لم تظهر الفرق السعودية في مشاركاتها الخارجية في مباريات اليومين الماضيين بالشكل المطلوب الذي يتواكب مع طموحات وتطلعات الجماهير السعودية باستثناء الأهلي والشباب اللذين كانا في الموعد أمام الغرافة والجيش. وحينما يكون الحديث عن الأمور الفنية فإننا يجب أن نشخص واقع تلك الفرق من الناحية الفنية للوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء ذلك. أما من حيث تجاوز دور المجموعات للفرق المشاركة في البطولة الآسيوية فهو أمر شبه مؤكد نظرا لتقارب مستويات وسهولة دور المجموعات حينما نستثني الاهلي، ليس لأنه قدم ذلك المستوى المغاير للبقية ولكن لأنه حقق الأهم وهي الثلاث نقاط. ولأن الأهلي لديه البديل الجاهز والمؤثر خصوصاً بعد عودة الجيزاوي ودخول ياسر الفهمي فترة التأهيل الأخيرة مما سيشكل دعامة كبيرة للفريق في الفترة القادمة فهو يملك الحضور الأكثر. واستطاع الاهلي أن يسيطر على معظم مجريات اللقاء الذي أداره ياروليم باقتدار كبير وتقدم بخطوة جيدة في اول مباراة أمام منافس عنيد ومرشح قوي. في المقابل هلال زلاتكو خسر أمام العين خسارة ثقيلة فلم يوفق المدرب في قراءة المباراة إضافة للأخطاء الكثيرة في التمرير والتحرك والمساندة، إضافة إلى ان اللاعبين لم يظهروا بمستوياتهم وعدم استفادة الهلال من اللاعبين الأجانب وجميعنا يتذكر تأثير اللاعبين الأجانب مع الهلال في فترات ماضية. فأجانب الهلال لم يصنعوا الفارق ويبدو ان تأثير النهائي واللعب 120 دقيقة في نهائي كأس ولي العهد واللعب خارج أرضه أمام فريق كبير مثل العين كلها عوامل ساهمت في خسارة الهلال، ولكن الهلال قادر على التعويض والتأهل من دور المجموعات بشكل مريح. فيما الاتفاق من جانبه وضح عليه التأثر من كثرة التغييرات والانتقالات من وإلى الفريق مما أضاع هوية الفريق الذي كان في الموسم الماضي يقدم أفضل المستويات. النصر أمام العربي الكويتي لم يكن هو ذاك النصر الذي شاهدناه في الآونة الأخيرة ويبدو ان تأثير الخسارة التي لحقت بالفريق في نهائي كأس ولي العهد كان لها أثر واضح على هبوط المستوى الفني للفريق والانفعالات التي تلت المباراة والفوضى التي حدثت على أرض الملعب كلها إفرازات خسارة المباراة النهائية، هذا من النواحي النفسية، أما من النواحي الفنية فقد كان الارتباك واضحاً على أداء اللاعبين وتباعد الخطوط، بالإضافة لإبعاد محمد حسين عن التشكيلة والزج بمحمد عيد المبتعد عن أجواء المباراة، الذي عانى النصر من أخطائه في تلك المباراة، وتواجد حسين عبدالغني في المحور، إذن فمدرب النصر لم يوفق في قراءة المباراة ووضع التشكيل المناسب لها. الشباب كسب مباراته أمام الجيش وحقق العلامة الكاملة ولكن الأمور الفنية في الشباب لا زالت تفتقد للاستقرار الفني والتي باتت تؤرق الشبابيين لأن التباين في المستويات الفردية للاعبين من مباراة لأخرى يدل على مزيد من الأسرار داخل الفريق الشبابي. أما نجران فلم يقدم في مباراته أمام المحرق في البطولة الخليجية ما يشفع له للفوز في هذا اللقاء وتلقى خسارة كبيرة أعادت أوراق المجموعة لبدايتها، ولعل التغيير الذي حدث في الجهاز الفني بعد إقالة جوكيكا والتعاقد مع العبيدي، إضافة لتوتر اللاعبين أثناء المباراة، الذي بدأ بالجدل الكبير بين فريد شكلام ومرجع اليامي. بشكل عام على كل الفرق المشاركة في البطولات الخارجية التي تمثل المملكة في مختلف البطولات إعادة ترتيب أوراقها من جديد والاستفادة من التجارب السابقة وإعداد البديل الجاهز ومناقشة المدربين على أخطائهم الفنية ومحاسبة اللاعبين المقصرين وكذلك اللاعبين الذين خرجوا عن الروح الرياضية، لأن كرة القدم منظومة متكاملة لا بد أن تتضافر الجهود بشكل متوازن وتكاملي.