اشتكى مزارعون في المنطقة الشرقية من استمرار تخلص إحدى الشركات الأهلية من مياه الصرف الصحي في الأراضي المحيطة بالمزارع بمنطقة طفيح الواقعة غربي محافظة الجبيل. وقالوا في خطاب لبلدية الجبيل إن المزارع الواقعة في غرب المحافظة تعاني من مشكلة صرف مياه المجاري التي تقوم بها شركة أهلية متعهدة بسحب مياه الصرف الصحي من الشركات المحيطة بالمزارع. مشيرين إلى أن تلك الشركة تمارس التخلص من مخلفات الصرف الصحي في الأراضي المحيطة بالمزارع، مؤكدين في نفس الوقت أن غياب الرقابة على تلك الممارسات ساهم في تلويث البيئة والأحياء الفطرية بالمنطقة. وأكدوا أن التحذيرات التي وجهت للشركة بعدم تكرار مثل هذه الممارسات لم تجد نفعا، فالشركة ما تزال تصر على عمليات التخلص من مياه الصرف الصحي في المواقع القريبة من المزارع، مضيفين أن تلك المياه تضر بالصحة العامة، إذ لا تقتصر أضرارها على التربة والمنتوجات الزراعية بل تشمل صحة قاطني تلك المنطقة من العمالة الزراعية التي تستوطن المزارع. واستطردوا أن مياه الصرف الصحي أدت إلى إحداث مستنقعات واسعة تبعث منها الروائح الكريهة، مؤكدين أن بروز المستنقعات الناجمة عن تزايد التخلص من مياه الصرف الصحي ساهم في تزايد البعوض والحشرات، فضلا عن انتشار بعض الأمراض بين العمالة الزراعية، بالإضافة لإصابة بعض الموظفين بالأمراض والأضرار الناجمة عن تلك المياه الملوثة، لافتين إلى أن تلك المستنقعات أصبحت بمثابة بحيرات كبيرة تحتوى بعض الأسماك غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، إلا أن العمالة تقوم باصطيادها وتناولها مما يؤثر على صحتها وتصاب الأمراض نظرا لتلوث تلك الأسماك بمياه الصرف الصحي. وذكروا أن الخطاب الحالي ليس الأول من نوعه فقد سبقته عدة خطابات، بيد أن الاستجابة والتحرك من البلدية ليس بالمستوى المطلوب أو بالأحرى لم تلق استجابة لمعاقبة تلك الشركة التي تمارس تلويث البيئة بمياه الصرف الصحي، داعين البلدية للتحرك الجاد لإيقاف الشركة من الاستمرار في التخلص من مياه الصرف الصحي الذي أصبح خطرا على المنطقة بشكل عام، متطلعين إلى أن يلقى الخطاب الاهتمام المطلوب انطلاقا من المصلحة العامة عبر اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه المشكلة البيئية والصحية. وقال علي المرزوق: «تجاهل البلدية وعدم الاهتمام بممارسة دورها الرقابي لإيقاف تلك الشركة عن تصريف مياه الصرف الصحي في المنطقة القريبة من المزارع، دفع بعض المزارعين للتحرك لإيقاف تلك الممارسات غير القانونية، حيث قام البعض بالإمساك ببعض الشاحنات أثناء عملية التخلص من مياه الصرف الصحي وإبلاغ البلدية بذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية على تلك الشركة المخالفة للقانون». فيما حذر محمد السعيد من استمرار هذه الظاهرة على المنطقة، خصوصا وأن الأراضي أصبحت غير قادرة على تسريب المياه في جوف الأرض، مما يسهم في تهديد المزارع في المستقبل القريب، لا سيما وأن عدم القدرة على تصريف المياه يساعد على تزايد الملوحة في التربة وبالتالي عدم القدرة على زراعة تلك الأراضي، مما يعني ضياع الملايين التي استثمرت في استصلاح تلك الأراضي الصحراوية خلال السنوات الماضية. وقالت مصادر ل«عكاظ» إن الإدارة العامة للزراعة بالمنطقة الشرقية أجرت مؤخرا دراسة على عينات مياه المستنقعات في 6 مواقع زراعية بالمنطقة، فأكدت الدراسة أن معظم تلك المستنقعات تحوي على كميات كبيرة من يرقات بعوض (الكيولكس) إضافة إلى وجود بعوض بالغ على المسطحات المائية في حالة وضع البيض، فيما كشف تحليل الأملاح أن أعلى نسبة مواد صلبة كانت في منطقة أم الساهك في المنطقة الشرقية وبلغت 19400 جزء في المليون، كما بلغت أعلى نسبة للأملاح الذائبة الكلية في منطقة الجبيل بلغت 104000 جزء في المليون وهي تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف مياه البحر . وخلصت الدراسة إلى أن منطقة طفيح تضم 7 مستنقعات مائية بلغت فيها كميات المياه المتجمعة (249410 م3) تغطي مساحة (1138600 م2) وهي تعادل 11 % بالنسبة إلى المساحة المزروعة في هذه المنطقة، فيما بلغت كمية المياه المتجمعة في منطقة أبو معن التي تضم موقعين للمستنقعات المائية (2180000 م3) تغطي مساحة (1700000 م2) وهي تعادل 14 % بالنسبة إلى المساحة المزروعة في هذه المنطقة، كما بلغت المساحة المزروعة في منطقة أم الساهك التي يوجد بها موقعان أيضا (238480 م3) وتغطي مساحة (228400م2) وهي تعادل 3 % , بالنسبة إلى المساحة المزروعة في تلك المنطقة، في حين بلغت كميات المياه المتجمعة في منطقة الجعيمة التي يوجد بها 4 مواقع مستنقعات مائية (3395500 م3) تغطي مساحة (3395500 م2) وهي تعادل 41 % بالنسبة إلى المساحة المزروعة في هذه المنطقة.