في إحدى خيام مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن الذي يستقبل أكثر من 120 ألف لاجئ، يقول علي البرداني الذي لجأ إلى المملكة مع أولاده وأحفاده إنهم يعانون ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء. «الحياة هنا صعبة، ونحن نعاني الأمرين»، بهذه الكلمات يلخص الرجل التسعيني حياته في المخيم على بعد 85 كلم من عمان، في محافظة المفرق الحدودية مع سورية. والبرداني من بلدة طفس التي تبعد 10 كلم عن درعا. ودخل الأردن قبل نحو شهرين مع أولاده الثلاثة وزوجاتهم وأحفاده العشرين. ويضيف البرداني «أنا مريض وابني الكبير مريض وحتى بعض أحفادي مرضى، ماذا عسانا أن نقول غير الحمد لله على كل حال». ويوضح أنهم غادروا سورية بسبب القصف بعد أن «تحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق». والبرداني واحد من من مليون لاجئ تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنهم فروا إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر ودول شمال أفريقيا وأوروبا جراء النزاع الدائر منذ سنتين. ويستضيف الأردن 436 ألف لاجئ يتوقع أن يرتفع عددهم بنهاية 2013 إلى نحو 700 ألف، في حال استمرار الأزمة. ويقول محمد أمين (29 عاما) المنتسب للجيش السوري الحر والذي فر إلى الأردن قبل شهرين ونصف «نحن نفتقد لكل شيء». ويضيف أمين وقد أحاط به أطفاله الأربعة «قاتلت مع الجيش الحر منذ بداية الثورة، لكن عندما بدأت القذائف تنهمر على طفس ولم يبق فيها سوى 5 آلاف من أصل 50 ألف شخص، لم يكن أمامي من خيار سوى أن أهرب مع عائلتي». ويروي أحمد مفلح (75 عاما) «دمرت بيوتنا. القصف العشوائي لا يرحم الصغير ولا الكبير. قتل الكثير أمام أعيننا في الشارع، لذا قررنا الهروب». وفي شارع المخيم الرئيسي، يقف الصبي محمد أحمد (14 عاما) قائلا إنه لا يذهب لمدرسة المخيم لأنه مضطر للعمل لمساعدة والده في إعالة ثمانية أطفال بعد وفاة والدته أثناء الولادة قبل أربعة أشهر.