أعرب نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو المندوب الدائم للمملكة الدكتور زياد بن عبدالله الدريس ل«عكاظ» عن تفاؤله بقبول منظمة اليونسكو لتسجيل موقع جدة التاريخية ضمن لائحة التراث العالمي. وكشف عن أنه سأل أحد خبراء اليونسكو عن تقييمه لمستوى ملف جدة التاريخية هذه المرة، فأكد له أن الملف اختلف من حيث المحتوى والقيمة عن المرة السابقة. وحول الخطوات التي قطعها الملف على صعيد تقديمه لمنظمة اليونسكو، أوضح أن هيئة السياحة والآثار تولت إعادة تجهيز ملف جدة التاريخية، بالتعاون مع إمارة منطقة مكةالمكرمة، تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار. وأضاف أن المندوبية الدائمة للمملكة في اليونسكو تسلمت الملف في شهر فبراير الماضي، وسلمته مباشرة إلى المسؤولين في مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو بصفة رسمية، وتم قبول الملف مبدئيا من حيث جاهزية مضامينه ومحتوياته، وقال الدريس: «سيأخذ الملف الدورة الاعتيادية كأي موقع يجري تسجيله في لائحة التراث العالمي، وخلال ذلك سيتم فحص مكوناته والتأكد من اكتمال عناصره»، وأشار إلى أن الخطوة التالية في دورة فحص الملف ستتمثل في إرسال خبير عالمي في غضون شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين لمعاينة موقع جدة التاريخية وكتابة تقرير عنه، ثم يلي ذلك فحص مجموعة من منظمة الأيكوموس (ICOMS) لتقرير الخبير الزائر لموقع جدة التاريخية ووضع توصياتها بتسجيل الموقع أو عدم تسجيله، وقال الدريس: «سيتم الإعلان عن قرار الأيكوموس في الأغلب خلال شهر أبريل من عام 2014م، لكن يبقى القرار النهائي والحاسم هو للجنة التراث العالمي التي ستعقد اجتماعها في شهر يونيو من عام 2014م، أي بعد 15 شهرا من التاريخ الحالي». وعن مكونات ملف جدة التاريخية، قال المندوب الدائم للمملكة في اليونسكو: «مكونات الملف عبارة عن عناصر خرائطية وكتابية وإلكترونية لتوصيف موقع جدة التاريخية والمنطقة المحيطة به وحدوده بالنسبة لمدينة جدة وموقعها بالنسبة لرقعة المملكة». وأضاف: «تتعمق مكونات الملف في توصيف البدايات التاريخية للموقع وأهميته التراثية وقيمته المعمارية»، وحول صور وأشكال التعامل بين اليونسكو والمملكة في إعداد الملف، أكد الدريس أن الاستعانة بخبراء اليونسكو دائما ما يكون عقب تسجيل الموقع، موضحا أن المملكة استعانت بخبراء لهم علاقة تعاون مع منظمة اليونسكو، حيث تتوفر لديهم الدراية الكافية بالمتطلبات التي تعزز قبول تسجيل الملف في لائحة التراث العالمي. وحول المعاير التي تشترطها اليونسكو لتسجيل المواقع الأثرية على لائحتها للتراث العالمي، ذكر الدريس أن هناك ستة معايير للتراث الثقافي هي: أن يمثل الموقع تحفة عبقرية خلاقة من صنع الإنسان، وأن يمثل إحدى القيم الإنسانية الهامة والمشتركة لفترة من الزمن أو في المجال الثقافي للعالم، سواء في تطور الهندسة المعمارية أو التقنية، أو الفنون الأثرية، أو تخطيط المدن، أو تصميم المناظر الطبيعية، وأن يمثل شهادة فريدة من نوعها أو على الأقل استثنائية لتقليد ثقافي لحضارة قائمة أو مندثرة، وأن يكون مثالا بارزا على نوعية من البناء، أو المعمار أو مثال تقني أو مخطط يوضح مرحلة هامة في تاريخ البشرية، وأن يكون مثالا رائعا لممارسات الإنسان التقليدية في استخدام الأراضي، أو مياه البحر بما يمثل ثقافة (أو ثقافات)، أو تفاعلا إنسانيا مع البيئة، وخصوصا عندما تصبح عرضة لتأثيرات لا رجعة فيها، وأخيرا أن يكون مرتبطا بشكل مباشر أو ملموس بالأحداث أو التقاليد المعيشية، أو الأفكار، أو المعتقدات، أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة.