقود النظافة مع المقاولين على مستوى وزارة الشؤون البلدية والقروية، وألحقت بمقاول مكة غرامات كبيرة. وبين الخضيري لدى تدشينه برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي) في مقر الإمارة في مكة أمس بمشاركة طلاب المدارس، أنهم يسعون لتغيير الصورة السائدة لدى المجتمع بأن الإمارة (بعبعا) للناس، وتكريس المفهوم الحقيقي لها بأنها بيت لكل مواطن ومقيم يريد الحصول على حقه وإنصافه أو تقديم أي فكرة للارتقاء بالمنطقة، مؤكدا أن الهدف الأسمى من هذه الحملات هو الارتقاء بالإنسان وهو ما يحرص عليه أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وأكد أن أمانة العاصمة المقدسة لم تقدم الأعذار والتبريرات لما شهدته مدينة مكة خلال الفترة الماضية من تدن في الإصحاح البيئي، بل عالجت على الفور مشكلة 6500 عامل، كما فرضت عقوبات على المقاول وطبقت عليه الأنظمة المعمول بها. وقال: «إن ما شهدته مدينتا مكةالمكرمةوجدة فرض على المسؤولين عن قطاع النظافة ضرورة إعادة النظر في أسلوب النظافة في جميع مدن الممملكة، والانتقال من الأسلوب التقليدي إلى استخدام التقنية المتطورة، فضلا عن تغيير أسلوب إدارة جمع النفايات، وأخيرا تغيير أسلوب العقود وتجزئتها»، مبينا أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودا كبيرة لتطويق تسول عمال النظافة في الشوارع، ملمحا إلى أن المواطن هو المسؤول الأول فيها، فلو لم يجد ذلك العامل من يعطيه ويشجعه على التسول، لما انتشرت هذه الظاهرة. وأعلن تأسيس جمعية أصدقاء النظام، لتعزيز العمل الرقابي في المجتمع، واستحداث رقم موحد يتم الاتصال به للإبلاغ عن جميع المخالفات وتشارك فيه الجهات الحكومية وهي الإمارة، الأمانة، الشرطة، الدوريات، مراكز الأحياء، وإدارة التربية والتعليم. وذكر الدكتور الخضيري أن برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي) يتسق مع الاستراتيجية التنموية للمنطقة التي نفذتها الإمارة وتركز على بناء الإنسان لتحقيق تنمية المكان، لافتا إلى أنه جرى إدراج البرنامج ضمن فعاليات ملتقى الشباب الذي أطلقه أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، لأنه يتسق مع الرسالة التي يتبناها الملتقى وهي الشعور بالمسؤولية واحترام النظام. وأفاد أن رسالة الملتقى تمثل نتاج مشروع متكامل تبناه الأمير خالد الفيصل في هذا العام لنشر ثقافته في المجتمع بالتعاون مع الإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والإعلام، موضحا أنه سيكون هناك مشاركة فاعلة للشباب من المدارس والجامعات من خلال ملتقى الشباب. وأضاف الدكتور الخضيري: «أكد الشباب في انطلاقة الملتقى أمام أمير المنطقة بأنهم صناع المستقبل، حيث سأشاركهم الأسبوع المقبل في حملة نظافة ميدانية بمكة»، لافتا إلى أن برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي) هو إحدى مخرجات برنامج تعزيز المفاهيم النبوية الذي تتبناها وزارة التربية والتعليم. وشدد على أهمية أن تتحول نظافة مكة من مجرد القول إلى الفعل، لتكون أقدس بقعة في الأرض هي أنظف بقعة فيه، موضحا أن برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي) يهدف إلى تعزيز العمل الجماعي التطوعي المستدام ونقل ثقافة ومفهوم أن النظافة مسؤولية الجميع، وضرورة غرسها في النشء، خصوصا طلاب المدارس، كما أنه يكرس مفهوم العمل الميداني وممارسته ليشعر المواطن والمقيم أخيرا بمعاناة العاملين في الميدان، كاشفا أن تكلفة التقاط النفايات فقط تستقطع نحو ثلاثة مليارات ريال، متسائلا بالقول: «ماذا لو سخرنا هذه الميزانية لمشاريع أخرى ؟». وأشار إلى أن برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي) يتضمن التوعية بأخطار سوء النظافة وآثارها على البيئة، ويهدف لتعزيز العمل الجماعي بين الإدارات الحكومية، وصولا إلى التوعية بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، مطالبا بتغيير المفهوم الخاطئ المتضمن أن الممتلكات العامة هي ملك للدولة، لأنها في الأصل ملك لنا جميعا. وأوضح أن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري التي تبنتها إمارة منطقة مكة، ستشمل هذا العام قطاع المعتمرين، وهو حملة تتطور كل عام وسجلت نجاحات في التوعية في أخطار السلوكيات الخاطئة مثل سوء النظافة. ودعا إلى تفعيل دور مراكز الأحياء في هذا الجانب من خلال حث جميع الأهالي للمشاركة في نظافة الأحياء، مؤكدا على ضرورة مشاركة منبر المساجد في تفعيل استراتيجية المنطقة الخاصة ببناء الإنسان. وحض الدكتور الخضيري على ضرورة وجود شراكة فعالة بين كل شرائح المجتمع لإنجاح حملة (المسؤولية واحترام النظام) والمتزامن مع فعاليات ملتقى شباب مكة الذي دشنه الأمير خالد الفيصل، لافتا إلى أنه سيجري إنشاء فريق للنظام مهمته المحافظة على النظام ونشره من خلال الإبلاغ عن كل الحالات المخالفة. وأعلن مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد السلمي أن نحو 40 ألف طالب يشاركون في برنامج (نظافة مكة مسؤوليتي)، مشيرا إلى أنه يعتبر إحدى المبادرات التي تنفذها إدارته لتحقيق المشروع الذي يتبناه الأمير خالد الفيصل والخاص بالشعور بالمسؤولية وحماية النظام، من خلال تعزيز العمل المجتمعي والجماعي وصولا إلى مجتمع واع ومثالي يشعر بأن المسؤولية جزء لا يتجزأ.