خيبت أمانة عرعر آمال مواطنيها في استقطاب رؤوس الأموال وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين لدفعهم لإقامة مول تجاري كبير يخدم أهالي المنطقة، ويكفيهم عناء السفر لتلبية احتياجاتهم، ويكون بديلا عن المحال التجارية القديمة ذات الأربعة عقود، والمتمثلة في «سوق السوريين وسوق المعارض»، وعدد محدود من المحال المتناثرة هنا وهناك بطريقة متواضعة تفتح الطريق للعديد من التساؤلات لدى أهالي المنطقة. ووجه عبر «عكاظ» عدد من الأهالي اللوم لأمانة عرعر، بعدم توفير أراض ومساحات لإقامة مجمع تجاري ومول ضخم يخدم المتسوقين، ويواجه التزايد الكبير في الكثافة السكانية وتضاعف القيمة الشرائية والتسويقية، ويقلص فرص انتشار البضائع المقلدة والمغشوشة. وطالب أحمد نايف أعضاء مجلس المنطقة بالتدخل السريع لإقامة مول تجاري يوفر الاحتياجات الضرورية للمواطنين والمقيمين، معللا ذلك بضيق الأسواق القديمة والاختناقات المرورية التي تشهدها أيام المناسبات، بالإضافة إلى أنها في مكان مكشوف لا يتناسب وأجواء المدينة المتقلبة. ويشرح محمد العنزي معاناة الأهالي من الزحام المروري الكبير، مؤكدا احتياج المدينة لأكثر من مجمع تجاري أسوة بمدن المملكة التي سبقت عرعر في التنمية وتمكنت من إنشاء الفنادق ذي الخمسة نجوم، والمجمعات التجارية الضخمة، رغم حداثتها. وأبدت لين فهد تذمرها من افتقاد الأسواق للماركات العالمية الشهيرة، مما يضطرها للسفر إلى الرياض أو جدة بشكل مستمر لتلبية احتياجاتها، كحال العديد من الفتيات المقبلات على الزواج –على حد تعبيرها- لافتة إلى أن حديقة الفيصلية السابقة تعد موقعا استراتيجيا لإقامة مول تجاري كبير بدلا من تحويلها لمسطحات خضراء. وتساءلت عبير العنزي عن دور الأمانة، وعدم تحركها في توفير أراض ومساحات خاصة لإقامة مجمع تجاري ومول يخدم المتسوقين في المدينة، خاصة مع تضاعف القوة الشرائية لدى الأهالي. أما جود نايف فوصفت عرعربالمدينة المحرومة من التطور مقارنة بمناطق المملكة، لافتة إلى افتتاح مول تجاري بمدينة سكاكا مؤخرا، فيما أكدت أن غالبية المتسوقين من أبناء وبنات الحدود الشمالية الذين ينتظرون بفارغ الصبر تحرك الأمانة ورجال الأعمال لإنشاء مول يخدم أهالي مدينتهم. وشاطرتها الرأي فاطمة محمد، حيث تقول: يفاجأ الزائر بخلو عرعر من مول تجاري، رغم أنها مدينة تقع في منطقة حدودية ويسلك طريقها القادمون من دول الخليج والمسافرون إلى الأردن وتركيا ولبنان، والجميع يحتاج إلى التسوق خلال سفره، وناشدت الأمانة أن تضع في اعتبارها أولوية إنشاء مول تجاري على الطريق الدولي ليكون واجهة حضارية للمدينة. واندهش علي محمد أحمد من تحويل المواقع الاستثمارية إلى موقف لحافلات النقل الجماعي ومحلات بيع السيراميك ومجمعات للحديد، ومستودعات، وتساءل عن قانونية هذه المشاريع المخالفة لواقع الاستثمار، لافتا إلى أن بعض المواقع يتم بناؤها بالزنك والحديد بدلا من البناء المسلح الذي تتوافر فيه اشتراطات السلامة. وفي سياق ذي صلة، يؤكد الأهالي أن خلافا نشب بين عدد من تجار المنطقة وأمانة الحدود الشمالية، حيث وجه رئيس غرفة تجارة عرعر الأسبق لوما للأمانة وحملها مسؤولية عزوف المستثمرين عن المشاركة في دفع عجلة الاستثمار بسبب تعمد الأمانة رفع قيمة الإيجارات. مخالفة الواقع رغم افتقاد المدينة للمولات التجارية والأسواق الضخمة، تحولت المواقع الاستثمارية إلى مواقف لحافلات النقل الجماعي ومحلات بيع السيراميك ومجمعات للحديد، ومستودعات غذائية، فيما يتساءل مواطنو عرعر عن قانونية هذه المشاريع، مؤكدين مخالفتها لواقع الاستثمار، وبناءها بالزنك والحديد بدلا من البناء المسلح الذي تتوافر فيه اشتراطات السلامة.