تستمر معاناة الأهالي في جوة آل شراحيل فيفاء من مشكلة عمال البلدية المقيمين في الوادي الذين حولوه إلى مجرى للصرف الصحي، ما يهدد حياتهم البيئية والصحية، نظرا لانتشار الحشرات التي تنقل الأمراض كالبعوض، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه الصرف، ووصفوا ما يجري في واديهم بالكارثة التي تسقيهم الموت بطريقة بطيئة جدا. ونظرا لتفاقم خطر المشكلة، رفع أهالي فيفاء القاطنون في وادي جوة عريضة خطية إلى محافظة فيفاء يشتكون فيها من قيام بعض عمال بلدية فيفاء الذين يسكنون في وادي جوة بشفط مياه الصرف الصحي الخاص بمسكنهم وتحويلها إلى الوادي مباشرة، مع العلم أن الوادي يجاوره عدد من المنازل، وإثر هذه العريضة، وجه المحافظ برفع المشكلة إلا أن الأهالي لم يتحملوا الانتظار، فقدموا شكوى للبلدية وعرضوا المشكلة على رئيس البلدية الذي تجاوب معهم فورا وشكل لجنة عملت على دفن غرفة الصرف وسحب جهاز الشفط الخاص بالعمال (الماطور) الذين يستخدمونه لشفط المياه، كما وضعت هنقرا حديديا خفيفا ولكن دون إحكامه، الأمر الذي جعل العمال يعودون إلى مزاولة عملهم السابق دون رقابة، حيث يستعملون «ماطورا» بديلا وحولوا عملهم إلى المساء حتى لا يشاهدهم أحد، وأشاروا إلى أن الوادي إضافة إلى أنه تحول إلى مجرى لمياه الصرف الصحي، تحول إلى مستنقعات تتراكم فيها النفايات والأوساخ. وأكد جبران سليمان الفيفي أن هذه المشكلة ليست جديدة بل نعاني منها منذ سنوات، مشيرا إلى أن الأهالي رفعوا العديد من الشكاوى إلى الجهات المعنية، وبعضها تلقى ردودا وبعضها لا. من جانبه أوضح علي حسين الشراحيلي أن لجنة من مكافحة الملاريا في العيدابي حضرت إلى الموقع وعاينت البعوض ورفعت تقارير وتحاليل بأن الوضع لا يؤجل وينذر بكارثة ولا بد من حل عاجل لذلك، مشيرا إلى انها أوصت بتغيير خزانات المياه الحديدية المتهالكة التي يستخدمها العمال واستبدالها بخزانات جديدة ذات شكل صحي، إلا أن الوضع ما زال كما هو رغم وجود الخزان هناك دون تركيبه. كما أشار إلى تراكم النفايات أمام المنازل حيث لا يتم انتشالها من قبل عمال النظافة، خصوصا أنهم لا يبعدون سوى أمتار عن هذه المنازل، فيما سيارات النظافة تمر على مدار الساعة من أمام هذه المنازل دون اهتمام إذ يكتفي من فيها بالنظر فقط. إلى ذلك ناشد عدد من الأهالي المتضررين الجهات المعنية سرعة معالجة المشكلة، مشيرين إلى أن المشكلة تحل لمدة يوم أو يومين لتعود بعدها كما كانت، مشددين على أن الأمر يحتاج إلى حل جذري ونهائي، يتضمن نقل سكن العمال من الوادي المجاور للمنازل، نظرا لما يشكلها هؤلاء من خطورة على الأهالي. وأكدوا أنهم يطمحون إلى تنفيذ وعود الجهات المعنية لمعالجة الخلل في تسرب المياه الملوثة، كما ناشدوا الجهات المعنية بمتابعة ذلك وعدم التساهل والتأخير في الحل لأن ذلك يفاقم المشكلة ويسبب مشاكل لا تحمد عقباها. لا علاقة لنا أوضح رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي ل«عكاظ» أن البلدية تابعت وضع الطفح والصرف الصحي في جوة آل شراحيل وغرمت المخالفين بحسب لائحة الجزاءات والغرامة المتبعة في هذا الخصوص. وحول قيام العمالة بشفط مياه الصرف الصحي بمواطير من الخزانات، أوضح أن البلدية لا علاقة لها بذلك إنما الأمر من اختصاص وزارة المياه والكهرباء، مشيرا إلى أنه تم الرفع إلى محافظة فيفاء بهذا الخصوص.