حذرت منظمة الصحة العالمية من التساهل مع أي حالات يشكو أصحابها من الحمى والسعال وصعوبة في التنفس، وبما يشكل حالات اشتباه بالإصابة بفيروس (كرونا)، خاصة وأن أعراض الفيروس الجديد تتقاطع مع حالات مرضية أخرى أو تتشابه معها ويصعب تمييزها بسهولة. وعممت المنظمة على جميع وزارات الصحة في كل دول العالم بتفعيل الخطط الوقائية واتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية بشأن فيروس (كرونا) بالرغم من أن الوفيات المسجلة لم تتجاوز 14 حالة وفاة على مستوى العالم. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس الإكليلي الجديد لا يمكنه الانتقال بسهولة من شخص لآخر، إلا أن المخاوف التي أبداها الأطباء المختصون تكمن في قدرة الفيروس الجديد في التحور الجيني. سلالة كرونا ورأت الأستاذة بجامعة طيبة والمتخصصة في المجال الجزيئي للأمراض الفيروسية وعضو الأكاديمية البريطانية للعلوم الطبية الجزيئية والجمعية الأمريكية والأوروبية لأمراض الكبد الدكتورة إلهام طلعت قطان أنه من المهم معرفة أن جميع الفيروسات لها القدرة على التمحور أو التطفر والتنقل بين الأنواع المختلفة داخل العائلة الواحدة، مما أكسبها القدرة الفتاكة على قتل المصاب إذا كان يتمتع بمناعة ضعيفة، لذلك من المفيد أخذ فكرة عن السلالات الأخرى التابعة ل(الكرونا) والتي تصيب الحيوانات، حيث كنا في السابق نؤمن بتخصصية الفيروس، إلا أنه مع ظهور الحالات الجديدة وتغير السلالات، فإن هذه الظاهرة بدأت في الاضمحلال تدريجيا إلى أن أصبح الفيروس الحيواني والبشري لهما القدرة على الاتحاد لتكوين سلالات جديد أشد فتكا وإصابة من السلالات الأمية كما هو الحال في فيروسات الأنفلونزا التي رأينا تعددها وتشكلها مؤخرا. وأشارت الدكتورة قطان إلى أن منظمة الصحة العالمية بينت عقب تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) وانتشاره في آسيا، بالإضافة على حالات ثانوية في أماكن متفرقة من العالم، أن فيروس التاجي (كرونا) التي حددها عدد من المختبرات، وكانت العامل المسبب لمرض السارس كان اسمه رسميا (التاجي فيروس السارس)، وأدى وباء السارس إلى إصابة أكثر من 8000 بالالتهابات، ونحو 10 في المائة منها أسفرت عن وفيات، وبعد ذلك أصبح هناك اهتمام ب(الكرونا) في مجال علم الفيروسات لسنوات عديدة حيث صنفها العلماء وعرف من ال(كرونات البشرية). وخلصت الدكتورة قطان إلى القول: «يعتقد أن يكون هناك نوع جديد من فيروس ال(كرونا) التاجي الناتج عن التحور الجيني بينه و بين فيروس (السارس) تم اكتشافه في قطر والمملكة وبعدها أصدرت منظمة الصحة العالمية إنذارا تبعا لذلك، وقامت هيئة الأطباء والباحثين للعمل من جديد وطلب ميزانيات للصرف والبحث علهم بذلك يستطيعون السيطرة على السراب». طرق الانتقال أما أستاذ الميكروبات الطبية ومكافحة العدوى المساعد بكلية الطب بجامعة الباحة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني فيقول: «تتشكل فيروسات (كرونا) من مجموعة فيروسات من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي لمختلف الأعمار، وسميت كذلك لأنها تظهر تحت المجهر الإلكتروني على شكل تاج، مبينا أن هذه المجموعة من الفيروسات تنقسم إلى ثلاثة أجناس رئيسية كل جنس يحتوي على فصائل مختلفة من الفيروسات تختلف فيما بينها من حيث المرض وشدة الإصابة ونوع الإصابة. وأضاف: «يتسبب هذا الفيروس في التهابات تنفسية وعصبية وهضمية من خفيفة إلى متوسطة أو شديدة في بعض الأحيان في كل من الإنسان والحيوان على حد سواء، وإن كانت السلالات التي تصيب الإنسان محدودة في أربع إلى خمس سلالات فقط تصيب الجهاز التنفسي بشكل محدد، وتأخذ هذه المجموعة من الفيروسات فترة حضانة تتراوح من يومين إلى سبعة أيام حتى ظهور الأعراض، وفترة الإصابة تتراوح من أربع أيام إلى أسبوعيين وعادة يشفى المريض تلقائيا دون إي علاج، في حال عدم حدوث مضاعفات إلا أن حدة المرض قد تزداد في كبار السن، المرضى ناقصي المناعة والمصابين بأمراض مزمنة، بسبب المضاعفات التي قد تصيب الرئة والتي تلزم العلاج داخل المستشفى». وحول التشخيص يمضي الدكتور حلواني قائلا: «يتحدد المرض فقط بالتحليل المصلي في المختبر للبحث عن الأجسام المضادة في الدم أو الكشف عن وجود الفيروس للإفرازات الأنفية أو البحث وجود الفيروس عن طريق تأثيره على الخلايا الميكروسكوبية الحية، ولا يتم تشخيص هذا الفيروس في مختبرات المستشفيات العامة بل في المختبرات الكبرى ومختبرات الأبحاث». وعن العلاج أكد الدكتور حلواني قال: «لا يوجد هناك علاج خاص للمرض، ولكن تتم السيطرة على الأعراض المصاحبة بالأدوية والمضادات الحيوية في بعض الأحيان للوقاية من الالتهابات البكتيرية الناتجة عن المضاعفات».