تواترت الأنباء حيال إدارة حكام سعوديين لنهائي كأس ولي العهد والذي يجمع الهلال والنصر لدرجة أن هناك من اعتبرها أمنية وآخرون قالوا أخبارا لجس النبض ليس إلا .. عشنا مع هذه الأنباء بين «مصدق ومكذب» إلى أن أعلنها الأستاذ أحمد عيد صريحة وصول الخبر من إطار الاجتهاد إلى التأكيد وهنا بدأت ردود الفعل، منهم من بارك الخطوة ومنهم من وصف القرار بأنه سلاح ذو حدين وفئة ثالثة اعتبرته قرارا شجاعا من اتحاد المنتخب .. لو وضعنا الأمور في سياقها الصحيح سنجد أن المسألة عادية ولا تستحق كل ما يطرح حيالها من «قبول ورفض» ومخاوف لكن لو تحدثنا عنها من زاوية أخرى سنجد أن القرار كان بمثابة المفاجأة بالنسبة للكثيرين وأنا واحد منهم .. هل نصفه بالقرار الشجاع أم نفتح حوله آفاقا للحوار أم نردد مع المتعاطفين مع الحكم السعودي نقول أنتم لها .. لا أرى صعوبة في إدارة النهائي لأي حكم سعودي، ولا سيما حكام النخبة فهم قادرون على إدارة المباراة كأي مباراة أخرى هذا من حيث المبدأ أما من حيث الأهمية فهي بلا شك مباراة ثقيلة جدا لا تحتمل أي اجتهاد أو أي خطأ ولن أدخل في تفاصيل التفاصيل لكي لا يفسر كلامي على أنه أحد العثرات في وجه قرار عودة الحكم السعودي للنهائيات .. أدرك أن حكامنا قادرون على تحمل المسؤولية لقيادة أي مباراة داخليا أو خارجيا وأعرف أن لجنة التحكيم واثقة في قدرات حكامها لكن يحتاج هؤلاء إلى تهيئة الأندية والإعلام والجمهور بمعنى أن نتفاعل مع قرار العودة إيجابيا لكي لا نقع في فخ التأثير النفسي السلبي على حكام منتشون بقرار العودة إلى تحكيم النهائيات المحلية .. من تصريحات رئيس لجنة الحكام عمر المهنا لمست ثقة ولمست فرحة ولمست أن ثمة أسماء بعينها تدخل المفاضلة لنيل شرف إدارة النهائي المرتقب .. لا شك أن نجاح من سيتم تكليفهم بمهمة إدارة المباراة تعتبر خطوة على طريق «سعودة التحكيم محليا» دونما النظر لرغبات الأندية لكن أي هفوة (لا سمح الله) ربما تنسف حلم العودة وهنا الأمر بيد الحكام المختارين للمهمة والذين يجب أن يكونوا مهيئون للحدث بنسبة عالية فنيا ونفسيا .. المشكلة التي أبعدت حكامنا عن النهائيات نعرفها ونعرف أبطالها، حكام اعتزلوا ولكن بعد أن فرضوا علينا الحكم الأجنبي بأدائهم في مباريات نهائية تضرر فيها من تضرر وكسب من كسب، لكن دفع الثمن في النهاية جيل من الحكام .. هناك من يقول الحكام الأجانب يخطئون وهناك من قال إنهم ارتكبوا في ملاعبنا أخطاء كوارثية، لا تثريب في هذا القول لكن المشكلة أن من يقبل صافرة الأجنبي بصدر رحب ويمرر أخطاءه على أنها جزء من اللعبة في حين يحاسب الحكم السعودي على رمية آوت «غير صحيحة» وضربة زاوية اختلف حكم الساحة ومساعده على صحتها .. أيضا ثمة إعلام قد يقبل من الأجنبي أي خطأ ولا يقبل من السعودي أي خطأ بسبب تصنيف مسبق وتأويلات .. !!! وسط هذه الردود المتبانية حيال إسناد مهام تحكيم نهائي كأس ولي العهد لطاقم سعودي هل يتراجع أحمد عيد عن قراره .. ؟! هكذا قرأت وقلت بعدها كلا لن يتراجع يا صديقي .. الليلة الأهلي و الاتحاد في مواجهة مكررة لكن تختلف هذا المساء في الشكل أما المضمون واحد.