لاتزال مئذنة الجامع الكبير «جامع الشيخ محمد بن عثيمين» تحمل أصالة التاريخ وعبق الماضي رغم التحديث الذي طرأ على الجامع، حيث تم بناؤه على نفقة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله وظلت المنارة الطينية على وضعها وفي مكانها تشارك الجديد في الآذان، حيث مايزال يعلو منها صوت الحق مع المنابر الجديدة، وتعد هذه المئذنة من أقدم المنارات في المملكة؛ لأنها قل أن توجد مثلها بل ينعدم أن توجد منارة بطولها مبنية من الطين الخالص، ويعود تاريخها إلى عام 1307ه ويبلغ ارتفاعها 23 مترا وقد قام ببناء هذه المنارة رجل يقال له ابن صويلح بمبلغ وقدره ستون ريالا فرنسياً. وذكر الشيخ إبراهيم الريس رحمه الله المؤذن السابق بالجامع أن ابن صويلح رحمه الله حينما ينهمك بالعمل فإنه يعمل بسرعة مذهلة ودقة متناهية وكان يعاونه النودلي والغشام، وتتكون المئذنة من أربعة أدوار استغلت استغلالا جيدا، حيث خصص الدور الأرضي لتدريس الناشئة دروس القرآن الكريم وبعض العلوم النافعة وفي الدور الثاني يدرس فيه العلماء الطلاب المتقدمون في السن ويوجد في هذا الدور غرفة مخصصة للاعتكاف وكان آخر من استخدمه الشيخ صالح عثمان القاضي رحمه الله، وفي الدور الثالث كان فيه متسع للجلوس ويتوفر فيه موقد النار ويستخدم للجلوس البعيد عن الرسميات، ويذكر أن هذه المنارة تصدعت عام 1368ه بسبب الأمطار ولم ترمم إلا في عام 1382ه عندما كان الشيخ محمد العثيمين إماما للجامع خلفا للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمهما الله حيث كلف الشيخ العثيمين رحمه الله عبدالعزيز البادي رحمه الله الشاعر المعروف ببناء المنارة بعد التصدع وقد كانت هذه المنارة مركز إشعاع علمي حيث عايشت الكثير من العلماء الأجلاء.