لأنها ليلة العمر والليلة التي لا تتكرر إلا في حالة الفشل لا قدر الله، لذا يحرص الكثيرون على توثيق ليلة الزفاف بكل تفاصيلها، ولا سبيل لذلك إلا بالعدسة التي تشبه زهرة تلفظ الرحيق فيكون ألبوم الذكريات مكانها الذي لا تغادره. «عكاظ» التقت أربع فتيات يعملن في تصوير الأفراح والليالي الملاح، وتحدثت في البداية سمر الغامدي: بدأنا في أول سنتين بتكوين علاقات مع العميلات، والصعوبات تكمن في الثقة كبداية في موظفات سعوديات في هذا المجال من ناحية التحميض تحديدا يترددن ويسألن عنه وهو الأمر الذي يقلق الكثير من الأسر إلا أن الإحساس بالمسؤولية ومخافة الله بمثابة الرقيب الذي يحفزنا على كتمان أسرار الأسر. وعن المواسم تقول: يعتبر فصل الصيف الأكثر ازدحاما في ظل تزايد نسبة الزواجات والاحتفالات، كما أن شهري شوال وذي الحجة يزداد فيهما الطلب على التصوير. وأضافت أن تصوير الأفراح ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة في مدن المملكة وهي طريقة لتسجيل ذكريات حفلات الأفراح من أجل توثيقها بالتصوير الفوتوغرافي أو التصوير بالفيديو أو الكاميرات الرقمية مما أوجد نساء تخصصن في تصوير الأفراح يعملن في المشاغل النسائية أو لحسابهن الخاص مما جعل هذا الأمر من مستلزمات الأفراح إن لم يكن من دواعيه الضرورية فباتت كل عروس أو عريس يحرص على تسجيل لحظات الزواج. ومن المواقف الطريفة التي ذكرتها سمر «أتذكر عروسا طلبت أن نجلس معها من بداية الليلة إلى نهايتها لدرجة مرافقتها إلى الفندق وبالفعل تم ذلك ودفعت كل التكاليف التي كانت باهظة فالساعة خارج وقت الدوام وتحديدا خارج الأستوديو قيمتها 500 ريال». وتضيف «ذات مرة طردت شقيقتي لأن الزبونة كانت ترفض أن تكون المصورة سعودية». وخلصت إلى القول «نستقبل يوميا بمعدل ستة أفراح ونوزع عاملاتنا على الزبونات في قصور الأفراح. وكل عروس تطلب ألبوما وتبدأ أسعار الألبوم من 4 آلاف وحتى 13 ألفا». وقالت أم ناصر: التصوير في الحفلات معروف منذ زمن بعيد ولكنه كان بطريقة تقليدية إذ إن النفوس كانت طيبة والصور تؤخذ للذكرى فقط ويحتفظ بها الناس في مكان آمن ولا يسمح لأحد أن يشاهدها إلا الموثوق بهم، وأضافت: الآن أصبحت الآن الكاميرات تدار وفق ما يريد الإنسان و تقدم لمستخدميها أحدث التقنيات، وفي الحفلات تستعمل دون إذن والكل همه في تلك اللحظات الجميلة الرقص والغناء ومن بينهم أشخاص ذوو نفوس مريضة يختارون ما يعجبهم من لقطات خصوصا الفتيات وتصبح صورهن مادة دسمة يتداولها الشباب فيما بينهم حتى تنتشر ويصبح من الصعب حجزها والسيطرة عليها مما يخلف ضحايا كثرا. وترى هند العمري أن الطلب على المصورات انخفض في ظل انتشار الهواتف الذكية، مؤكدة أن كاميرات الهواتف الذكية تنافس حاليا الكاميرات الرقمية المدمجة، إذ تأتي مزودة بعدسات ذات دقة عالية وتمنح صورا ذات وضوح فائق، كما تتيح بعض الموديلات إمكانية معالجة الصور على الهاتف مباشرة، وأشارت العمري إلى أنها آمنة أكثر من أي طرق أخرى إذ تمتاز بالخصوصية والتحكم، كما أنه لا حاجة لألبومات في ظل توافر ذاكرة صغيرة يسهل حملها والاحتفاظ بها.