أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوبا، سعيد بن حسن آل جميع حرص المملكة وكوبا على تعزيز علاقاتهما الثنائية، ومد جسور التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والمعرفية، لما لكوبا من أهمية باعتبارها واحدة من أعضاء التحالف البوليفاري للأمريكيتين (ألبا)، مقابل التقدير الذي تبديه للمملكة، كدولة محورية مهمة في الشرق الأوسط. وفيما تشهد العاصمة هافانا حدث افتتاح السفارة السعودية، بحضور مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد، قال السفير آل جميع، الذي يعد أول سفير للمملكة لدى كوبا «إن لدى القيادة السياسية في حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين قناعة تامة بأن التبادل السياسي وفتح السفارات يسهم في دفع العلاقات بين البلدين، ويحقق السلم والأمن الدوليين».. فإلى تفاصيل الحوار: نشهد مطلع الأسبوع المقبل افتتاح مبنى السفارة السعودية في هافانا، بينما العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وكوبا أقيمت في 1956م.. فما هي الأهمية التي تكتسبها العلاقات وراء افتتاح سفارة قد يعدها المراقبون خطوة متأخرة جدا؟ أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية كوبا في الخامس من شهر رجب من عام 1375، الموافق 12 فبراير 1956م، وذلك عقب تبادل وثائق التمثيل بين رئيس البعثة الكوبية وسفير المملكة في واشنطن آنذاك، عبدالله الخيال -رحمه الله- ولم يترتب عن ذلك تبادل فتح السفارات بين البلدين حتى موعد حديث العهد، إلى أن صدرت الموافقة السامية، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين بافتتاح سفارة للمملكة في هافانا، حيث باشرت مهامها في الثامن عشر من جمادى الأول 1432، الموافق 23 أبريل من العام 2011. وتأتي دلالة افتتاح السفارة في هافانا للأهمية التي تتمتع بها جمهورية كوبا في الكاريبي، وكواحدة من الدول الأعضاء في التحالف البوليفاري للأمريكتين (ألبا)، بجانب الدور الذي تلعبه على الصعيد الدولي، وللدعم الذي تحظى به القضايا العربية المصيرية من القيادة السياسية الكوبية، حيث لكوبا مواقف مشرفة من القضايا العربية. إضافة إلى كل هذا، القناعة التامة لدى القيادة السياسية في حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بأن هذا التبادل السياسي وفتح السفارات يسهم في دفع العلاقات بين البلدين، ويحقق السلم والأمن الدوليين. رغم الحصار الأمريكي وكيف ترون تقدير كوبا لهذه الخطوة وبيان مواقفها مع المملكة سيما أنها دولة تعيش تحت الحصار الأمريكي؟ تحظى المملكة بتقدير القيادة السياسية في جمهورية كوبا باعتبارها دولة محورية في الشرق الأوسط، ولدورها في تحقيق السلم والأمن الدوليين، كما تلقى مواقف المملكة تجاه كوبا في الأممالمتحدة كل التقدير من الحكومة الكوبية، وقد ظهر هذا بوضوح عند إعلان المملكة فتح سفارة لها في هافانا سنة 2011، إذ وجد ذلك كل التقدير من حكومة كوبا، وقدمت كل التسهيلات لسفارة المملكة، ومكنتها من الحصول على أفضل المواقع، سواء في ما يتصل بمقر السفارة، أو سكن السفير. أشرتم إلى الإعلان عن افتتاح السفارة منذ 2011.. فعلى مدى العامين الماضيين ما انعكاسات ذلك على واقع العلاقات بين البلدين وفي كافة الأصعدة والمجالات؟ بدأت أعمال السفارة رسميا في هافانا منذ شهر أبريل 2011، ومنذ عامين تقريبا ونحن نعمل مع أصدقائنا في الحكومة الكوبية على تحقيق التعاون في كل المجالات، وشرعنا أبوابا عدة لتحقيق التعاون الاقتصادي والثقافي، فبادلونا الاهتمام ذاته، حيث شهدت زيارة وفد من وزارة الزراعة في المملكة إلى هافانا استمرت عشرة أيام، اطلعوا فيها على فرص الاستثمار في المجال الزراعي على الأراضي الكوبية، تمشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتحقيق الأمن الغذائي من خلال الاستثمار في المجال الزراعي لدى الدول الشقيقة والصديقة، كما زار وفد من الصندوق السعودي هافانا بغرض دعم بعض المشاريع في كوبا، وهو الآن في مراحله النهائية لإقراض كوبا قرضا لدعم مشاريع إصلاح شبكة المياه في هافانا، وهناك زيارة مرتقبة لوزير الصحة، حيث صدرت الموافقة السامية بالاطلاع على الإمكانات الطبية والكفاءات البشرية الكوبية في المجال الطبي، والاستفادة منها في المملكة. ذلك فضلا عن الزيارة المقبلة لسمو مساعد وزير الخارجية، الأمير خالد بن سعود بن خالد، والوفد المرافق له، لافتتاح المقر الجديد للسفارة، حيث يعقد خلالها جولة من المشاورات السياسية بين البلدين، تسهم بلا أدنى شك في تعزيز العلاقات بين البلدين، وتعطي دفعة لعمل السفارة والسفير. وماذا في مقابل ذلك من الجانب الكوبي؟ زار وفد من كوباالرياض، بهدف التفاوض حيال الحصول على دعم المملكة، والاستفادة من برنامج دعم الصادرات الذي تقدمه المملكة والذي يهدف إلى تنمية صادرات المنتجات السعودية، مثل منتجات شركة سابك والكابلات وغيرها، وفي شهر يونيو الماضي زار وزير التجارة والاستثمار الأجنبي في كوبا رودريغو مالميركادياز الرياض، والتقى وزراء الصحة والزراعة والتجارة، وفي الشهر الماضي شارك خمسة فنانين كوبيين في معرض أقامته وزارة الثقافة بعنوان «المملكة بريشة فناني العالم». وهل هناك فعاليات جرى إحياؤها على المستوى الثنائي؟ في 28 يوليو 2011م احتفلت المملكة وكوبا بمرور 55 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وشاركت المملكة في هذا الشهر الجاري لأول مرة في معرض الكتاب في هافانا، وقد لقي جناح المملكة إقبالا واسعا من فئات المجتمع الكوبي، وقد دعت السفارة له طلاب المدارس والجامعات، والمهتمين بالمملكة وتاريخها وتراثها وثقافتها، عبر دعوات استهدفت أكثر من 35 جامعة ومعهدا ومنظمة. في قلب هافانا ماذا عن المبنى الجديد لسفارتنا في كوبا؟ مُكنت المملكة من الحصول على أفضل المواقع سواء لمكاتب السفارة، أو موقع دار سكن رئيس البعثة، حيث تقع سفارة خادم الحرمين الشريفين في قلب العاصمة (هافانا)، في الشارع الخامس، وهو أهم شوارعها على الإطلاق، ويتكون من ثلاثة أدوار، وهو مبنى أعيد تصميمه، حيث يحضن الطابق الأول صالة استقبال رئيسة، وصالة أخرى لاستقبال ضيوف السفارة ورعاياها، وقاعة اجتماعات، بالإضافة إلى صالة استقبال المراجعين، ومكتب القسم القنصلي، وموظفي رئيس القسم القنصلي وقسم الحاسب الآلي، فيما يضم الطابق الثاني مكتب السفير، وخمسة مكاتب أخرى للسكرتارية والشؤون المالية والترجمة والاتصالات الإدارية، بينما الطابق الثالث معد للتوسع مستقبلا، ويحلق بمقر السفارة مبنى يحضن مصلى في طابقه الأرضي، وسكن إضافي، ومواقف تتسع لسيارات أعضاء السفارة والموظفين. وكم هو عدد الموظفين في السفارة؟ رئيس البعثة وثمانية موظفين، بالإضافة إلى خمسة موظفين محليين، للقيام بمهام الترجمة والسكرتارية. وجهة سياحية للسعوديين قد تفتح هذه الخطوة آفاقا سياحية، وتصبح كوبا وجهة جديدة للسياح السعوديين وإن كانت بنسبة ضئيلة، فهل أخذت ذلك بعين الاعتبار؟ طبعا، فبجانب الدور السياسي والاقتصادي، هناك أدوار أخرى أساسية وهي خدمة الرعايا، فتولي السفارة مواطنيها كل اهتمام وفق التوجيهات الكريمة والمبلغة لها من قبل القيادة الحكيمة، وشخصيا من لدن خادم الحرمين الشريفين، بمتابعة من سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، حيث تم إعداد قسم لاستقبال الرعايا واللقاء بهم، وجرى الإعداد لذلك، حيث طبعت السفارة حديثا كتيبا باللغة العربية، يشمل كل ما يحتاجه الزائر أو السائح من معلومات عن جمهورية كوبا، كما أعدت السفارة كتيبا باللغة العربية يتضمن كل احتياجات الزائر من معلومات عن جمهورية كوبا، ويفيد أيضا من كان قدومه لغرض الدراسة أو العلاج.