بعيدا عن الضجيج والازدحام سعيا للترويح عن النفس والالتقاء بأصدقاء الماضي وتقليل الخسائر المادية التي يدفعها الكثير، وفي الهواء الطلق خارج حدود المدينة يقوم العديد من سكان القرى بالتوجه إلى قراهم لإقامة مناسبات الزواج والاحتفالات الخاصة ووقت الأعياد. ويؤكد صويلح عنيز أن المناسبات الخاصة في المخيمات يكون لها طابع خاص تعيد الكثير للماضي الجميل بعد أن طمست القاعات وقصور الأفراح التواصل والطابع القديم وساهمت في ابتعاد الكثير من أبناء القبيلة عن بعضهم البعض. فيما يذكر مسعود حسن الربيعي أن الكثير من الأقارب يقومون ببناء مخيمات خاصة أو كما يطلق عليه «صيوان» للمناسبات، فبعد أن كانت قديما تستخدم للزواج والاحتفالات الكبيرة في القرى أصبحت تستخدم في تلك الأغراض بحدود ضيقة لكنها تكون في الأعياد والمناسبات العامة البديل للقاعات والقصور، والهدف منها التلاحم والتقارب بين أبناء القرية أو القبيلة وكذلك الابتعاد عن الأسعار المبالغ فيها في قصور الأفراح والطبخ، حيث تظهر الألفة والمحبة بين أبناء القبيلة من خلال قيام البعض بتقديم القهوة والشاي والبعض يقومون بالإشراف على تجهيز العشاء أو الغداء. واعتبر محمد النفيعي أن العادات القديمة ما زالت تسيطر على الكثير من أبناء بعض القرى من خلال البساطة في المناسبات وتوفير الكثير من المبالغ التي تصرف في القاعات وقصور الأفراح، ويتذكر عبدالله العتيبي ليلة العمر التي ستبقى مخلدة في تاريخ العائلة عندما تزوج في قريتهم الجميلة جنوبي الطائف وكانت القرية تعيش على المولدات الكهربائية وعند البدء في تقديم العشاء تعرض المولد الكهربائي «الماطور» للعطل مما جعل المعازيم يعيشون في الظلام بينما تم توفير أتريك للعائلات وهذا يعيدنا للتفكير في الخدمات الكثيرة والكبيرة التي نعيشها اليوم وكيف كان الآباء والأجداد يعيشون في الظلام ويقيمون مناسباتهم في القرى. ويؤكد محمد الحارثي أن الصيوان حتى وإن اختفى في الكثير من المناسبات مثل الزواج إلى انه أصبح حاضر في المناسبات الأخرى مثل الأعياد والطلعات البرية واجتماعات القبيلة أو العائلة بينما يستخدمه الكثير في المأتم وذلك لسهولة النقل والتركيب من موقع لآخر ويكون البديل عن المجالس وغيرها.