طالب المشاركون في الندوة الحوارية "الحق في المعرفة" بتأسيس قاعدة وطنية لتعميم المعرفة على قدر متساو بين مناطق المملكة بغية التحول نحو الهدف الأسمى للمملكة في الوصول لمجتمع المعرفة عام 1444م. ووضعت الندوة التي عقدت مؤخرا في المنطقة الشرقية الكثير من التساؤلات والمحاور منها؛ هل المعرفة تقود في محصلة الأمر إذا منحت للجميع إلى ممارسة عاملة لمواطنة مدنية مسؤولة؟، وهل من حقها أن تخرج وتمتد من إطار محدد وصولا للمجتمع؟،وهل يمكن تحويل الحاجة إليها من مجرد ضرورة موضوعية إلى قناعة ذاتية؟، وأين دور الاستراتيجية الوطنية نحو مجتمع المعرفة؟، هل وضعت في أهدافها مفهوم البناء المعرفي المتكامل الغير منقوص لتحسين المستوى والرقي بالمجتمع كوحدة متكاملة ؟، وماذا عن بناء المؤسسات المعرفية هل تم منحها لجميع أطياف المجتمع؟ وغيرها من التساؤلات التي شارك في الإجابة علها نخبة من رجالات الفكر والثقافية والإعلام وذلك للمناقشة والمداولة العلمية والثقافية نحو موضوع واقع القراءة ومجتمع المعرفة وطرق توزيعها . ويؤكد أحمد المليكي، والدكتور سلمان الدحيلان، أن الجيل اليوم يحتاج للمزيد من وسائط المعرفة حتى يتمكن من بناء الشخصية الحقيقة لمواجهة التحديات، فيما يرى الدكتور والناقد محمود الحليبي أن المعرفة يجب أن تحمل رؤية خلاقة نحو بناء مجتمع منتج ونافع ولن يتحقق هذا التكامل إلى بمنح أدوات المعرفة المزيد من الاهتمام من حيث إقامة حاضنات علمية تسهم في بناء المجتمعات . في الاتجاه ذاته، يرى الكاتب في صحيفة اليوم فرحان العقيل أنه من الضروري أن يكون هناك توزيع عادل للمعرفة بين مناطق المملكة وأن يكون هناك تساوي وذلك من خلال بناء مراكز ومكتبات عامة تزود المجتمع بكل عناصر المعرفة . وحول حق المرأة في الاستفادة من المكتبة العامة بما يحقق لها المعرفة، قال مدير المكتبة العامة بالخبر إبراهيم حسين الشيبان: "المكتبة كغيرها من المكتبات في المنطقة الشرقية تقدم خدماتها لجميع الفئات الراغبين في الإعارة والقراءة والاطلاع وتسعى المكتبة إلى استكمال النواقص"، وأضاف "النساء الآن يرتدن المكتبة مع أولياء أمورهن بعد موافقة وزير الثقافة والإعلام في الخطط المستقبلية للمكتبة سيتم توظيف العنصر النسائي حتى يتسنى لهن الحضور في أوقات معينة". من جهته، قال الدكتور سعد بن إبراهيم الخلف نائب رئيس مجموعة الرواد رئيس فريق الدراسة الوطنية المتعلقة بالقراءة ومجتمع المعرفة والتي جاءت بمبادرة من ارامكو السعودية: "الدراسة جاءت لتحقيق التوصيات اللازمة لصياغة مبادرة وطنية وأخرى محلية على مستوى المناطق الإدارية في المملكة بهدف النهوض بمستوى المعرفة لدى المجتمع السعودي واستشراف المستقبل في أشكال ووسائل التزود بالمعرفة وما يتطلبه ذلك من تغييرات تساهم في المضي قدما لتحقيق الهدف الأسمى وهو الوصول إلى مجتمع المعرفة"، مبينا ان المشروع يهدف إلى عدة أهداف مركزية منها الكشف عن اتجاهات القراءة في المجتمع السعودي وأنماطها وكذلك التزود بالمعرفة ووسائلها لمختلف الفئات العمرية والاجتماعية، والتحديات والفرص الناشئة نحو الاندماج في مجتمع المعرفة وإشكاليات المحتوى المعرفي العربي وفجواته". أما المشرف على الدراسة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بارارمكو خالد السلمي فقال: "تناقش الدراسة عدة محاور منها اتجاهات القراءة في المجتمع السعودي وكذلك مصادر التزود بالمعرفة لمختلف الفئات والتحديات والفرص الناشئة نحو الاندماج في مجتمع المعرفة وإشكاليات المحتوى المعرفي العربي وفجواته".