أودى حادث انقلاب سيارة «جمس» على طريق الهجرة ظهر أمس بحياة ثلاث معلمات، وأصيبت ثلاث أخريات وسائق السيارة التي كانت تقلهن أثناء عودتهن من المدرسة التي يعملن بها في هجرة السرحية بمحافظة المهد الى مقار سكنهم بالمدينةالمنورة. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير المنطقة الحادث ووجه بتقديم كافة الخدمات الصحية لمصابي الحادث الذي انقلبت فيه السيارة عدة مرات إثر انحرافها عن مسارها لتستقر الى جانب الطريق. وفور تلقي بلاغ عن الحادث الذي أعاد للأذهان حادث طالبات محافظة الحناكية اللواتي يتلقين تعليمهن في جامعة طيبة، هرعت الى الموقع عدة فرق من دوريات أمن الطرق والدفاع المدني، وأربع فرق من الهلال الأحمر بمشاركة الإسعاف الطائر، حيث اتضح أثناء عملية الفرز وفاة معلمتين في الموقع وإصابة أربع أخريات لفظت إحداهن أنفاسها الأخيرة بعيد وصولها الى مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة. واستنفر المستشفى طاقاته البشرية والطبية لإسعاف المعلمات الثلاث المصابات والسائق بحضور كثيف من مسؤولي صحة المدينة وإشراف ميداني من قبل مدير الشؤون الصحية الدكتور عبدالله بن علي الطائفي. وأوضحت مصادر طبية في مستشفى الملك فهد ل«عكاظ» ان إصابات المعلمات الثلاث والسائق تتراوح بين المتوسطة وبالغة الخطورة، حيث يعانون من كسور وكدمات وسجحات في أجزاء متفرقة من أجسادهم. وأبان اللواء سمير بن أحمد الأسدي قائد القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة المدينةالمنورة أن الحادث وقع في الكيلو 55 على طريق الهجرة نتيجة انحراف السيارة عن مسارها، وتم تسليمه إلى ادارة المرور لاستكمال إجراءات التحقيق. من جانبه أشار الناطق الإعلامي لمرور المنطقة العقيد عمر النزاوي الى أنه تمت مباشرة الحادث وفتح ملف للتحقيق، مبينا أن الحادث نتج عن انحراف السيارة عن مسارها ما أدى الى انقلابها. وعبر مدير الإعلام التربوي بتعليم المهد عايض الوسمي عن حزنه العميق جراء الحادث الأليم، مشيرا الى أن مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة المهد الدكتور سعيد عليثة الجريسي نقل تعازي سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود ونوابه وتعازي كافة منسوبي ومنسوبات التعليم في المهد لذوي المعلمات المتوفيات سائلاً الله أن يتغمدهن بواسع رحمته وأن يلهم أهلهن وذويهن الصبر والسلوان. وتمنى الله أن يمن على المصابات وسائقهن بالشفاء العاجل. وقال إنه برحيل المتوفيات فقدت أسرة التعليم نخبة من الزميلات المثابرات محتسبهن من الشهيدات. وعلمت «عكاظ» من مصادرها بأن وفداً نسائياً يمثل الإشراف التربوي النسائي بإدارة التربية والتعليم في محافظة مهد الذهب سيزور المصابات في المستشفى للاطمئنان على حالتهن الصحية. وقد ودع أهالي المدينةالمنورة المعلمات الفقيدات بعد أداء الصلاة عليهن في المسجد النبوي الشريف بعد صلاة العشاء البارحة، وتم دفنهن في بقيع الغرقد وسط جموع كبيرة من أهل وأرحام وأقارب المعلمات وتم إيداعهن مثواهن. ورصدت «عكاظ» مشاعر أسر المتوفيات وأولياء الأمور الذين لم يستطيعوا الحديث عن هذا الحدث الذي أصابهم في فقد معلمات في عمر الزهور رحن ضحية لمسلسل لا ينتهي من الحوادث وكانت لغة الدموع والأسى حاضرة.