«هل من مزيد».. هو لسان حال طريق الهدا الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام، فيما لا يزال قصة لم تجد نهاية حتى اللحظة، ورقما صعبا لوزارة الطرق والنقل، حيث كلف خزينة الدولة مئات الملايين منذ عدة عقود من الزمن، وتعاقبت عليه كبريات الشركات، ومع كل كارثة تقع بعد كل مشروع، يفاجأ الجميع بإغلاقه والإعلان عن مشروع جديد. وفي مرحلته الأخيرة التي جاءت وفق أعلى المواصفات وأغلق من أجل تنفيذها عدة سنوات شهد بعدها ما يزيد على 20 إغلاقا بسبب تساقط وانهيارات الصخور المتبقية من آثار العمل السابق ومنها ما لم تجد الأمطار والسيول صعوبة في جرفها وتساقطها على رؤوس المسافرين، وحفلت سجلاتها بخسائر في الارواح والممتلكات وتكبد ما يزيد على 500 مرفق سياحي وخدمي خسائر مادية ومعنوية. وبحسب تقارير سابقة؛ شهد طريق الهدا العديد من الحوادث المرورية جراء الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار والسيول خلفت عددا من الخسائر في الأرواح والإصابات، منهم من هو معاق، ومنهم من لا يزال ملازما للسرير الأبيض، بخلاف الخسائر المادية والمركبات. ومن جهة ثانية، قدر عدد من رجال الاعمال والمستثمرون حجم الخسائر التي يتكبدونها دائما جراء الاغلاقات التي يشهدها الطريق بفعل الصخور بالملايين. وذكروا أن ما يزيد على 500 مرفق سياحي وخدمي تواجه أزمات الاغلاق منذ زمن بعيد ودائما مهددون بحالات من الركود ومزيد من الخسائر المادية والمعنوية. عدد من المواطنين عبر عن استيائه من طريق الهدا، حيث أكد أبو فهد أن مشكلة تساقط الصخور تتفاقم منذ الأزل، لافتا إلى أنها لن تنتهي، لأن تكسير الجبل كان بطريقة عشوائية وغير مدروسة، محملا الشركة السابقة إصلاح الطريق وصيانته. واعتبر عبدالعزيز العتيبي أن قصة طريق الهدا قصة طويلة ممتدة لآلاف السنين، ولم تنته بعد، فهي حبلى بالمعاناة والإغلاقات المتكررة فبات الرهان على عدم إغلاقه وتفادي أخطاره بيد الوزارة، أو أن تعلن عدم استطاعتها، وهنا لا بد من وضع حل جذري ومعاقبة كل من أسرف وأهدر الملايين. وأوضح زايد الروقي أن طريق الهدا حسب الروايات والقصص يعتبر شبيها بقصص ألف ليلة وليلة، فنسمع ونشاهد مشروعات ضخمة وجبارة تكلف الدولة مئات الملايين ولكن يبقى اغلاق الطريق هو الرقم الاصعب في تاريخ وزارة النقل حتى الآن. ولم يخف محمد القرشي ملله من عمليات الإغلاق والمشاريع المتتابعة التي لم تضع ضمانات حقيقية لعدم إغلاق الطريق. ميدانيا، تقوم احدى الشركات المنفذة بعملية تنظيف الجبل ونقل الصخور المتحركة والقطع الصخرية من بقايا العمل السابق وعمل مصدات اسمنتية بعد تكسر عدد منها وتبلغ تكلفة المشروع الجاري نحو 6 ملايين ريال بعد ترسيته على الشركة من قبل الوزارة. وقد بدأ العمل في الاسبوع الماضي وحددت الوزارة له مدة عمل بواقع ثمانية اشهر الا انه تم ضغطه تجاوبا مع نداءات التجار ورجال الاعمال والاهالي والمسافرين وأهمية ما تستدعيه الضرورة فتم تقليص مدة انجازه الى اربعة أشهر يفتح خلالها كل اربعاء وخميس وجمعة ليرسب في اول امتحان لافتتاحه يوم الاربعاء الماضي وكادت تسبب الصخور المفاجئة خسائر في الأرواح. وكان وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري عقب افتتاح المرحلة الاخيرة من طريق الهدا التي يبلغ طولها 12 كلم كشف في بيان صحافي سابق انها أنجزت بتكلفة اجمالية بلغت 218 مليون ريال ويتكون المشروع من طريق مزدوج بمسارين لكل اتجاه واكتاف وحواجز خرسانية بمسارين في المنتصف وعلى جانبي الطريق اضافة الى جسر مزدوج لكلا الاتجاهين على وادي المعسل، وقد تمت ازالة الجسر القديم وتنفيذ جدران استنادية وعبارات صندوقية واعمال حمايات وتصريف لمياه الامطار وأعمال لتثبيت ميول القطع الصخري باستعمال براغي التثبيت والمراسي والشبكات السلكية المرشوشة بالخرسانة والسياج لكبح تساقط الصخور، مشيرا الى انه تمت انارة الطريق بكامله من خلال تركيب ما يقارب 400 عمود انارة كما يبلغ عدد الحواجز الخرسانية على جانبي الطريق ووسطه ما يقارب 15 ألف حاجز خرساني علاوة على فتحات دوران ومواقف جانبيه للطوارئ، لافتا إلى تنفيذ المشروع وفق احدث المواصفات ويعد من الشروعات المهمة والضرورية التي تقوم بدور كبير لتسهيل الحركة المرورية والاسهام في انعاش النشاط الاقتصادي بمدينة الورد والمناطق القريبه منها. تكسير عشوائي للجبل عبر المواطنون عن استيائهم من طريق الهدا حيث أكدوا أن مشكلة تساقط الصخور تتفاقم منذ الأزل، في إشارة إلى أنها لم ولن تنتهي، وعزوا ذلك إلى أن تكسير الجبل كان بطريقة عشوائية وغير مدروسة، محملين الشركة السابقة إصلاح الطريق وصيانته.