تتهافت الكثير من النساء على مراكز التجميل رغبة منهن للوصول إلى أجمل شكل يلفت إليهن النظر، في خطوة منهن لإعادة جمال زائل، أو قوام ذابل، إذ إن الكثير من العمليات التجميلية هي محاولة للتغلب على آثار خلفتها السنون، أو إزالة ما خلفته بعض الحوادث، كالحروق والجروح والمشاكل الأخرى، وهذا ما دفع بعض الفتيات إلى الاقتراض من البنوك من أجل إجراء عمليات تجميل لأنفسهن بهدف الحصول على ذلك الجمال أو الوزن والقوام، ولأن عمليات التجميل أصبحت باهظة الثمن ووصلت إلى مبالغ خيالية، لجأت بعض الفتيات إلى البحث عن مصدر مالي يمكنهن من تحقيق ذلك الحلم، إلا أنهن لم يجدن سوى البنوك للاقتراض منها. «عكاظ» التقت بعدد من هؤلاء الفتيات اللائي خضن التجربة مع البنوك ومراكز عمليات التجميل. تقول أم أنور (موظفة تجاوز عمرها الخامسة والأربعين): «لقد أردت أن يصبح قوامي رشيقا كعارضات الأزياء، خاصة بعد أن أنجبت خمسة من الأبناء، أكبرهم الآن عمره 27 عاما، وأنه وبعد تفكير دام لسنتين قررت أن أجري عملية شد وتكبير، واستفسرت عن سعر العملية عند أحد الأطباء المختصين، وهو الطبيب الذي أجرت عدد من صديقاتي عمليات عنده واللائي أطنبن بالثناء عليه كثيرا، وطلبت من زوجي مالا لإجراء العملية فرفض بحجة أنه غير مقتنع بمثل هذه العمليات فاضطررت للاقتراض من البنك مبلغ مائة ألف ريال تكاليف لإجراء العمليات التي أرغب بها، وفعلا سافرت وأجريت عمليات التجميل، والحمد لله تكللت بالنجاح وحصلت على القوام الذي أرغب، والأهم من ذلك أن زوجي اندهش من نتيجة ما بعد عمليات التجميل ولا زالت الدهشة تلجم فاه». أما حنان (موظفة علاقات عامة في إحدى الفنادق، والتي تبلغ من العمر 38 عاما) تقول إن الكثير من صديقاتها أجرين عمليات تجميل وتغيرت ملامحهن إلى الأفضل، منهن من صغرت أنفها وأخرى عملت على تكبير شفتيها، فكانت النتيجة رائعة والتغيير كبيرا ما دفعني للبحث عن طريقة للوصول إلى ما وصلن إليه من جمال جذاب، حيث لم يكن المبلغ المطلوب متوفرا، إذ إن العملية تكلف حوالي 25 ألف ريال، ما جعلني أضطر لاقتراضه من البنك، وفعلا قمت بإجراء العملية، وقالت وهي تضحك: «الغريب في الأمر أنه وبعد العملية بحوالي شهرين تهافت علي الخطاب، ما جعلني أحدد شروطي حتى حصلت على الزوج الذي أحلم به». وتشير أماني (مطلقة وتبلغ من العمر 31 عاما) إلى أن وزنها تجاوز 120 كيلوجرام، وفي كل مرة يصرف خطابها النظر عنها بعد أن يشاهد حجمها العائلي على حد قولها مما شكل لها أزمة نفسية حادة، ما اضطر أهلها لتشجيعها على إجراء عملية ربط للمعدة، إلا أن حالهم المادي لا يمكنهم من ذلك فلجأت إلى البنك فاقترضت 70 ألفا وبعد العملية ووصل وزنها إلى 70 كيلو ثم أتبعتها بعملية أخرى لشد الترهلات الناتجة من انخفاض الوزن السريع، فحصلت كما تقول على قوام في «منتهى الجمال» واستطاعت أن تتزوج من رجل يصغرها ب3 أعوام. جراح تجميل من جهته، يؤكد استشاري جراحة الحروق والليزر الدكتور صالح خواجة أن أكثر عمليات التجميل رغبة عند السيدات بالمدينةالمنورة هي عمليات شفط الدهون وشد العضلات وإزالة الترهلات من الجسم، حيث تشكل هذه العمليات نسبة 80 في المئة للسيدات من مختلف الأعمار، أما عمليات الحقن والتنفيخ وتجميل الأنف فتشكل نسبة 85 في المئة. أما أعمار السيدات اللاتي يرغبن بعمليات التجميل، فيبين الدكتور خواجة أنها تتراوح ما بين ال35 إلى ال60 عاما. وأرجع الدكتور خواجة سلبيات عمليات التجميل في النجاح أو الفشل للجراح نفسه من حيث الخبرة والدراية الكافيتين بعمليات التجميل، مشددا على أن من يرغب في إجراء عملية تجميلية يجب أن يتمتع بصحة جيدة، وألا يعاني من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والقلب والكلى، وأن يكون سليما جسميا حتى لا يتأثر بالعملية، مشيرا إلى أن هناك بدائل متوفرة لعمليات التجميل الجراحية، حيث يمكن الاستعاضة عنها بالأجهزة الخاصة بإذابة الدهون وشد الترهلات وحقن التجاعيد بدلا من شد الوجه جراحيا.