عبر عدد من المبتعثين في بريطانيا عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين لموافقته على تمديد فترة الابتعاث لفترة ثالثة تمتد لخمس سنوات، مؤكدين أن هذه الموافقة الكريمة سيكون لها بالغ الأثر في تطور التعليم العالي، وتمكين المبتعثين من الحصول على فرص عمل، فيسهمون بالتالي في نهضة الوطن، معربين عن أملهم في ضم المبتعثين الذين يدرسون على حسابهم الخاص للبعثة. في رؤية ناصر بن سعد الأسمري مبتعث في استراليا وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز أن لا أحد مهتما في الشأن المعرفي والثقافي للمجتمع السعودي، يشك في أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للابتعاث رافد هام ومصدر مفتوح للمتميزين من أبناء المملكة للتوسع معرفيا وثقافيا، ولكم رجوت في عدة مناسبات أن يتجاوز برنامج الابتعاث فئته المستهدفة من الشباب إلى شرائح أوسع من المجتمع لتشمل الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين في برامج تدريبية لا تقل عن السنة تشتمل برامج تعليمية وتطبيقية بهدف نقل المعرفة من الدول المتقدمة والأسلوب في تقديم الخدمات ورفع معدلات الإنسانية في التعامل واحترام النظام وجودة المخرجات وردم الهوة الثقافية التي تفصلنا عن العالم الأول التي ظلت القوة البشرية واحدة من أهم عوامل النجاح فيها. وفي نظرة شمولية، فإن استمرار البرنامج يقاس بقدر النجاحات التي حققها لا على مستوى التنظيم وتراكم التجربة بل بقدر الأثر الذي تركه على المنتسبين له من خريجين ودارسين حاليين ومواءمة مخرجاته لسوق العمل من جهة، وفرص التوظيف المتاحة من جهة أخرى. والتفات القائمين عليه إلى ما يمس المبتعث أثناء دراسته، من ضعف المخصصات المالية مثالا، وهاجس مرحلة ما بعد الابتعاث كالتوظيف والاستيعاب في القطاعين الخاص والعام. فيصل خالد أوضح أن تمديد الابتعاث لفترة ثالثة سيمكن الشباب السعودي من الحصول على فرصتهم الكافية من التعليم في أرجاء العالم، والأثر البالغ في تطور التعليم العالي، وكمبتعث يدرس على حسابه الخاص في بريطانيا ككثير من المبتعثين على حسابهم الخاص هناك، يتمنون من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الموافقة على ضمهم للبعثة مما يجعلهم قادرين على توفير احتياجاتهم ومواصلة دراستهم. وأوضح يحي الحويطي أحد الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص أن ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يأتي تقديراً منه للعلم وطلابه، وأن الابتعاث يحقق الأهداف المرجوة منه من خلال المبتعثين والمبتعثات الذين حققوا أعلى الدرجات في جميع بلدان العالم، مشيرين إلى أن مشكلة الدراسين على حسابهم الخاص، تعد معضلة حقيقية كون عائلات الدارسين على حسابهم الخاص في السعودية يتحملون الكثير من النفقات، موضحاً أن هناك عددا من الطلاب يرغبون في الانضمام ،وبالتالي فإن الملحقية ومن خلال متابعتها لأدائهم في المعاهد التعليمية في بريطانيا، تستطيع التأكد من جديتهم ورغبتهم في مواصلة التعليم وضمهم للبعثة. من جهته أكد محمد باقادر أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين كان لها أبلغ الأثر في مواصلة الطلاب دراستهم ومواصلة الحصاد وبالتالي سيعود ذلك بالنفع على التعليم العالي في المملكة والمؤسسات الحكومية والأهلية حيث سيعود المبتعثون للمساهمة في تطوير الوطن ونهضته، حيث ما يزال المبتعثون يحققون أعلى الدرجات، ويحصدون العديد من الجوائز، وهو ما ظهر جلياً من خلال مشاركتهم في العديد من الأبحاث والمؤتمرات العلمية حول العالم. ووصف صالح جمعان الزهراني طالب دكتوراة الابتعاث بأنه من أهم المواضيع التي شغلت الرأي العام قبل الفكر الأكاديمي، ذلك لأنه أمر طارئ وتجربة جديدة يمر بها المجتمع السعودي. وأضاف وحتى نستطيع الحكم على مدى نجاح التجرية من عدمه أو على العائد من التجارب للدفعات السابقة، فإننا بحاجة ماسة إلى تحليل أكاديمي إحصائي مبني على أرقام وحقائق من أرض الواقع فالأمر لا يحتمل التنبؤات أو طرح آراء عشوائية، ومن ثم تعميمها على كامل البرنامج ،لذا لا بد أن نجعل الدراسة الأكاديمية المقننة هي المصدر الرئيس للحكم. ويرى الزهراني أن هناك جانبا مضيئا للبعثات آخذين في عين الاعتبار النماذج المشرفه التي أخرجها البرنامج في الدفعات السابقة، والاستفادة منها في جعل القادم أكثر نجاحاً من ناحية إعداد المبتعثين لغوياً وثقافياً ودينياً قبل الخروج إلى البعثة. وأكد المبتعث حسام عمر الفحل طالب الدكتوراة في نظم المعلومات الإدارية أن تمديد هذا البرنامج يُعبر عن حرص حكومة المملكة العربية السعودية على تقديم كوادر مؤهلة لكي تحل محل الموظفين الأجانب في القطاعين الحكومي والخاص وهذا التوجه يعتبر أسرع طريقة للحصول على شباب وشابات مؤهلين يعتمد عليهم في تطوير وإصلاح هذه الدولة. وقال المبتعث عمار محمد زوقر طالب بكالوريوس في استراليا لقد عانينا كثيرا نحن طلاب البكالوريوس تحديداً من عدم معرفتنا بالأنظمة والقوانين للجامعات الاسترالية التي تختلف كليا عن جامعاتنا السعودية وقد سببت العثرات لعدد من الطلاب وانسحاب بعضهم، كما أنه يجب أن يتم التقنين في اختيار المبتعثين فليس كل من هب ودب تم ابتعاثه فكم من مبتعث فشل بسبب مستواه الدراسي المتدني فإذا كان تقديره مقبولا ولم يجد قبولا في الجامعات السعودية فكيف تريده أن ينجح في الجامعات الاسترالية المصنفة عالميا. أما المبتعث حامد عيد القرني تخصص علوم طبية في جامعة كوينزلاند للتقنية فأكد أن تمديد الابتعاث الخارجي لخمس سنوات قرار حكيم يعكس حرص القيادة على الرقي بالطلاب من خلال اكتساب العلوم المختلفة من دول عديدة في تخصصات يحتاجها الوطن.