في مقال الأسبوع الماضي أشرت إلى توفر عدة لقاحات لفئات غير الأطفال مثل الشباب والمسنين أصبحت تستعمل في بعض الدول بصورة روتينية متزايدة ولكن لا يستفاد منها عندنا لهذه الفئات كما يجب. بدأت بلقاح مرض الهربس النطاقي (Herpes Zoster) المسمى باللغة الدارجة الحزام الناري (Shingles) الذي ينشط فيه فيروس العنقز (الجديري المائي) المختبئ في الجسم مسببا مرضا مزعجا عند كبار السن ومن لديهم ضعف في المناعة. اليوم أذكر بقية اللقاحات التي ينصح بإعطائها للكبار. لقاح الانفلونزا من أهم اللقاحات التي لايزال استخدامها محدودا للغاية في بلادنا رغم أنه بعد ظهور انفلونزا الخنازير عام 2009م أصبحت وزارة الصحة توصي باستخدام هذا اللقاح للراغبين في الحج. في الواقع أن انتشار الانفلونزا وضررها الكبير يتجاوز موسم الحج ومناطقه إلى كل الأوقات والمناطق لأن فيروس الانفلونزا ليس له حدود مكانية أو زمنية وقد يجتاح كل الدول خلال الأوبئة العالمية ولكنه يستوطن بعد ذلك في كل مكان مسببا الانفلونزا الموسمية التي تزداد في فصل الشتاء. ينصح في كثير من الدول المتقدمة بإعطاء لقاح الانفلونزا سنويا لكافة الأعمار وخاصة كبار السن الذين تزداد عندهم خطورة المرض ونسبة الوفيات. فيروس الإنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية فتكا بالبشر بسبب الأوبئة التي أحدثها عبر التاريخ، وهو ماهر في تغيير شكله باستمرار بواسطة الطفرات التي تحدث في مكوناته الوراثية والتي ينتج أهمها بواسطة خلط هذه المكونات بين فيروسات تصيب البشر وأخرى شبيهة تصيب الحيوانات مثل الطيور والخنازير. هذا التغيير المستمر يفرض على العلماء والمسؤولين الصحيين تعديل اللقاحات أولا بأول حتى تتناسب مع فيروسات الانفلونزا الجديدة التي تظهر في العالم في كل سنة. على الرغم من الصعوبة والتكلفة الناتجة بسبب ضرورة تحديث لقاح الانفلونزا سنويا وانخفاض فعاليته نسبيا وفقا لتغير الفيروس إلا أن حجم المعاناة والوفيات التي تسببها الانفلونزا تجعل من المجدي أخذ لقاح الانفلونزا على نطاق واسع. كما أن اللقاح يظل أفضل وسيلة لمواجهة أوبئة الانفلونزا العالمية. وقبل بضعة سنوات اقتصرت توصية إعطاء لقاح الانفلونزا الموسمية على المسنين، ولكن مؤخرا شملت بقية الأعمار بسبب ارتفاع ضراوة انفلونزا عام 2009 عند الأطفال. لقاح البكتيريا العقدية الرئوية (Pneumopcoccal Vaccine) من اللقاحات التي تم إدراجها ضمن جدول تطعيمات الأطفال، ولكن ينصح به أيضا للمسنين لأهمية هذه البكتيريا في عدة أمراض خطرة قد تحدث لهم مثل إلتهاب الرئة (النومونيا) وغيرها. كذلك ينصح بإعطاء جرعات تنشيطية للكبار لعدد من الأمراض التي تغطيها تطعيمات الطفولة وهي الثلاثي البكتيري (الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي)، والثلاثي الفيروسي (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية). ومن التطعيمات المهمة في بلادنا لقاح الحمى الشوكية (Meningococcal) الذي تفرض وزارة الصحة إعطاءه للحجاج ومن يخالطونهم، وقد ينصح به في ظروف أخرى لغير الحجاج. وهناك فئات من الناس، مثل العاملين في المجال الصحي ومرضى الكبد، ممن ينصح بإعطائهم لقاحي فيروسي الكبد الوبائي أ و ب. ومن المهم التأكيد على أن الحاجة لمختلف التطعيمات التي تم ذكرها أعلاه تزداد عند مرضى القلب والرئتين ومرضى الكبد والكلى مما يتطلب تطعيمهم بغض النظر عن أعمارهم. وكذلك بالنسبة لمن يعانون من نقص في المناعة بسبب عوامل وراثية مختلفة أو ،لا قدر الله، بسبب الإصابة بفيروس الإيدز. وهناك تطعيمات مختلفة للمسافرين منها مثلا لقاح فيروس الكبد الوبائي (أ) الذي ينصح بأخذه عند السفر إلى بلاد ينخفض فيها مستوى النظافة والإصحاح البيئي وكذلك لقاح الحمى الصفر الذي ينصح بأخذه عند السفر إلى بلاد يستوطن فيها هذا المرض. وفي الدول التي ينتشر فيها سرطان عنق الرحم تم مؤخرا إدخال لقاح فيروس البابيلوما (Papilloma Virus) المسبب لهذا السرطان ضمن اللقاحات الروتينية للشباب، إناثا وذكورا، حيث إن هذا الفيروس ينتقل بواسطة الاتصال الجنسي. ولكن جدوى استخدام هذا اللقاح عندنا ستتوقف على تقييم مدى انتشار هذا المرض. اللقاحات من أكثر الوسائل الطبية من ناحية فعاليتها وجدواها الاقتصادية، وقد نجحت في كبح جماح الكثير من الأمراض المعدية وكما نبذل الكثير من الجهد في وقاية أطفالنا، بإذن الله، من مختلف الأمراض بإعطائهم اللقاحات وفقا للجدول الوطني للتطعيمات فقد آن الأوان لبذل جهد أكبر في وقاية الكبار بصورة أعم وأكثر تنظيما. ويشمل ذلك تحديد جدول لتطعيمات الكبار، مع محاولة توفير اللقاحات بجرعاتها المناسبة للكبار في القطاعين العام والخاص. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة