على الرغم من سفر المبتعثات إلى الخارج، ورغم الظروف التي يواجهونها في غربتهم لكي ينهضوا بعلومهم ويعودوا إلى الوطن حتى يقدموا للمجتمع ما ينفعهم في حياتهم العلمية أو الاجتماعية، إلا أن موضوع الطلاق أصبح متفشيا بين الشباب والشابات وتعددت أسبابه ولكل منهم وجهة نظر، فالبعض يراها طبيعية ويرى أن الطلاق نتيجة استهتار وعدم شعور بالمسؤولية والبعض الآخر ينتقدها ويقول «شبابنا لهذا اليوم مستهتر حتى في الزواج». فبداية تروي (ع : م) ل«عكاظ» قصتها وتقول: تقدم لخطبتي شاب بعد أن انتهيت من دراسة المرحلة الثانوية وهو مبتعث وبعد أن عقد القران علي، عاد إلى أمريكا لإكمال دراسته، فيما أنا بقيت في السعودية أنهي مسلتزمات الزفاف، فعاد قبل ميعاد الفرح بليلة إلى أن تم زفافنا، وبعدها ذهبت معه لأمريكا، في البداية عانيت كثيرا وواجهتني بعض المعوقات، فسبل الراحة التي عشتها في منزل والدي لم أجد حتى (ربعها) في أمريكا، فالمعيشة هناك تمنع المرء من الاعتماد على النفس، كما واجهت صعوبة في تقبل الأمر، فطلبت من زوجي بأن يأتي لي بخادمة يومية تساعدني في تنظيف المنزل فرفض بحجة قلة المال، وأكثر يومه كان يقضيه في المعهد يخرج من الساعة السابعة صباحا ويأتي الخامسة عصرا منهكا يأكل وينام ويذاكر ويذهب للمعهد، وكل يوم على ذلك الحال فمللت من تلك العيشة فعدت إلى السعودية وتركته هناك وأبلغته بأنني لا أستطيع العيش في هذا الوضع، وأنني سأعود إليه مع أهلي بين الفترة والأخرى، فتفاجأت بعد شهر بأنه طلقني وجاءنا خبر الطلاق من والدته. من جانبه، تضيف (و :س) وتقول: «وأنا في 19 من عمري عقدت قراني على شاب قبل أن يبتعث وكانت فترة الخطوبة ثلاث سنوات ومن ثم تزوجنا وذهبنا للابتعاث أنا وهو، وبعد خمسة أشهر طلقني والسبب هو أنني غيورة جدا وهو يعلم بذلك، لان أكثر أصدقائه كانوا من الشابات فكان يخرج ويذهب معهن ولا يهتم بوجودي ويمنعني دائما بأن أذهب معه في إجازة آخر الأسبوع، يتركني أجلس وحدي في الشقة ولا يبالي لأمري هل أكلت أو شربت، وعندما كنت أفتح معه مجالا للنقاش في هذا الموضوع كان يهرب مني في كل مرة، وأخبرني في يوم أنه تعجل في الزواج وأنه يجب أن ننفصل وبالفعل طلقني وعدت وأكملت دراستي الجامعية وكأن شيئا لم يكن». وعلى الجانب الآخر تقول مها شيرة: «عشت سبع سنوات مع زوجي مبتعثين في أمريكا وكندا وأرى أن من أسباب طلاق المبتعثين هي أولا الصدمة الحضارية فنحن في السعودية نعيش بطريقة تختلف تماما عن معيشة الدول الأخرى، حيث يكون حول الشاب والشابة الأهل والأصدقاء والخادمة والسائق وكل سبل الترفيه، وعندما يذهبون للخارج يرون كل ما هو مختلف تماما، والصدمة الثانية تكون بلدا جديدا ولغة جديدة والأكثرية من الشباب يذهبون وهم لا يجيدون اللغة، ايضا لو كانت الشابة في السعودية معتادة على الخدمة مثلا هي تنظف بنفسها سيخف العبء عليها في الخارج لأنه مثلا في كندا لا يستطيع الزوجان المبتعثان أن تكون لديهم خادمة بسبب ارتفاع أجور الخادمات وهو 15 دولارا في الساعة. وبدورها أفادت شهلاء خطاط: «برأيي السبب الحقيقي في انتشار وكثرة طلاق الطلاب والطالبات المبتعثين، هو أن البعض يقدم على فكرة الارتباط لكي تكون له ورقة عبور ليخرج فيها من المجتمع فقط وليس الزواج من أولوياته، بل إكمال التعليم أو الدراسة ومن حوله يشترطون عليه الزواج.