لا يظهر أن الإثارة في أهم المسابقات الأوروبية ستبقى على ذات الوتيرة التي كانت عليها الموسم الماضي، إذ ترجح كفة أرباب الصدارة هذا الموسم وبفارق كبير عن أقرب الملاحقين نقطيا وفنيا، إذ اهتز كثير من الفرق التي كانت حبل الخناق الذي يحاصر الابطال ويزاحمهم، فرفعوا الراية مبكرا ومضى الاخرون يحلقون في سماء القمة دون منافسين، وبينما لايزال الصراع على القمة مثيرا في الكالتشيو يبدو أن ثلاث مسابقات كبرى ستعلن أبطالها قبل نهاية المسابقة ربما بأربع جولات على أقل تقدير وهو ما سنحاول الوقوف عليه بشيء من التفصيل فيما يلي. استسلام المدريديين يسير برشلونة بأريحية كاملة بعد أن خدش تاريخ الريال هذا الموسم حين باعد بينه وبين أقرب منافسيه أتلتيكو مدريد هذا الاسبوع حين اكتسح برشلونة المتصدر ضيفه خيتافي بستة أهداف مقابل هدف منهيا المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم في القمة ورصيده إلى 62 نقطة. وعوض النقطتين اللتين اهدرهما في المرحلة السابقة حين تعادل خارج قواعده امام فالنسيا بهدف، كما أكد تفوقه التام على خيتافي الذي لم يذق طعم الفوز بتاتا على «كامب نو»، واستغل برشلونة خسارة أتلتيكو مدريد أمام رايو فاييكانو بهدفين لاستعادة الفارق. حيث قدم رايو خدمة كبيرة للمتصدر واراحه من خصمه بسهولة، بعد أن كان قد استراح من خصمه اللدود ريال مدريد بفارق 16 نقطة إثر خسارة الاول من غرناطة الجولة قبل الماضية حيث لم تشفع له في تقليص الفارق. ويظهر ان مورنيو عجز عن الثبات أمام ميسي ورفاقه فهوى نجمه وهو يقدم أسوأ موسم للريال منذ سنوات على صعيد المنافسة. المانيو وحيدا على النقيض من الموسم الماضي يبدو كعب مانشستر يونايتد الاعلى إذ يهيمن على منافسات البريمرليغ بسهولة، حين واصل انطلاقته المميزة وتقدم خطوة جديدة نحو استعادة لقبه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم بفوزه الثمين على ضيفه إيفرتون في المرحلة السادسة والعشرين من المسابقة والتي شهدت سقوط منافسيه. وتعملقت الشياطين هذا الموسم على ملعب «أولد ترافورد» في مانشستر، حيث ضرب مانيو اخيرا أكثر من عصفور بحجر واحد بعدما ثأر لهزيمته أمام إيفرتون في الدور الأول من المسابقة وواصل انتصاراته في المسابقة ليعزز موقعه في صدارة جدول البطولة برصيد 65 نقطة موسعا الفارق أمام جاره مانشستر سيتي حامل اللقب إلى 12 نقطة قبل 12 مرحلة فقط من نهاية الموسم. وتراجعت آمال مانشستر سيتي في الدفاع عن لقبه بعد خسارته أمام ساوثامبتون بثلاثية نتيجة أخطاء فادحة من الحارس جو هارت والمدافعين، وينافح مانشيني عن الصدارة لعل وعسى أن ينقذ موسمه الحزين الذي مني به في عدة خيبات، حيث قال غاضبا أصبحت حظوظنا في البريمرليغ دون «10%»، ويحتل مانشستر سيتي المركز الثاني في جدول المسابقة برصيد 53 نقطة وبفارق تسع نقاط خلف جاره مانشستر يونايتد الذي يواصل عروضه بقوة. عودة البافاري يقترب بايرن ميونخ من استعادة لقبه الذي فقده منذ عامين إذ رفع رصيده إلى 54 نقطة معزز موقعه في صدارة جدول البوندسليجا، ووسع الفارق مع دورتموند إلى 15 نقطة ليقترب بايرن كثيرا من استعادة لقب البوندسليغا الذي ذهب لدورتموند في الموسمين الماضيين، حين سحق شالكة برباعية باعدت بينه وبين منافسه ليفركوزن. وشهد ملعب اليانز ارينا وامام 71 ألف متفرج تعملق البافاري واستغل معنويات ضيفه المنهارة الذي يعيش فترة صعبة ادت الى تراجعه من المركز الثاني الى السابع وخروجه من ثمن نهائي مسابقة كأس المانيا واقالة مدربه الهولندي هوب ستيفنز، رافعا رصيده الى 54 نقطة ومبتعدا بفارق 15 نقطة عن بوروسيا دورتموند و16 نقطة عن باير ليفركوزن. وأهدر بوروسيا دورتموند فرصة تعزيز موقعه في المركز الثاني بجدول المسابقة ومواصلة المطاردة مع البافاري المتصدر بعدما سقط في فخ الهزيمة الثقيلة أمام ضيفه هامبورغ في وقت سابق. كما تخلى باير ليفركوزن عن فوز ثمين على مضيفه بوروسيا موشنغلادباخ وتعادل معه في مباراة أخرى ليفشل في استعادة المركز الثاني بجدول المسابقة.