تلقت أسرة الشاب محمد فالح الصميلي السبيعي في محافظة رماح التابعة لمنطقة الرياض نبأ مقتله في مدينة حلب السورية يوم الثلاثاء الماضي. وأكد والد القتيل ل«عكاظ» أن محمد غادر المملكة دون علم أسرته قائلا: «لم نتبلغ بغيابه إلا بعدما اتصل بزوجته لاحقا، مدعيا لها أنه ضمن فريق إغاثي للشعب السوري، وبعدها انقطعت أخباره لتتلقى الأسرة خبر مقتله في العاشرة من مساء الثلاثاء الماضي»، مشيرا إلى أنهم تثبتوا من خبر مقتله. وكشف عبدالله الأخ الأكبر للقتيل بأنهم تلقوا الخبر من خلال مكالمة من أحد الأشخاص يدعى أبوبكر الحربي، مضيفا: «من هول الفاجعة أخذنا رقم الجوال وبدأنا نتصل عليه مرارا وتكرارا لكن الخط دائما إما مشغول أو مغلق أو رنين دون رد، ولم نصل إلى صوت صاحب الجوال، ولم نتيقن من مقتله إلا بعدما عثرنا على صورته متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكرر عبدالله تأكيدات والد محمد بأن أخاه غادر المنزل منذ نحو شهر دون إبلاغ أحد، مشيرا إلى أنه كانت من الملتزمين وليس لديه أي سلوك غريب يلحظ عليه، بل كان قريبا من الجميع بأخلاقياته وله مشاركات خيرية، ولم يعلن يوما ما أنه يريد الذهاب إلى الأماكن المضطربة في الخارج، أو حتى نيته السفر إلى أي دولة خارجية. وقال فلاح مجلاد فويجح السبيعي خال الفقيد «تلقيت اتصالا هاتفيا مساء يوم الثلاثاء الماضي من شاب سعودي يدعى أبو بكر الحربي يبلغني بمقتل محمد يرحمه الله في مدينة حلب، ثم انقطع الاتصال معه قبل أن يكمل حديثه معي، وبالتالي لم نعرف المزيد من التفاصيل». وأضاف «غادر محمد المملكة قبل حوالي شهر، وتلقينا لاحقا اتصالا منه يفيدنا بأنه موجود ضمن فريق اغاثي على الحدود التركية السورية، ثم انقطعت أخباره حتى ذلك الاتصال الذي يبلغنا بمقتله، وقد نزل الخبر على والديه وزوجتيه وأبنائه كالصاعقة، حيث لم يكن أحد من أسرته يتوقع أنه ينوي الذهاب إلى سوريا». وأشار السبيعي إلى أن الفقيد كان يعمل مؤذنا في أحد مساجد رماح، كما كان يعمل في مغسلة الموتى، ولم تبد عليه أي أفكار أو توجهات تشير إلى أنه يمكن أن يذهب إلى سوريا أو غيرها للقتال، مضيفا «كان سفره إلى سوريا مفاجأة لجميع أفراد أسرته، وكانت الفجيعة أكبر بعد وصول نبأ مقتله». يذكر أن محمد بن فالح من قبيلة سبيع عمره 27 عاما، متزوج من ثلاث نساء الأولى مطلقة رزقه الله منها بولد عمره 6 سنوات والثانية رزق منها بثلاث بنات والثالثة حامل بانتظار مولود، ويعمل إماما لمسجد بمحافظة رماح إضافة إلى تطوعه في غسيل الموتى. والغريب في الأمر أن خبر مقتل محمد مثل تغيرا في قضية أخيه سعد الذي كان يقبع في السجن منذ أكثر من 18 شهرا، في حق عام، حيث أعلن أحد أبناء عمومته في مجلس عزاء محمد التنازل عن سعد أمام والده. كان الشيخ سراج الزهراني صاحب تجربة سابقة في القتال بأفغانستان قد حذر الشباب في حديث موسع أجرته معه «عكاظ» في شهر شوال من العام الماضي، من مغبة الانسياق خلف الدعوات الرامية لدفعهم إلى السفر والقتال في سوريا، لما يجلبه ذلك من مشكلات جمة كما حدث من قبل أبان القتال في أفغانستان.وقال الزهراني «بداية على الشباب أن يعلموا جيدا ومن منطلق شرعي أنه لا يجوز الذهاب إلى سوريا أو غيرها دون إذن ولي الأمر، وعلى الأسر الانتباه إلى أبنائها من مغبة استدراجهم إلى المواقع الساخنة في العالم، ومن ذلك الذهاب إلى سوريا».